كم تأمّلْتُ جدارَ الموتِ يسْوَدُّ
و يلهو ببياضِ الوقتِ إذْ يولدُ حبٌّ
في ثنايا مطلع القولِ غموضٌ كدوارٍ
تعتع المعنى الجديد ْ
كم تأملتُ حباباً في زجاج الكأسِ ،
لمْ يسكرْ على حافةِ نهرٍ
إنها الجنَّةُ حبلى بثمار النورِ
و الشاعرُ شيخٌ حائرٌ بينَ بكاءٍ أو نشيدْ *
مرّةً أخرى يضيعُ القولُ و المطلعُ
مأزومٌ ، و ما أرْشدني المنشدُ كيْ أدخلَ أبوابَ القصيدْ
جرِّبي الآنَ شهيداً
ليسَ محمولاً على ساريةِ القلبِ
ولا غطّى دماه الحبُّ و الدمعةُ
خافَ الأهلُ ......
أن يصبحَ شمساً
فيراهمْ قاتلوهُ
يرفعونَ النعشَ و الشكلَ الجديدْ
هلْ أتاكمْ خبرُ الشعرِ الشهيدْ ؟
هلْ يروقُ السادةَ الأنصارَ هذا المطلعُ الخيريُّ
أمْ أنهي المجازْ
و أغنّي لهوى نجدٍ و توبادِ الحجازْ ؟
أنا مازلتُ حديثَ العهدِ بالشعرِ
أحبُّ ( المتنبي )
و حوارَ الإفكِ و الفتنةِ
أخشى أن تمرَّ الخيلُ
في أسوأ أيامي على جسم الحسينْ
ثمَّ لا أكتبُ شعراً و رثاءً
فأسوّي مقلتي مقلعَ حزنٍ
و أروّي الرافدينْ
هلْ إذاً أتقنُ دفنَ المطلعِ
الشعريِّ في البحرِ السعيدْ
غامضٌ سرُّ امتلاكِِ
البوحِ إنْ كنتُ أريدُ النهرَ في ساطعِ
أحوالِ الكناياتِ بلا جسرٍ إلى ذاتي
و إنْ كنتُ ضريراً مَنْ
سيأتيني بمصباحٍ
و قلبٍ و رشيدْ ؟
أرعبتني جدّتي
بالغولِ و العنزةِ تؤتي
ذهبَ الحقّ و تأوي في فراشي
مَنْ ترى يسألُ
أحوالَ تردي الطقسِ
عنْ قولٍ جديدْ
ليس للشعرِ ارتعاشي في زوايا ملجأ الأيتامِ
و المطلعُ كذبٌ
ليس للتجديد ما ( هلوسْتُ )
لكنّي افتقدْتُ السمتَ
ما أجملَ أن أبقى الفقيدْ.
* إشارة إلى بيت أبي العلاء : أ بكتْ تلكم الحمامةُ .........