من كتاب عاشوا اسطورة وماتوا فزورة

اغتالتها المخابرات البريطانية إنقاذاً للعرش?!

(وتحركت الأحداث بسرعة وتروى القصة مجلة "باري ماتش" فتقول: إنه في يوم 30 أغسطس كانت ديانا وعماد يقيمان في الجناح الإمبراطوري الذي يقع بالدور الأول من فندق ريتز بالعاصمة الفرنسية باريس، وكانت الساعة حوالي السادسة والربع تقريباً عندما جلست ديانا أمام المرآة تصفف شعرها حيث كان من المقرر أن تخرج مع عماد لتناول العشاء. مر عليها عماد وشاهدها مشغولة فخرج من الجناح المكون من الحجرتين 101، 102 وتبعه أحد الحارسين المكلفين بحراستها، واتجه الاثنان إلى بوتيك الجواهرجي ألبرتو ريبوس الموجود في ساحة الفاندوم..)

فقد تذكر عماد أنه شاهد مع ديانا منذ حوالي 10 أيام في فاترينة هذا البوتيك خاتماً مكوناً من أربع ماسات كبيرة على هيئة نجمة ومكتوب عليه "قولي نعم" فقرر عماد شراءه ليقدمه إلى الأميرة خلال العشاء كطلب للزواج.. وفعلاً اشتراه عماد وقدمه لديانا، ولكن إجابتها عن هذا السؤال سوف تظل دائماً لغزا لا يملك أحد الإجابة عنه، ولكن كل الشواهد كانت تؤكد أن الأميرة كانت تعيش في أواخر أيام حياتها أجمل الأيام على الإطلاق.ويؤكد ذلك صديقها الصحفي "ريتشارد كاي" فيقول: "لقد كانت سعيدة كما لم أعهدها أبداً وقبل وقوع الحادث بست ساعات اتصلت تليفونياً ديانا بكاي، وقبل أن تلحق بدودي الفايد للعشاء في فندق ريتز" وقال ريتشارد كاي أنها طلبته لتبلغه إنها قررت أن تجري تغييراً كبيراً في مجرى حياتها بعد أن أدت رسالتها الخيرية، وأعلنت أنها سوف تنسحب من الحياة العامة نهائياً في شهر نوفمبر القادم لتتمكن من مواصلة حياتها بالطريقة التي تتمناها، كامرأة عادية لها حياتها الخاصة فهل هذا معناه أنها قالت نعم أو قبلت الزواج من عماد الفايد؟!! شيء في علم الغيب.

 ثم طلبها الحبيب (عماد الدودي) في تليفون الفندق الداخلي وأخبرها بأنه اتصل بــ "آن كوكسون" وأن موعدهما معًا يوم الاثنين 1 سبتمبر (ولم يأت هذا اليوم عليهما)!! (أما آن كوكسون فهي الطبيبة الخاصة بعائلة الفايد (مسلمة) تبلغ من العمر (57) عاماً وقد سألها الصحفيون عن أسباب هذا الموعد؟! ولكنها ولا كلمة ولا حرف، ثم سألوها هل ديانا كانت حامل فطلب منك التأكد بالكشف؟! وقالت: هذه أسرار زبائني وقد أقسمت قسم أبقراط!! ولكنها قالت عبارات قليلة: أن الاثنين متوافقين معاً وأن دودي رجل كريم أنه نوع من الرجال يحب حماية النساء المجروحات!

ثم قرر لها دودي أنه نظراً لازدحام المصورين حول الفندق فإنه يفضل إلغاء العشاء بالخارج في باريس ويرى تناول العشاء داخل فندق ريتز الذي يمتلكه محمد الفايد. وبعد العشاء الهادئ الرومانسي تلقى (دودي مكالمة تليفونية لا يعرف أحد عنها شيء؟!) ولكنه طلب الرحيل على وجه السرعة؟!!.عندما تبين أن المصورين مازالوا مرابطين أمام الفندق اقترح ريف جونز أحد الحرس القيام بمناورة تتمثل في أن تنطلق السيارة المرسيدس 600 بسرعة كبيرة من أمام الفندق بسائق الفايد الذي يعرفه المصورون، ووراءها العربة رانج روفر لخداع المصورين الذين سيتابعون أيا من السيارتين..بالفعل تابع عدد منهم السيارتين ولكن هذه الحيلة لم تنطل على المصورين الذين كانوا يرابطون عند الباب الخلفي للفندق والذين رأوا سيارة مرسيدس أخرى طراز 280- س تغادر الفندق بسرعة كبيرة وعلى متنها الأميرة وعماد الفايد وترينور الحارس، ويقودها هنري بول وقد تابعها عدد من المصورين واستطاعوا التقاط صور لمن بداخلها، قبيل وفي ميدان الكونكورد الشهير الذي يبعد قليلاً عن فدق ريتز

