الرواية يتضح مفهومها الإبداعي أكثر حينما نكشف الفارق بينها وبين القصة القصيرة ، فالرواية لا يقتصر بيانها على أنها سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة بل هي أيضا متسع الإضاءة الغير مركزية أو بلا إطار تحجيمي لحرية النبض وإسقاط المعاني والدلالات بحسب الناطق بحروفها والقيم والمعارف التي شكلت شخصيته التى منها إفساح الأوراق بهل من مزيد ، بينما الأخيرة وإن كانت تحمل ما قل ودل وبالأغلب لا تسترق وقت القارىء وإن كانت لا ترويه بالقدر المستهدف ؛ فالإبداع بحاجة أكثر بكثير من ضوء الشمعة التى بالقصة القصيرة ..
جولة سريعة لنتأمل الرواية .. فعناصر بناء الرواية تتكون من الشخصيات (البطل_ محوري _ ، الخصم _ شر سواء شخص أو خطيئة وموضوع مراد تعريته _ ، وتعدد شخصيات أخرى لاكتمال الأحداث وتشبع الواقع والوقائع ) ، والحبكة والحوار ( طبيعية متعارف عليها حدث ومشكلة ومحاولة حل ، والحبكة العكسية التي تبدأ بالعقدة ثم تختم بالحل أو محاولة الحل ) ، أما عن الموضوع فهو الكنز النافع أو بصمة العمل للقارىء/ المشاهد إما خيرا يره أو شرا يره ، الزمان والمكان ( الزمان نعرفه وهناك زمان يعرفه الكاتب الذي يخصه ويخصصه بالأحداث ، والمكان يخصه أيضا إلا وصفه وإشاراته يمتلك الكاتب نوع المفتاح الذي يفتح به جغرافيا صادقة تواكب تاريخ الفترة .
الروايات متعددة للغاية ، وبعض أنواع الروايات ، وما ننصح به :
الرواية التاريخية ، الرواية الوطنية ، الرواية البوليسية ، الرواية العاطفية (الرومانسية) ، الرواية الواقعية … ، وهناك أنواع أخرى : الرواية الفانتازية ( عن الأشباح والخوارق ) ، الرواية الجنسية ، الرواية الملغزة ، الرواية الرخيصة التي لا نفع بها ، الرواية التعليمية … .
وننصح بأن يطلق الكاتب رصاصته للجمهور القارىء لانتعاشه بمحو الظلام والتيه والأوهام لا وضعه بالنعش ؛ لنساهم جميعا بممارسة إنسانيتنا ، فالحقيقة تحتاجنا بقوة طالما نحن بحاجة إليها ، بالرغم أنها قد تتأخر عنا أو يُصيبها النقص ، لكن وصولها بحد ذاته متعة لواقعنا وإن كانت مؤلمة فهي ؛ مُعْلِّمَة – مخبرة – ، ومُعَلِّمَة – ملهمة – .