فاطمة المعدول وأحمد مستجير شخصيتا معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

 أعلنت الهيئة المصرية العامة  للكتاب إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ 56 في الفترة من 23 يناير 2025 حتى 6 فبراير 2025 واستقرت اللجنة الاستشارية العليا للمعرض على اختيار شخصيتي المعرض للدورة المُقبل حيث وقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الشاعر الدكتور أحمد مستجير ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
هذا الاختيار  يأتي في إطار حرص وزارة الثقافة على تكريم الرواد والمبدعين الذين أسهموا بشكل كبير في إثراء الحركة الثقافية والعلمية في مصر وتعريف الأجيال الجديدة بدورهم البارز وتسليط الضوء على أهمية العلم والأدب في بناء المجتمعات ورقيها.
يذكر أن العالم والمفكر الشاعر الدكتور أحمد مستجير من مواليد شهر ديسمبر عام 1934 في قرية الصلاحات مركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية وعندما التحق بالتعليم واصل دراسته وفي المرحلة الثانوية اهتم بكتب البيولوجيا لأنه أحب مدرسها خليل أفندي الذي تخرج في كلية الزراعة فأحب أن يلتحق بنفس الكلية وبالفعل بعد حصوله على الشهادة الثانوية التحق بكلية الزراعة وأفتتن بأستاذه في الكلية عبد الحليم الطوبجي أستاذ علم الوراثة فسلك ذات التخصص وبلغت ثقة الدكتور عبد الحليم الطوبجي في الطالب أحمد مستجير أنه لما أحتاج أن يكتب مذكرة للطلاب ولم يكن وقته يسمح بذلك أعطى الطلاب ما كتبه أحمد في المحاضرات .
بعد حصول أحمد مستجير على بكالوريوس الزراعة عمل مهندسا زراعيا عام 1954 لمدة 55 يوما فأثناء إشرافه على الأرض لفت نظره طفل يجمع القطن فقرأ في وجهه وجه مصر.. بهجة غامرة وحزن بعيد وغامض وعميق فأعطاه قرشين وبعدها جاء مفتش من القاهرة وعلم ما فعله أحمد مستجير فعنفه وأوصاه أن يعامل الفلاحين بقسوة حتى يهابوه .. ليلتها لم ينم أحمد مستجير وكتب في مفكرته : هل تستلزم الوظيفة الجديدة قتل الإنسان داخلي ؟ هل يستكثرون أن يحظى الفلاح مني ببسمة ؟ يكرهون أن يربت إنسان على كتف إنسان ؟ أمن أجل 15 جنيها أحتاجها يقتلون فيَّ الإنسان ؟ ولذا ترك أحمد مستجير العمل .
في هذه الفترة عرف من خلال قراءاته آلان روبرتسون أستاذ علم الوراثة البريطاني فراسله وطلب منه مساعدته للالتحاق بمعهد الوراثة جامعة أدنبرة وقد كان.
عين مستجير باحثا في مركز البحوث ونال درجة الماجستير في علم تربية الدواجن عام 1958 ثم سافر إلى إنجلترا في سبتمبر 1960 ونال بامتياز درجة الدبلوم في علم وراثة الحيوان عام 1961 من معهد الوراثة جامعة أدنبرة وكانت المرة الأولى في تاريخ المعهد أن يحصل طالب على هذا التقدير.. ثم بدأ أحمد مستجير العمل للدكتوراة مع أستاذه آلان روبرتسون وعنه قال أحمد مستجير : ذلك الرجل الذي سافرت كي أتتلمذ على يديه أصبح عندي بعد أن عرفته المثال الحق لرجل العلم تواضعا وحبا للخير كان أذكى من قابلت في حياتي .
