مركز الأخبار - أمان 2- 2003
الرواية تحتفل بالبنات من كل نوع: مسلمات ومسيحيات، ويهوديات، وطليانيات، وروميات، وأرمنيات(…) هكذا كانت الإسكندرية خلال سنوات صبا السارد.
بقلم: أحمد فضل شبلول : أعتقد أن هذه الرواية للمبدع الكبير إدوار الخراط جزء من سيرته الذاتية في مرحلة طفولته أو شبيبته ومراهقته سواء العاطفية أو السياسية، خلال سنوات الأربعينيات من القرن الماضي. وفي هذه المرحلة عادة ما يتطلع الشاب إلى الجنس الآخر، ويشكل عالم حواء بالنسبة له هواجس لا نهائية.
وقد استطاع إدوار الخراط أن يجسِّد هذه الهواجس من خلال سرد علاقاته ببنات حواء التي تفتحت عيناه عليهن في الإسكندرية، عن طريق الكلمة والنظرة والإيماءة والفعل. لذا اختار عنوان روايته "يا بنات الإسكندرية"، وكان في استطاعته أن يختصر من العنوان قليلا فيقول "بنات إسكندرية"، ولكن "يا" النداء هنا لها وظيفتها الأساسية، فهي من ناحية تعني الاستغاثة بعالم البنات الذي يردُّ المؤلف وهو يعيش فترة كهولته أو رجولته أو شيخوخته (حيث انتهى من كتابة هذه الرواية / السيرة في يوم الخميس 18 طوبة 1705 الثانية فجرا (وهو التقويم القبطي المصري)، الموافق 26 يناير 1989 أي وعمره يشارف على الستين أو يزيد) إلى عالم الصبا والذكريات الحسية والروحية الحميمة، وإلى أوضاع البلد والعالم خلال تلك السنوات من حياته في الإسكندرية. ومن ناحية أخرى فإن إصرار المؤلف على إلحاق "يا" النداء بالعنوان، تعني أنه يستحضر جزءا من الفلكلور الغنائي للإسكندرية. تقول الأغنية السكندرية:
يا بنات إسكندريَّة
مشيكم على البحر غيَّة
تلبسوا الشاهي بتُلي
والشفايف سكريَّة
وهو يفتتح روايته بهذا الفلكلور، مما يدل على وعيه التام باختيار عنوان الرواية "يا بنات إسكندرية"، وارتياحه له، بدلا من "بنات إسكندرية" بحذف يا النداء.
والرواية بالفعل تحتفل بالبنات والسيدات من كل نوع: مسلمات ومسيحيات، ويهوديات، وطليانيات، وروميات، وأرمنيات، وجريج .. الخ. وهكذا كانت الإسكندرية خلال سنوات صبا السارد، وبعدها بقليل.
وأول بنات الرواية، مُنى، ابنة الجيران، المتفجرة بالحياة، وأخت جمالات التي تعمل في فابريكة الغزل في كرموز، والتي اشتركت في إحدى المظاهرات ضد الإنجليز وأصابتها رصاصة، وكان السارد مشاركا في المظاهرة فحملها بين يديه، وأوصلها إلى منزلها، لتموت وسط أفراد عائلتها.
إنه يواعد منى في منطقة المكس، وكان يشك في إنها ستجيء إليه، ولكنها تأتي، ويقضيان وقتا معا. ثم تظهر نفيسة في الكادر، ولم يكن السارد على علاقة بها، ولكنه يُظهرها ليصف عن طريقها بعض العادات والتقاليد الشعبية السكندرية، وربما في أماكن أخرى من مصر، عندما تحس فتاة أو امرأة أن صديقتها وجارتها تخطف منها حبيبها أو خطيبها، فعلى الرغم من علاقة منى بالسارد المسيحي، فإنها تعرف تماما أن هذه العلاقة محكوم عليها بالفشل بسبب الديانة، (حيث تفضي منى لصديقتها نفيسة قائلة: ما أنا مش عارفة حنعمل إيه مع الواد التلميذ ابن الجماعة القبط اللي فوق). لذا نراها ـ كما تدعي نفيسة ـ تحاول أن تقيم علاقة مع محروس صديق أخيها، والذي هو في الوقت نفسه، خطيب لنفيسة. وهنا تصبح البذاءة (الشعبية) سحرا ملتبسا له قوة غير مفهومة وغير مبررة، كما يقول السارد.
ثم تظهر مارية ابنة خالة السارد، وهي فتاة زنجية البشرة وسيمة التقاطيع، ومسمسمة، من خلال يوم يقضيه السارد مع عائلته على شاطئ البحر (جرينا إلى الماء وخلعت أختي عايدة وأختي هناء ومارية بنت خالتي فساتينهن القصيرة المشجرة، وكن يلبسنها على المايوهات الطويلة أمّ حمالات، وضربنا الموج برشاشه الصلب وكتل زبده، فرجعنا جريا، نضحك).
