قلبى
صحوت يوما
من أيام الشِتاء
تحسست قلبى
ولم أجده
ارتعبت
أين ذهب ؟
هل شٌق أحد صدرى
وانتزعه وأنا فى نوم عميق ؟
أم باختياره هجرنى ؟
حائرة
أين ذهب قلبى ؟
كيف فجأة يختفى
ويتركنى وحيدة
خاوية الوفاض
من الدقات والخفقان ؟
==================================
الوطن المحشور
أربعمائة وخمسون مليون شخصا
فى البلاد المتحدثة بالعربية
بمساحة خمسة عشر مليون
كيلو متر مربع
محشورون جميعهم وباختيارهم
فى دائرة قطرها اثنين سنتيمرات
اسمها " غشاء البكارة "
" شرف الذكور " و " عفة الاناث "
" علامة التدين " و " دليل العذرية "
ما هذا الاختلال العقلى الموروث
من جيل الى جيل ؟
يقتلون ويذبحون ..
لحماية الغشاء من الاختراق
انه فخر العرب ومجد العرب
ينامون ويصحون
داخل الغشاء
وما زالوا يرددون
نحن أسياد العالم
بالغِشاء والمال والبنون
============================================
فى المطار
فى مقهى المطار
أجلس الى مائدة بجانب النافذة
أنتظر مغادرة الطائرة
تحملنى بعيدا عن كل الأشياء
أرتشف القهوة وأنا
أشاهد هبوط واقلاع الطائرات
دفعت ثمنا باهظا
للوزن الزائد فى حقائب الذكريات
قلبوا صفحات جواز السفر
كأننى مجرمة عابرة الحدود
دونوا أخيرا موعد الخروج
وأعطونى أخيرا بطاقة الصعود
بها مكان ورقم المقعد
لا أكمل الرشفة الثانية
من فنجان القهوة
كم هى رديئة الصنع
باردة مثل وجوه المسافرين
تعكر مزاجى .. توترت أعصابى
حتى عند الوداع الأخير
ما زال الوطن بخيلا
أتأمل المكان وحركة الناس
ومرة أخرى أشعر بالغثيان
مثل كل سجين أسير
فعلت المستحيل لأكسر القضبان
أهرب بعيدا عن العيون
وأمسح عنى صدأ الوجود
وها هى عقارب الساعة
ليست الا دقائق وأطير
سمعت النداء الأول لطائرتى
وأنا جالسة فى مكانى
سمعت النداء الثانى والثالث
لا أتحرك شاردة العيون
أسمع النداء الأخير للاقلاع
وقفت أتفرج على طائرتى
وهى ترتفع عن الأرض
تحمل حاجاتى وحقائب الذكريات
مزقت بطاقة الصعود ورميتها
خرجت مسرعة من المطار
وأنا ألملم دهشتى وفرحتى
عرفت أين سأبيت الليلة
================================
وردة دُفنت
أنا لست
ما أخذته
أنا كل ما فقدته
لست القلب
الميت فى يقظنتى
أنا القلب النابض
فى المنام
لست الجسد المرتجف
المكبل بعقارب الزمن
أنا الجسد الراقص
فوق جثة الزمن
أمام الأعين أنا
العاقلة الحكيمة الرزينة
وخلف السِتار
أنا الأكثر جنونا فى المدينة
لست كما يظنون
امرأة مكتملة الأنوثة
كاتبة تفيض بالأشعار
ابنة الشمس
والتجلى الأعظم للحقيقة
أنا بقايا من عظام الوهم
وردة لا اسم لها
ماتت ودُفنت
ليعيش زوار الحديقة
=========================================
أحبك
أحبك
فى السِر وفى العلن
عند يأسى ولحظة التمنى
على ايقاعات صاخبة سريعة
لا تؤمن بحكمة التأنى
أحبك
طفلا لى
من دمى
أو كنت ابنا بالتبنى
أرعاك وأدللك بالليل وبالنهار
أرضعك من حنانى ولبنى
أحبك
وأغفر كل خطاياك
ارتكبتها وأنا معك
وتلك قبل أن تعرفنى
لن يفرقنا شئ
وان كرهتك وكرهتنى
سنبقى رغم ارادة القدر
رغما عنك ورغما عنى