ذات يوم ذهب أحمد مستجير إلى سكرتيرة المعهد لتكتب له رسالة الدكتوراة فاعتذرت عن كتابتها لأن بها جزءًا كبيرًا من المعادلات الجبرية فخرج حزينا وعلى باب مكتبها قابله روبرتسون ولما عرف سبب حزنه أخبره أنه سيجعل زوجته تكتب رسالته ونظرًا لهذه العلاقة الراقية التي نشأت بين أستاذ وتلميذه فبعد حصوله على الدكتوراة عام 1963 وعودته إلى وطنه لم تنقطع صلته بأستاذه
عاش الدكتور الشاعر أحمد مستجير في المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية وبعد حصوله على درجة الدكتوراه حضر إلى القاهرة وفي عام 1964 عمل أحمد مدرسا بكلية الزراعة جامعة القاهرة سنة 1964 ثم أستاذا مساعدا عام 1971  ثم أستاذا سنة 1974 ثم أصبح عميدا للكلية من سنة 1986 إلى سنة 1995 ثم أستاذا متفرغا بها .
حصل الدكتور أحمد مستجير على عضوية 12 هيئة وجمعية علمية وثقافية منها مجمع الخالدين والجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني والجمعية المصرية للعلوم الوراثية واتحاد كتاب مصر والعرب ولجنة المعجم العربي الزراعي ومجمع اللغة العربية بالقاهرة وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية للعلوم والزراعة ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1974 وجائزة أفضل كتاب علمي مترجم 1993 وجائزة الإبداع العلمي 1995 وجائزة أفضل كتاب علمي عام 1996 وجائزة الدولة التقديرية للعلوم الزراعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1996 وجائزة أفضل كتاب علمي لعام 1999 وجائزة أفضل عمل ثقافي لعام 2000 وجائزة مبارك في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة لعام 2001 م.
قدم الدكتور أحمد مستجير للمكتبة العديد من مؤلفاته ففي التحسين الوراثى للحيوان نذكر : مقدمة في علم تربية الحيوان عام 1966 ودراسة في الانتخاب الوراثى في ماشية اللبن عام 1969 والتحسين الوراثى لحيوانات المزرعة عام 1980 والنواحى التطبيقية في تحسين الحيوان والدواجن عام 1986 وفي مجال الكتب المترجمة في العلوم والفلسفة : قصة الكم المثيرة 1969 اللولب المزدوج بالاشتراك مع محمود مستجير والتطور الحضاري للإنسان تأليف جاكوب برونوفسكي والربيع الصامت تأليف راشيل كارسون وطبيعة الحياة والانقراض الكبير وعقل جديد لعالم جديد والطريق إلى دوللي تأليف جينا كولاتا وطعامنا المهندس وراثيا تأليف ستيفن وعصر الجينات والإلكترونيات والمشاكل الفلسفية للعلوم النووية وصراع العلم والمجتمع وصناعة الحياة والبذور الكونية وهندسة الحياة ولغة الجينات والشفرة الوراثية للإنسان والجينات والشعوب واللغات والطريق إلى السوبر مان والوراثة والهندسة الوراثية بالكاريكاتير وفي مجال الأدب والثقافة العلمية : في بحور الشعر الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي عام 1980 وهل ترجع أسراب البط ( ديوان شعر) عام 1989 وعزف ناي قديم ( ديوان شعر ) وفي بحور العلم ( جزئين ) عام 1996 وعلم اسمه السعادة عام 2002.
الدكتور الشاعر أحمد مستجير قال عن نفسه : أنا في الحق موزع بين شاطئين كلاهما خصب وثري أجلس على شاطئ وأستعذب التأمل في الآخر وأعرف أن الفن أنا والعلم نحن ذبت في الـ نحن وأحن إلى الأنا وأعرف أن الفن هو القلق وأن العلم هو الطمأنينة فأنا مطمئن أرنو إلى القلق .
الشاعر الدكتور أحمد مستجير عام 1965 تزوج من أوروبية وقد قال عنها : لحسن حظي أن زوجتي امرأة عظيمة تعرف كيف تدفعني للأمام رغم أنها أوربية التقيت بها أثناء دراستي هناك وتزوجتها عام 1965 فإنها لم تتردد لحظة في ترك بلادها من أجلي إن من أسرار نجاحي وجود مثل هذه الزوجة في حياتي فإذا كانت عمادتي لكلية الزراعة استمرت 9 سنوات فإن زوجتي عميدة حياتي لأكثر من 35 عاما .