إنها لوحات طبيعية من أيام الصبا يتذكرها ويرسمها لنا السارد، بقلمه المعبر عن الحالات الإنسانية، حتى عندما يحلم بالالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة العربية، يهمس لنا بأسفه الشديد على عدم تمكنه من ذلك (لأن قسم اللغة العربية عندئذ لم يكن يقبل الأقباط). لذا فإنه ـ بعد ذلك ـ يلتحق بكلية الهندسة.
ثم تظهر سوسو التلميذة بمدرسة نبوية موسى، التي توافق ـ في عام 1943 ـ على مقابلته في كازينو الشاطبي. ولكن عندما عرفت اسمه (كان وقع الاسم القبطي القحّ غريبا) لم تقل شيئا، ولم يتغير تعبير وجهها الذي ظل قناعا نحاسيا لامعا. ثم خرجا من الكازينو صامتين (طلعنا إلى الكورنيش عند كامب شيزار، وأوصلتها حتى المحطة،..). ولم يرها أبدا بعد ذلك.
من الواضح أن البنات في ذلك الوقت كن يفكرن في مستقبلهن بالزواج من الشاب المناسب، وعندما يعرفن (خاصة المسلمات منهن) أن الشاب الذي أمامهن مسيحي، يدركن تماما أن هذه العلاقة أو هذا الشروع في الزواج محكوم عليه بالفشل تماما. هذا ما رأيناه ـ حتى الآن ـ من منى (غير المتعلمة) ثم سوسو (المتعلمة).
ثم تجئ مادونَّا غبريال الصامتة، وباولا، وكارلا، وأوديت التي يواعدها على السينمات أو على باستروديس، ولا يفعل أكثر من أن يمسك يدها في عتمة الفيلم أحيانا، ويقبلها على خدها عند اللقاء، أو عندما يقول لها "إلى اللقاء" أحيانا، ودون أن يعدها صراحة بأكثر من ذلك، فهو يعرف أنه من الممكن أن يتورط بالزواج منها، فهي من نفس ديانته، وهي في الوقت نفسه أخت أحد أصدقائه المقربين.
أما زيزي، فتاة البار، التي أنكرها في البداية، فقد تذكر بعد ذلك أنها أنقذته من أيدي المباحث، ومن السجن، منذ سنوات، عندما ضللت المخبر الذي كان في سبيله للإيقاع به، في بار صغير في باب الكراستة.
وبالإضافة إلى ما سبق، هناك سيلفانا، وسعاد السماحي، وديسينا، وإسكندرة، وإيفيت ساسون، وسمية، ومادلين وميريام، وكاترينا، وإيفون نقاش، وستيفو اليونانية، وآرليت، وأم ميخائيل، وراوية (وغيرهن من بنات الإسكندرية والمصيفات) اللاتي من خلالهن، يؤرخ السارد لفترة هامة من تاريخ الوطن (مثلما رأينا من خلال جمالات).
وليس شرطا أن تكون علاقة السارد بكل هؤلاء الفتيات والسيدات علاقة جنسية، أو ما شابه ذلك، فهناك علاقات مع الجنس الآخر جاءت من أجل إبراز مشاهد أو تيمة دينية معينة، مثل علاقته بأم ميخائيل التي كانت تقطن في حي بحري، في شقة أسفل العمارة التي يقيم فيها صديقه في الجهاد، قاسم اسحق، وأثناء نزوله من عند صديقه تدحرج وسقط على السلم القديم، فتخرج أم ميخائيل هاتفة: باسم الصليب، وشارة الصليب، اسم الله عليك وعلى أختك، مش تحاسب يا خويا؟ (وهي نفس كلمات أمه عندما كان يقع على الأرض في طفولته).
ويصف السارد وجه أم ميخائيل عندما رآها بعد نهوضه بأنه (كان وجها قبطيا مرفوعا من تابوت في الفيوم، ولكنه حي ونضر وأملس الجلد كأنه ذهبي باهت، ومصقول جدا، والعينان الواسعتان الغويطتان، يحيط بهما سواد الكحل البلدي).
ثم تحكي له أم ميخائيل قصة معمدانية ابنها بالدم واللبن، وكاد الولد يموت منها في القطار المزدحم الذي أخذته، لكي تذهب إلى دمنهور، بعد الغارة الأخيرة على البياصة والطوربيد الذي ترك كوم بكير حفرة دائرة عريضة (أثناء الحرب العالمية الثانية، وضرب الإسكندرية في تلك الأيام، وهو ما أشار إليه بطريقة أخرى الروائي إبراهيم عبد المجيد في روايته "لا أحد ينام في الإسكندرية"). لقد كاد ابنها يموت في القطار، وتدخل الناس، واقترب منها شيخ يعتمر عمامة صغيرة بيضاء كالفل على اللبدة الطرية، وأخذ يقرأ القرآن بصوت خفيض، كأنه يدعو الله أن ينجي الطفل الرضيع.
