إدوارد سعيد

فلسطين

 هو إدوارد وديع سعيد أو إدوارد ويليام سعيد، وُلد في ١ نوفمبر ١٩٣٥م، بفلسطين لأبوَين بروتستانيَّين،  بدأ دراسته في مدرسة القديس «جورج» الأنجليكانية بالقدس،ثم انتقلت العائلة من القدس إلى القاهرة لتجنب الصراع الذي بدأ حول تقسيم الأمم المتحدة لفلسطين إلى مناطق يهودية وعربية منفصلة وفي القاهرة درس في كلية «فيكتوريا»  ثم سافر مع والده الى الولايات المتحدة الامريكية حيث درس في مدرسة «نورثفيلد ماونت هيرمون» . التَحق بجامعة «برينستون» في عام 1951 (بكالوريوس، 1957) وجامعة هارفارد (ماجستير، 1960؛ ودكتوراه) 1964) حيث تخصص في الأدب الإنجليزي. انضم إلى هيئة التدريس بجامعة كولومبيا كمحاضر في اللغة الإنجليزية عام 1963، وفي عام 1967 تمت ترقيته إلى أستاذ مساعد في اللغة الإنجليزية والأدب المقارن. كان كتابه الأول، جوزيف كونراد وخيال السيرة الذاتية (1966)، امتدادًا لأطروحته للدكتوراه».

عمل أستاذًا ومحاضرًا للأدب المقارن في العديد من الجامعات الأمريكية مثل جامعة «هارفارد»، وجامعة «كولومبيا»، كما أصبح عضوًا في مركز الدراسات المتقدِّمة للعلوم السلوكية في جامعة «ستانفورد» للعام ١٩٧٥-١٩٧٦م، ورئيسًا لجمعية اللغات الحديثة، وعضوًا في مجلس العلاقات الخارجية، والرابطة الفلسفية الأمريكية.

أسَّس »سعيد« في كتاباته للعديد من النظريات الأدبية، ودراسات ما بعد الكولونية، والعلاقة بين الشرق والغرب، التي كان لها تأثيرٌ كبير في الأوساط الأكاديمية والثقافية في الولايات المتحدة وفي العالَم أجمع، ومن أبرز كتبه: «الاستشراق: المفاهيم الغربية للشرق» الذي قدَّم فيه أفكارَه عن دراسات الاستشراق الغربية المختصَّة بدراسةِ الشرق والشرقيِّين، و«تغطية الإسلام»، و«خارج المكان» (سيرة ذاتية)، و«الثقافة والإمبريالية»، و«من أوسلو إلى العراق وخريطة الطريق»، وغير ذلك من الدراسات الأكاديمية التي لا تزال محلَّ اهتمامِ الباحثين والمثقَّفين في جميع أنحاء العالم.

عُرف «إدوارد سعيد» بدفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية؛ فكان عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني في الفترة من ١٩٧٧م حتى ١٩٩١م عندما استقال احتجاجًا على اتفاقية أوسلو، وكان من أوائل المؤيِّدين لحل الدولتَين، فصوَّت عام ١٩٨٨م لصالح إقامة دولة فلسطين، وقد تَناوَل في كتاباته الصراعَ العربي الفلسطيني مثل: «القضية الفلسطينية» ١٩٧٩م، و«سياسة التجريد» ١٩٩٤م، و«نهاية عملية السلام» ٢٠٠٠م، بالإضافة إلى كتابَين يتناولان اتفاقيةَ أوسلو، هما: «غزة أريحا: سلام أمريكي» ١٩٥٥م، و«أوسلو: سلام بلا أرض» ١٩٥٥م، فضلًا عن تسجيله فيلمًا وثائقيًّا لتليفزيون البي بي سي بعنوان «البحث عن فلسطين».

كما عُرِف عنه شغَفُه بالموسيقى ومهارتُه في عزف البيانو ببراعة، وكتابةُ العديد من المقالات والكتب حولَها، مثل: «مُتتاليات موسيقية»، و«المُتشابِهات والمُتناقِضات: استكشافات في الموسيقى والمجتمع»، و«النموذج الأخير: الموسيقى والأدب ضد التيار».

