عينُ ُ ترقبني قبل َ نعاس ِ الماء

صوتٌُ يتردَّدُ في أعماقي
كمواء ِ القطة ِ في موسم ِ بهجتها السنوي .
هو صوتٌ كصرير ِ البوابة ِ
حينا ً
كحنان ِ الأمِّ المخبوء ِ بصدري حينا ً
يدعوني كي أدخل َ نفسي ..,
أجلِسُ ؛ أو أتأرجحُ
بين الفقاعات ِ المتسعة ِ
حتى أتنفسَ ..,
بين الفقاعات ِ الضيقة
ِ لكي أستدفئ َ .
مرآتي ..
فوقَ جدار ِ الغرفة ِ شاخصةٌ,
ترمقني في الليل ِ بعين ِ القطة ِ .
عينٌ تربكني ؛
وتعيد صياغة َ جسدي ..
فأراني
في خفة ِ كومة قطن ٍ مندوف ٍ
ورشاقة ثعلب ْ .
كدجاجة ِ حقل ٍ
هيجها صوتُ الناعورة ِ
وهي تحُطُّ البيضَ
علي شريان ِ الماء ِ .

* * *

صوتٌ يتردَّدُ في أعماقي ..
يجعلني أتكلَّسُ ؛
أتقوقعُ ؛
أتجرثمُ
وأبيت بياتا ً شتويَّا ً .....
فلماذا أشعرُ أن الجرح شهي
كبراءة ِصبيان الحارة ِ
أن الصمتَ غبيٌّ
كفطائر ِ جارتنا المحشوَّة ِ
( بالباسطرما ) ؟
أن القولَ فسيحٌ كالبحر ِ الأبيض ِ
لا تسكنه الحيتانُ الزرقاء ْ؟
ذاتَ مساء ْ ..
وأنا أقرأ ُ
تحت َ مصابيح ِ القلق ِ الحمراء ْ.
عرفتُ الدهشة َ , والغيبوبة َ ,
ورأيت ُ الصبح َ الجالس َ
خلفَ زجاج ِ النافذة ِ كوعل ٍ بريٍّ ,
يرقب ما يسّاقط من ماء ِ الشِعر ِ
علي ورقي السري ِّ .
كنتُ أغني ..
أعني : أوقد ناري
حتى أستنبحَ بعضَ كلاب ِ الحي ..
وكان الوقت ُ قبيلَ سقوط ِ الشمس
علي أقفية ِ الأفق ِ
قبيلَ نعاس ِ الماءْ ..
عرفتُ الدهشة َ ؛ والغيبوبة َ
ذاتَ مساء ْ .
هل كان الحسُّ طريَّا ً ؟
أم كان الوقتُ نديّا ً ؟
أم أني كنت أنا ؛
وقريني الأبله
نتبادل أنخابَ الفرح ِ الرمزي
لنوقن أنَّا شعراء ْ .؟
أم أن العسسَ الرابضَ في خارجنا , نامَ
وأعطانا الفرصة
حتى نتجوَّلَ في مدن ِ الدهشة ِ
كي نشعرَ أنَّا أحياء ْ.

* * *

صوتٌ ..
يتردَّدُ في أعماقي ..
يجعلني أتلوي في فرح ٍ أسطوريٍّ
كحصان ٍ يرفضُ سُنبكَهُ
ينشر صهلتَهُ المبتلَّة َ
فوقَ حبال ِ الضوء ِ
صوتٌ يربكني ..
يزعجني ..
ماذا عن هذا الصوت ْ ؟