 ويبدو أن السيارة كانت متجهة إلى فيلا ويندسور بالقرب من حدائق بولوني وهو غير بعيد عن قوس النصر، وهي فيلا كان قد اشتراها الفايد، وكانت مقر إقامة دوق وندسور الذي تخلى عن العرش البريطاني بعد أن وقع في غرام مطلقة أمريكية وأصر على الزواج منها، وهي الفيلا التي كان يبدو أن الأميرة ديانا كانت ستعيش فيها عندما تجيء إلى باريس إن كان الله قد كتب لها الحياة، كانت هي تجلس وراء السائق وعلى يمينها عماد الفايد.. والحارس إلى جانب السائق.ولأن موتوسيكلات المصورين كانت إلى جانب السيارة في ميدان الكونكورد الذي تقف فيه المسلة المصرية، قام هنري بول "بخرق إشارة المرور في الميدان متجهاً إلى نفق "الما" بسرعة كبيرة.. وتشير تفاصيل التحقيق إلى أن السائق فقد سيطرته على العربة مباشرة قبيل دخول النفق حيث وجد آثار لاحتكاك الاطارات من جراء "الفرامل" على مدى 19 متراً.. وفقاً لشهود بعض السائقين الذي تجاوزتهم العربة في سرعة شديدة والذين أدلوا بشهادتهم، فإن العربة كانت تزيد عن 140 كيلومتراً.

وتقول التقارير التي صدرت عن الشرطة الفرنسية أن السيارة انزلقت نتيجة السرعة الزائدة فاصطدمت بحوائط النفق وتحطمت بالكامل ولقي دودي مصرعه في الحال ..أما ديانا فنقلت على الفور لأحد مستشفيات باريس حيث توفيت بعد قليل من وصولها، وقد ألقت السلطات الفرنسية القبض على سبعة من المصورين كانوا يطاردون ديانا ودودي، وقد أعلنت وكالة الصحافة البريطانية النبأ رسمياً في الساعة الثالثة والربع فجر الأحد 31 أغسطس 1997.

 وقد توالت ردود الفعل على النهاية المأساوية للأميرة ديانا في كافة بلدان العالم كان أبرزها إعلان الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا والأمير تشارلز ولي العهد عن حزنهما الشديد لوفاة ديانا، وشعور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بالصدمة والأسى العميق لوفاة ديانا، كما تم تنكيس العلم البريطاني وتولت السلطات الفرنسية تحقيقاتها حول ملابسات الحادث، وما إذا كانت هناك شبهة جنائية وراء الحادث خاصة مع ظروف الحادث المثيرة للشكوك.

 ويذكر أن ديانا أحدثت صدمة للشعب البريطاني بعلاقاتها مع عماد الفايد وشنت الصحافة البريطانية هجوماً عنيفاً عليها قبل وفاتها بأيام لارتباطها بأجنبي – عربي ومصري مسلم - واقتراب إعلان خطبتهما ثم زواجهما والمخاوف من أن يكون للأمير وليام – ابن ديانا الكبير- والذي سيصبح ملكاً لبريطانيا في يوم من الأيام إخوة من أب أجنبي. وفي يوم الاثنين 1 سبتمبر بدأت صحافة العالم في تحليل الحادث . أما أغرب ما نشر في جريدة الأهرام المصرية في عددها رقم 40446 فهو ما كتبه "أنيس منصور" وكاد يسبب مشكلة دبلوماسية وبخاصة حينما قررت الرئاسة سفر السيدة حرم الرئيس مبارك لتقوم بواجب العزاء في ديانا وعماد الفايد فقد نشر يقول في عموده "مواقف":

           اغتالتها المخابرات البريطانية إنقاذاً للعرش، كما اغتالت المخابرات الأمريكية مارلين مونرو في مثل سنها... فلم يحدث ولا أيام كرومويل في القرن السابع عشر الذي نادى بالنظام الجمهوري أن استطاع إنسان أن يزلزل الأسرة المالكة كما فعلت الأميرة ديانا.

          والمأساة بدأت بأن الفتاة الجميلة ديانا اكتشفت أن زوجها ولي العهد يخونها من أول يوم مع واحدة اسمها (كاميلا).. واحرف الأول من اسمها كالحرف الأول من اسمه، وهو موجود على زراير القمصان وعلى المناديل. ولم يكتف ولي العهد بذلك بل قال لها يوماً: "هل تعرفين من الذي اختارك زوجة لي بعد أن رفضتني أختك: إنها كاميلاً!!"

          إنها أصيبت في كرامتها، في كبريائها، ثم أنجبت ولدين أحدهما سوف يكون ولياً للعهد، وملكاً، وكان لابد من طلاقها، ومن طلاق عشيقة ولي العهد، والكنيسة تقف ضد زواج الملك من امرأة مطلقة.. إنها مشكلة عمه إدوارد الثامن، واعترف ولي العهد بأنه خائن وسوف يبقى كذلك.

          وأقسمت الأميرة الجميلة أن تهدم الأسرة المالكة على أدمغة ولي العهد وأبيه وأمه، إنها قالت أكثر من مرة بعبارة شمشونية: علي وعلى أعدائي.وانتقلت من فضيحة إلى فضيحة بعد اعترافها هي أيضاً بالخيانة، واعتراف سكرتيرها وحراسها بأنهم ناموا في فراش الأميرة، ولم تنكر، وحاولت أن تثير شفقة الناس عليها.

