هل الأفكار هي ما يشكّل جثتي، أم الغياب المستقر في أغوارها؟ .. ما أريد كتابته، أم ما أريد الاستسلام له؟ .. البقاء مستيقظًا، أم قضاء اللحظات الأخيرة في نوم متنقل ببن أطياف الماضي؟.
ثلاث وأربعون .. لا يعرف شيئًا عن هذا الرقم الذي يشير لسنوات عمره أكثر من شعور جذري، متزايد الثقل والحدة بتجويف صغير لندبة منفصلة عن ملامح غامضة، وملقاة في قاع معتم، فائضة بقذارة لا تنجم إلا عن وجود مجهول لم يتحقق .. ندبة كانت ترجو لو تمكنت من الحركة في القاع، كما لو أنها في عمق نهر مثلًا، لكنها فقط صورة متكررة وراء الزجاج نفسه. ثمة ثقوب في كل كلمة أكتبها .. ثقوب لانهائية يمر منها ما لا يمكنني كتابته نحو الكلمة التالية .. نحو القصة التالية .. نحو خطوة أخرى في الخرائب الضبابية بعيدًا عن رأسي المقطوع.