وهذه رسالة من السارد يوضح فيها أن مصر طوال تاريخها لم تعرف التفرقة بين مسيحي ومسلم، وأنه في وقت الشدائد يظهر العنصر الأصيل للأمة المصرية.
إنه في موضع آخر من الرواية، وعند دخول شهر رمضان يقول: "كان صوت الشيخ رفعت في رمضان طفولتي يترقرق من صناديق الراديو الكبيرة ذات العين الواسعة المنيرة، في الدكاكين والقهاوي والبيوت المفتوحة الشبابيك قبل مدفع الإفطار، صوتا سلسالا وجميلا ومنذرا، بحزن من عذابات الخيانات والكفران بالنعيم". ثم يقول: "بطريرك آخر هو". وهو تشبيه عندما يأتي من مسيحي يعني المكانة العالية التي يحتلها الشيخ محمد رفعت عنده.
وعندما يقرر أهل العمارة التي يقطن بها قاسم إسحق، رحيله منها، بسبب زيارة الفتيات المتكررة له، فإن أم ميخائيل تُقسم بحياة سيدي المرسي أبو العباس، فتقول للسارد بعد الزيارة التي لم يجد فيها صديقه بشقته فوق السطوح: "وكليت الحتة بكليتها وحياة سيدي المرسي قالت لغاية كده ولأ".
وعندما كان ضرب الإنجليز يشتد على الإسكندرية في الحرب كانت عبارات "أبانا الذي .." تختلط بسورة الكرسي، والدعاء باليونانية والطليانية يختلط بيا لطيف يا لطيف يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف، وعندما تنتهي الغارة بالصفارة الطويلة المتصلة كانت الناس تضحك، وتصعد سلالم المخبأ، وهي تكاد تسقط من النوم.
بل إن السارد يقول في موضع آخر من الرواية: "كنت أحفظ الشعر الجاهلي واقرأ القرآن، وأترجم رواية مغامرات اسمها "السهم الأسود" وأحب الفتاة الأرستقراطية .."، وكان يقرأ فجر الإسلام وضحى الإسلام لأحمد أمين.
هكذا كانت الإسكندرية أيام صبا السارد تجمع بين: السارد المسيحي غير المتعصب، وزكي إبراهيم صدُّوق ابن البلد اليهودي الإسكندراني القُح، الذي كان عدوا لدودا للصهيونية، وكان يشارك في الحلقة الثورية الإسكندرانية القديمة في عام 1946، وأحمد النمس الذي كان إرهابيا إسلاميا (؟) ثم أصبح ماركيسيا لينينا. وغيرهم.
شخصيات حقيقية أخرى وردت بالرواية، مثل الرسام أحمد صبري (الذي ذهب بعد ذلك إلى باريس)، والدكتور أحمد محمد الحوفي، وغيرهما الأمر الذي يؤكد أن هذه الرواية "يا بنات الإسكندرية" جزء من السيرة الذاتية للروائي الكبير إدوار الخراط، الذي استخدم تقنيات روائية أو سردية كثيرة في هذه الرواية، من أهمها: الاتجاه زمنيا إلى الأمام، وهذه التقنية تأتي على عكس الرجوع إلى الوراء (فلاش باك)، فهو يقول مثلا: "وبعد أربعين سنة كانت السيارات تتزاحم ..". أي بعد أربعين سنة من النقطة الزمنية التي يتحدث عندها فنيا. أو "بعد ثلاث أو أربع سنين عندما انتقلنا إلى البيت الذي يطل على ترعة المحمودية ..". أو ورود عبارة قالها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد قيام الثورة، وكان الزمن الفني للرواية قبل الثورة بسنوات، مثل: "ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار"، وهكذا.
والاتجاه إلى الأمام، لا يعني إلغاء الفلاش باك أو العودة إلى الوراء، وإنما التقنيتان موجودتان معا، فضلا عن استخدام العامية المصرية في أماكنها المناسبة تماما، وعلى لسان الشخصيات غير المتعلمة وغير المثقفة، وقد أوردنا منها شيئا على لسان أم ميخائيل التي تقول أيضا: "الجري ورا المعايش صعب يا سيدنا لفندي، والشرف برضو صعب. ما تآخذنيش احنا ما نقولش حاجة لا سمح الله أبدا. والله العظيم موش مونكن دحنا رقابينا سدَّداة وإنتو ولاد أصول، ما هو الكتاب يتقرا من علوانه، أُمَّال، ..".