          ولكن عندما انتقلت إلى الزواج من مسلم يأتي لها بولد يكون اسمه: محمد أو بنت اسمها فاطمة.. ويكون الولد المسلم أخاً لملك بريطانيا راعي الكنيسة، كان لا بد من حل. وجاء الحل بالقضاء على الأميرة وعريسها، وبذلك انتهى مسلسل الرعب للأسرة المالكة البريطانية، وانتهى عذاب أميرة عاشت في أسرة نبيلة مضطربة الأب والأم، ومرت بفترة شباب شديدة القلق، وحاولت البنت الحلوة الجمع بين الذهب والسلطة، بين العرش والشوارع والكباريهات والمحيطات والقارات.. وبقدر حزن الناس عليها وعلى حياتها وموتها بقدر كراهية الناس لزوجها وأمه وأبيه، وفي الحزن على ديانا لن يذكر "دودي الفايد" إلا كسبب وجيه لفضيحة: ديانا جيت!"

          وكان "أنيس منصور" أول من وضع يد المخابرات في دماء الأميرة وحبيبها والغريب أنه جرى وراءه بعد ذلك جيش جرار من رؤساء وصحفيي المجلات المتخصصة، وأصبح تفسيره أحد التفسيرات الأولى في تفسير المؤامرة، ونقلت وكالات الأنباء والتليفزيون وكل ورقة مطبوعة في الأرض هذا التفسير الملهم الذي وصفه أنيس كتفسير لحادث السيارة والذي عاتبه عليه وزير الخارجية المصري العاقل المنطقي عمرو موسى.

          وتبنى العقيد القذافي رؤية أنيس منصور فاتهم المخابرات الإنجليزية بتدبير الحادث وطلب تسليم الفاعلين لليبيا لأن آل الفايد أصلها ليبي قبل أن تهاجر إلى الإسكندرية؟!!

وكان بالطبع يريد أن يذكر العالم وبريطانيا بما سببته قضية (لوكيربي) لليبيا من مشاكل لسنوات "حيث طالب المجتمع الدولي بتسليم الذين قاموا بإسقاط هذه الطائرة؟!". أما بغداد فقررت نفس الاتهام للمخابرات الإنجليزية لخروج ديانا من المألوف وتدخلها في السياسة بشأن إلغاء الألغام!!

 

          ثم ثبت أن أنيس منصور كان مع الأستاذ عبد الله حسن مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس، وذهب إلى فندق "ريتز" قبل الحادث بيومين، فما الذي عرفه وجمعه وجعله يسرع بإطلاقه ونشره؟!! وإذا كانت القاهرة أول من أطلق بالونات الشبهات حول مصرع ديانا، فإن هذه الشبهات لم تنته؟! فقد ظهر أن الأميرة كانت حامل ولكن الجهات الرسمية لا تجيب عن ذلك: لا الأطباء، ولا من قام بالتشريح، ولكن الصحافة تؤكد ذلك (أنيس منصور) نفسه يقول كانت حاملا في الشهر الخامس!!

          ولكن اتجاه آخر أكثر صوتاً يتهم الصحافة فقد قتلتها فلاشات المصورين وكانوا السبب في إسراع السيارة وانحرافها أو تعديل مسارها ثم تصادمها وظهرت عبارة (اقتلوا البابا راتسي) ويقصد بها (مصوروا المشاهير) والأصح أن يقال عنهم: المصوراتية.. الدبابير التي تطارد الضحية برذالة وقلة ذوق الاسم مأخوذ عن فيلم "الحياة الحلوة" أو الصحافة التي لا تهتم بالحياة الشخصية والخاصة فهي صحافة للفضائح وظهرت عبارة قانونية عن (حق الإنسان في الصورة) وأنه لا يجوز تصويري دون رضاي أو من وراء ظهري؟!

واستمر الجدل حول الشخصية العادية والشخصية العامة؟! (فهناك من يرى أن الذين قبلوا دخول عالم الأضواء يجب أن يقبلوه قبولاً كاملاً بكل ما له وكل ما عليه، فليس من المتصور أن يكون سعيهم نحو أجهزة الإعلام حثيثاً حين يريدون، وأن تكون شكواهم منه حين يتعرضون للنقد، الشهرة لا تتجزأ، إنها ليست رداءً نرتديه حين نريد ونخلعه حيث نشاء، كما أن هناك فريقاً آخر يتناول القضية من زاوية أخرى يرى فيها أن الشخص العام - شأنه شأن غيره - يحتاج إلى احترام لخصوصيته والتركيز فقط على الجانب الذي يمس طبيعة عمله أو يؤثر في أدائه له،فحين يتصل الأمر بالمال العام، أو احترام التقاليد الاجتماعية المرعية، فإن الأمر هنا يختلف لأن الذي قبل الدخول من البداية في الحياة العامة يجب أن يعلم مسبقاً أنه لم يعد ملكاً لذاته وحده .