مرورا بالوقت , والأولاد, والدروس , وانتهاء بالبيت , والصابون , وصوت الموسيقى .. ترقدين ممددة الذراعين , تتركين لساقيك حرية الحركة . والأشياء الأليفة تخدعك للغاية فى بساطتها , تواجدها , !ذابتها داخلك – عفوا- ستصنعين كوبا من الشاى , استكمالا للدفء والاسترخاء وتواصلين هز قدميك فى سرعة وسهولة واعتياد . اليوم الجو صحو والسماء بها الشمس واضحة , ترسل أشعتها . ومع ذلك يمر بداخلك تيار بارد وسخيف , تقبضين على الكوب الساخن بشدة , وتتلذذين بشرب الشاى . أنت الآن حرة فى شرب الشاى , مد ساقيك , غسل الكوب أو تركه , صحتك , حديثك . حرة !لى مدى خرق عينيك فى صورة زواجك أو تقطيعها . !نه الشتاء . وحدك تدخنين , وابنتك !لى جوارك , تلعب بيديها الغيرتين فى كتاب جلبتيه خصيصا لها , !نه الشتاء هنا ! تشاركنا فى الفطور والنوم وحلاوة المولد وبالذات الحصان الحلاوة ( !نه يرقد الآن أمامى , بلا حراك , بلا معارك فقط يرقد ) لا تتعجل فى الرد الآن . ولا تكتم عنى شيئا , أريد !خبارك , الجميع هنا فى الجو والوقت والأعياء سواء . ابنتك تدلق الشاى الساخن على يدها , فأطفىء السيجارة وأجرى بها , كم كنت قاسيا عندما لمست بيدك طرف حذائى وضحكت : العالم يبدأ من هنا . الجيران خيمة لابد من تمزيقها والبرد قارص هذا الشتاء . وأعمدة النور عيون رجال مشرعة فى الهواء , والجو بارد جدا . وأنت تحت الضوء الخافت تنفث هواء سيجارتك , !نك شديد التماسك لدرجة أنك ترعبنى , خنقت رغباتى المتداخلة فيك , وقفزت بكل مدخراتك عن معرفتى , وحبستك داخل أسئلتى . أخبرتنى أن الجرائم الصغيرة , تبدأ من ها هنا , وأشرت ناحية القلب . سؤال يحيرنى : كم تبقى لك الآن من الشجاعة ,كى تهاجمنى بالعساكر والبرد . دائما تختار الأسود , المنضدة الصغيرة تزدحم بأكواب الشاى والورق وأعقاب السجائر والشطرنج . حيث أنا .. لا أحد . أنت الآن متعب للغاية . تفرد ساقيك على الكنبة , تبسط راحة يدك وتمدها فى تكاسل . جميل أنك تخطئ , وتطفئ السيجارة على الأرض . التواريخ منافذ عتمة . فهل من حقى أن أكتب وأرقص وأشرب وأدخن وأحب وو وو وووو
تمت أغسطس 1994
( من مجموعة أشياء صغيرة وأليفة عام 1996 سلسلة أصوات أدبية )