بل استخدام العامية السكندرية على وجه التحديد التي يغلب عليها نون الجماعة في كثير من الألفاظ والكلمات، مثل قوله لمنى في بداية الرواية: "عايز نشوفك"، وقول منى: "ما انا مش عارفة حنمعل إيه". فنون الجماعة في نشوفك، وحنعمل، تأتي في العامية السكندرية بدلا من أشوفك، وحاعمل في العامية المصرية عموما. ويقال إن نون الجماعة التي تتميز بها العامية السكندرية ترمز إلى اعتزاز السكندري بنفسه، فيطلق على نفسه ما يُطلق على الجماعة، وكأنه هو لوحده جماعة من البشر. ولعل نون الجماعة تلك تعد خصيصة في عامية الإسكندرية، تحتاج إلى بحث لغوي متخصص. تقول منى أيضا لبائع السمك: "دي بشلن ونبقى كارمينك". أو تقول له وهي واقفة بمفردها للشراء: "داحنا عايزين نكرموك".
وأيضا هناك في عامية الإسكندرية، لفظة (أيُّوه) المراد بها التهويل. وتُقال أحيانا على لسان أبناء البلد السكندريين: أيُّوه يا جدعان. للتهويل من الشيء. رغم أن هذه اللفظة تُعد في أماكن مصرية أخرى من الألفاظ القبيحة. (وقد لمست ذلك بنفسي عندما كنت في ضيافة أقارب لي في مدينة الزقازيق).
وما دمنا في مجال اللغة، فإننا نستطيع القول إن لغة إدوار الخراط الفصحى في جميع أعماله تقريبا، لغة نقية، جذلة، يهتم بها اهتماما كبيرا، إنه لغة قوية حساسة، ترقى أحيانا إلى مستوى الشعر، ليس فيها استسهال ولا ضعف. إنه دارس جيد للغة العربية ومتذوق كبير لها. ومن هنا جاءت طيعة جميلة رائقة في أعماله الأدبية عموما. ولعل دراسته للشعر الجاهلي، وقراءته للقرآن الكريم، ساعدته على ذلك كثيرا.
أيضا من تقنيات الرواية التي استخدمها السارد في روايته، ولكن على نطاق ضيق للغاية: استخدام الوثائق الصحفية، وكتابة الخطابات. يقول مثلا: "وقالت الأهرام في 13 مايو 1948 إنه قد أشرنا أمس إلى اعتقال أحمد المصري الحلاق في إحدى السفن المصرية بسب ما وجد في غرفته بهذه السفينة من الكتب الشيوعية والاشتراكية، وأن الأستاذ مصطفى سليم وكيل نيابة الشؤون المستعجلة قد أمر اليوم بالإفراج عن الشخص المذكور بضمان شخصي ريثما يتم التحقيق".
إن ثقافة السارد الشرقية والغربية الواسعة تتجلى في هذا العمل الروائي / السيري، مثلما تتجلى في أعماله الأخرى. يقول على سبيل المثال: "طعنات العيون النجلاء ليلى العامرية، سافو فرجيني، جريتا جاربو، هند التي ليتها أنجزتنا ما تعد، تاييس جلوريا سوانسون منى مارية الإسكندرانية، ماجدولين، عزة كثير، مرجريت جوتييه، ميمي قشطة، بهيجة حافظ .. الخ". ويلاحظ أن كل هذه الأسماء من الشرق والغرب، من القدامى والمعاصرين، لفتيات وسيدات، بما يتفق مع نهج الرواية / السيرة.
إدوار الخراط أحد عشاق الإسكندرية، وهو دارس وقارئ جيد لتاريخها القديم والمعاصر، وهو دائم المقارنات بين تواريخها وأعمارها المختلفة. يقول في روايته: "عرَّشتْ أشواق عشقي في مدينتي العظمى الإسكندرية، الثغر المحروس، الميناء الذهبية، رؤيا ذي القرنين، وصنيعه سوستراتوس المهندس العظيم ولؤلؤة قلبطرة (كليوباترا) الغانية الأبدية، المدينة الساطعة المرخَّمة لا تحتاج بالليل إلى نور لفرط بياض رخامها، أكاديمية أرشميدس وأراتوسنيس الفيلسوف والشاعرين أبولونيوس وقاليماخوس، مثوى الميوزات جميعا، وعاصمة القداسة والفجور معا. أرض القديس مرقس والقديس أثناسيوس الرسولي الواقف وحده مع الحق ضد كل العالم .." إلى أن يقول: "جامعة المزارات من سيدي أبي العباس وسيدي أبي الدرداء إلى سيدي الشاطبي وسيدي جابر وسيدي كريّم رضوان الله عليهم أجمعين، ذات الشوارع الفساح وعقائد البنيان الصحاح جليلة المقدار رائعة المغْنى شامخة الكبرياء، إسكندرية يا إسكندرية شمس طفولتي الشَّمُوس، وعطش صباي ومعاشق الشباب".