الضحك من الخوف

كان يضحكُ من خوفه

عندما زارهُ الشيْبُ

تَلَمّسَ بعضَ التجاعيد

وانزوى خلف رُكنٍ

كان يعرفُه

مِن ليالي الصبا.

تثاقلَ الخَطوُ

ولم يَنتبِهْ

حين مرَّ القطارُ

توقّفَ عن صمتِهِ

وأَطلق صيحتهُ

وارتمى ضاحكًا

عندَ آخر الخطّ

ظلَّ يرْقبُ ظِلًّا

يُطاردهُ.

كان لِلموت رائحةٌ

والقطاراتُ مُسرعةٌ.

اِرتخَى جفنُ عينٍ

طال بها شَوقُها

لِلوجوهِ التي غادرَتها

تنامى على وَجهِ الحزنِ

فظلَّ يُقاومهُ

وأغلقَ عينيْهِ على خوفهِ

قبل أن يُغازلَهُ النومُ.