 أبناء الشاعر أحمد مستجير :طارق مهندس كمبيوتر وبرمجة وسلمى دكتوراه في اللغة الألمانية ومروة وعملت في البيولوجيا الجزئية اكتشفت مع فريق الباحثين معها في فيينا أحد الجينات الوراثية التي تزيد من احتمال إصابة الإنسان بسرطان القولون والرئة .
إصيب الدكتور الشاعر أحمد مستجير بجلطة شديدة في المخ إثر مشاهدته أحداث التدمير والمذابح التي إرتكبتها إسرائيل بحق المدنيين والأطفال في لبنان وتم نقله إلى أحد المستشفيات في النمسا ويوم 17 أغسطس عام 2006 فاضت روحه إلى بارئها .
أما الكاتبة فاطمة المعدول فهى من مواليد القاهرة وتخرجت في المعهد العالي للفنون قسم النقد والأدب المسرحي بتقديرعام جيد جداً عام 1970
بعد نكسة عام 1967 قررت العمل مع الأطفال ومنذ عام ١٩٦٨عملت كمتطوعة في النشاط  الثقافي  من خلال المجتمع المدنى وفي عام ١٩٧٢ اختارت العمل بمركز ثقافة الطفل بالثقافة الجماهيرية ثم يافرت عام ١٩٧٧ في بعثة للمجر لدراسة مسرح الطفل وكتبت أكثر من 50 كتاب أدبي للأطفال في كل الأعمار وأخرجت أعمال متنوعة مسرحية وسينمائية قصيرة وكذلك أقامت وأشرفت علي ورش عمل ودورات تدريبية للعاملين في أدب الطفل وفنون الحكي ومكتبات الأطفال ومسرح الطفل (عرائس وبشرى) والعديد من الورش المسرحية للأطفال المعاقين والأسوياء وقدمت أول مسرح للمعاقين في مصر .
الكاتبة فاطمة المعدول عام ١٩٧٨كانت مديرة لقصر ثقافة الطفل  وعام١٩٨٠ مديرة إدارة  ثقافة الطفل بالثقافة الجماهيرية وعام  ١٩٨٣ مدير عام المسرح القومي للأطفال وفي عام  كانت  ١٩٩٦ أول امرأة مدير عام ثقافة الطفل وفي عام ١٩٩٨ ترأست المركز القومي لثقافة الطفل وفي عام ٢٠٠٥ كانت أول امرأة رئيسا للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية وفى عام ٢٠٠٧ كانت أول امرأة وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي .
حصلت الكاتبة فاطمة المعدول على العديد من الجوائز والتكريمات منها على سبيل المثال : جائزة الثقافة الجماهيرية عن مسرحية آخر العنقود وجائزة أولى من المجلس المصرى لكتب الأطفال عن كتاب الوردة الزرقاء وكتاب السلطان نبهان يختفي من سندستان والسلطان نبهان يطلب احسان وكتاب وظيفة لماما وجائزة ثانية عن كتاب البالونة البيضاء وكتاب من السارق ؟ ثم شهادة تقدير عن كتاب الوطن وكتاب عائلة خالية من الإدمان من المجلس المصري لكتب الأطفال وجائزة ثانية كأحسن ناشر حكومي ومجموعة من الجوائز وشهادات التقدير عن أعمالها كمؤلفة وكناشرة وجائزة اليونسكو للتسامح عام ١٩٩٩عن كتاب خطوط ودوائر وكذلك لائحة الشرف في المجلس العالمي لكتب الأطفال لعام ٢٠٠٦عن كتاب السلطان نبهان يطلب احسان والسلطان نبهان يختفى من سندستان وجائزةعن كتاب عيون بسمة في مهرجان الشارقة القرائى للأطفال وتم تكريمها من المجلس العالمي لكتب الأطفال في بولونيا عام ١٩٩٩وفي الصين  ٢٠٠٦ وحصلت على جائزة عن فيلم عصفور يجد عشة الجائزة الدولية في مهرجان القاهرة السينمائي للطفل وشهادة تقدير عن فيلم أولاد القمر من مهرجان القاهرة السينمائي للطفل.