في سنواته الأخيرة، أصبحت صحته أكثر هشاشة مع معاناته من مرض اللوكيميا  وعلى الرغم من اهتمامه الشديد بالكارثة الفلسطينية التي تكشفت في أعقاب أحداث 11 سبتمبر والغزو الأنجلو أمريكي للعراق، فقد اتخذ قرارًا واعيًا بالانسحاب من الجدل السياسي وحول طاقاته الى الموسيقى فأسس أوركسترا الديوان الغربي الشرقي صديقه الموسيقار الاسرائيلي دانييل بارنبويم في عام 1999  الذي شاركه إيمانه بأن الفن - وخاصة موسيقى فاغنر - يتجاوز الإيديولوجية السياسية. وبمساعدة سعيد، أعطى بارنبويم دروساً متقدمة للطلاب الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مما أثار غضب اليمين الإسرائيلي.

تُوفِّي «إدوارد سعيد» صباح يوم ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٣م، بعد صراعٍ طويل مع مرض اللوكيميا استمر لمدة اثني عشر عامًا، تاركًا خلفه حياةً حافلة بالإبداع والفكر، كرَّسها لوطنه الأول فلسطين، وأكَّد على انتمائه العربي بالرغم من الغربة التي عانى منها طويلًا. وقد كان لوفاته صدًى واسعٌ في الأوساط الأكاديمية العالمية، فرثاه الكثير من مُثقَّفي العالَم ومُفكِّريه، كما أسَّست جامعة كولومبيا كرسيَّ «إدوارد سعيد» للدراسات العربية في قسم التاريخ، وأعادت جامعة بيرزيت تسميةَ مدرستها الموسيقية باسم «معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى» تكريمًا له.

ومع احتدام الحرب في غزة، ورغم مرور عشرين عامًا على وفاته، مازالت لكلماته صدى اليوم حيث لم يتغير شئ ففي رسالة مفتوحة إلى المثقفين اليهود الأمريكيين، كتبها عام 1989 ولم تنشر الا حديثا، كتب:

"لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن للمثقفين الأميركيين التغاضي عن الأدلة الخام والعارية لمجرد أن “أمن” إسرائيل يتطلب ذلك. لكن يتم القفز عنها أو إخفاؤها، بغض النظر عن مدى قسوتها الطاغية، وبغض النظر عن مدى لاإنسانيتها وهمجيتها، وبغض النظر عن مدى علو صوت إسرائيل في الإعلان عما تفعله.

قصف مستشفى؛ استخدام النابالم ضد المدنيين؛ مطالبة الرجال والفتيان الفلسطينيين بالزحف أو كسر أذرع وأرجل الأطفال؛ حبس الناس في معسكرات الاعتقال الصحراوية من دون مساحة كافية أو صرف صحي أو مياه أو تهمة قانونية؛ استخدام الغاز المسيل للدموع في المدارس..كل هذه أعمال مروعة، سواء أكانت جزءًا من حرب على “الإرهاب” أو على أساس أنها متطلبات أمنية.

إن عدم ملاحظتها، وعدم تذكرها، وعدم القول “انتظروا لحظة: هل يمكن أن تكون مثل هذه الأعمال ‏‏ضرورية‏‏ من أجل الشعب اليهودي؟” هي أمور لا يمكن تفسيرها، لكنها تعني أيضًا أن يكون المرء متواطئًا في هذه الأعمال..
إن الصمت المفروض ذاتيًا الذي يمارسه مثقفون يمتلكون، في حالات أخرى وعندما يخص بلدانًا أخرى، ملكات نقدية فائقة الجودة، هو شيء مذهل."

مؤلفاته
    جوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية (1966)
    بدايات: القصد والمنهج (1975)
    الاستشراق (1978)
    مسألة فلسطين عام (1979)
    بعد السماء الأخيرة (1986)
    متتاليات موسيقية عام (1991)
    الثقافة والإمبريالية (1993) والذي يعتبر تكملة لكتابه الاستشراق
    سياسة التجريد (1994)
    تمثلات المثقف (1994)
    غزة أريحا: سلام أمريكي (1995)
    أوسلو : سلام بلا أرض (1995)
    تعقيبات على الاستشراق (1996)
    خارج المكان (سيرة ذاتية) 1999
   2001  تأملات من المنفى