ثلاث حبات سفرجل

السفرجلة الثانية

جاءت وانا طالب أدرس في المرحلة المتوسطة.
بيضاء تميل للقصر ممتلئة مع طفلها ذي السنوات الأربع تصادف جلوسها على الأرض في مقابلي ان عرفت لون سروالها الداخلي الصغير ولمعة باطن فخذيها
كانت زوجة ابن اخت زوج امي .
طلبت مني إحضار قرص تميس وفول وعلبة قشطة ابو تاج وانا اقف عند الباب الخارجي وضعت في كفي اليسرى ورقة نقدية بعشرة اريل ورسمت على وجهها ابتسامة صغيرة إضاءة الممر المعتم بسبب غروب الشمس .
تناولت العشاء معها ومع ابنها الطفل في الثامنة مساء وارتفع شخير ابنها ألذي نام في احدى زوايا غرفة الجلوس .
انتهى العشاء وتناول الشاي وحملت الطفل لفراشه وعادت لجمع اطراف السفرة الورقية وانا أستأذن للمغادرة لمع برق لحظة لم اتوقعها معها ارتفع وجيب قلبي وغابت التفاصيل والأطراف كنت اتحرج عبر منحدر جبلي ملتوي حتى استقريت وانا اتقطر عرق .
تكررت اللحظة ثلاث مرات اهملت معها العادة السرية التي فتح بابها حلم تنبهت معه بسروال مبلل خلال شهرين من وجودها لقضاء الصيف في مدينة الطائف وانشغال زوجها بمهام عمل انتدب لإنجازه بانضباطه وخبرته كرجل أمن.
وضاعت معالم المكان والزمان واختفت تقاسيم الوجه المبتسم وانشغلت بدراستي وحياتي الخاصة وتخيل ما حدث وانا اتمدد في فراشي للنوم استعداد ليوم جديد .

السفرجلة الثالثة

وانا في غرفتي في المنزل الذي شرته والدتي ببقايا ارث والدي بعد مغرب يوم من اجازة نهاية عام دراسي بجامعة الملك سعود بالرياض واصوات افراد الاسرة وضيوفها من الجيران تصلني متقطعة .
فتحت باب الغرفة المعتمة تسلل ضوء الممر كانت جارتنا العانس ولما عرفت اني اتحرك دخلت وجلست على كرسي المكتب الذي تكدست عليه المجلات والكتب وملابس داخلية وجهاز تلفزيون صغير.
تحدثت عن زوجة اخيها واهتمامها بي وحديثها عن دراستي وفرح والدتي بقدومي لتعرف اسباب الثرثرة ودوافعها وهل هناك علاقة خاصة.
كنت في الثانية والعشرين من العمر حليق الشارب والذقن وشعر راسي منسدل على كتفي بهرني حديثها واخذت اتفحص تفاصيل جسدها الاسمر النحيل  .
صمتت تنتظر ردي على هواجسها كنت اجلس على طرف الفراش وبعفوية امسكت بذراع يدها اليمني وسحبتها لتجلس بجواري وانبثقت لحظة ايضا ضاعت معالمها بعد خمس سنوات  .
لم اذكر مقاومتها ولم اذكر أنثيا لها وإن اتذكر خروجها المتعثر وبكاؤها وتصاعد أنفاسها وإن شعرت بالنعاس وانا الاحق الاشباح وهي تتطارد فوق جدران الغرفة المظلمة.
انتهت إجازة الصيف وبدء عام دراسي جديد وأثناء زيارة خاطفة للطائف عرفت ان العانس ماتت منتحرة بمواد سامة شعرت بشيء انكسر في داخلي مع تعثر دراسي وهجر الجامعة والبحث عن وظيفة في الرياض معتزل الجميع  .

السفرجلة الأولى
هي أمي التي دفنت جثمانها بعيد عصر اليوم في مقبرة مسجد الصحابي عبدالله بن العباس بالطائف تاركة كل شيء بيدي وليقول لي طيفها أشياء لم استوعبها او اقبلها فتراكمت عزلتي وتصاعد سفري هربا من ملاحقتها  .
مات والدي الذي لم اعرف معالم وجهه  وانا في الرابعة من العمر ولمكانته الاجتماعية سهل الأصدقاء ورفاق العمل إجراءات وصاية أمي علي وعلى اخوتي الاثنين ويتيم تبناه والدي ولتتزوج مساعده وذراعه اليمين المتزوج كزوجة ثانية وعاشت الاسرتين في نعيم تركته التي تقلصت حتى أني وأنا في الثامنة من العمر كنت اذهب للمدرسة حافي القدمين وعمل احد إخوتي كخادم بمنزل إحدى الأسر الغنية لمكافحة العوز والكفاف.
واهي روحها تلاحقني مضايقة ومعكرة ليل خلوتي وشعوري براحة نفسية وانا اتجول على غير هدى في شوارع مدينة الرياض وانزوي في ركن معتم لاحد المقاهي مع جريدة الرياض ومجلة سياسة اجتماعية مكتنزة بالصور والمقالات المثيرة للجدل والأخبار المقززة.
نسيت العمر وتراكم السنين وبهتت صور الذاكرة عائد لمنزل والدتي الذي تسكن دوره الأول اختي الكبرى .

الجمعة 3  - ١٠  - ١٤٤٥ هجرية