..عربتي

الجميلة

على وحدتي قضيتُ، على الرقّ والمخاوف

حريتي تسرفُ في إطلاقي. النار تلعب

في الخرافة دوري. وبالسبات أحرّر رمادها

من الذكرى. أنا الجسد القديم أسحب كل ذلك الركض

خلفي واطلب الجميلةَ التي لا تبالي، فقط

ترمي بالضفائر من السطوح: حريتي.




قابيل

في المدارس الداخلية التقيته. قابيل جاء من زمن قديم في حياتي، كسب الإعجاب

وغطى على الكتب المضيئة بأخوةٍ حزينةٍ يائسة. أنا حملتُه علامةً عليّ

وصعدتُ الجبل. كانت النار تفرِّقُ بين جسمينا

وتستهوي خوفي الذي أقصاني. عندما انفصلتُ

رأيتهُ شعلةً متّقدةً لا يصل إليها قلبي السقيم.


في العشب


في العشب يدقِّقُ بأعضائها. الفتاةُ في المرآة

والعالمُ في عينيه. والقمر المتشكّل

يرعى الجسدين المظلمين.




حبيبتي

حبيبتي في الصباح فأسٌ تلمّه الغابةُ عن سنديانها

وفي الظهر تُرقصُ سكيناً بلا ذبح، وفي المساء

تبري الأبنية والشبابيك بالأجساد

حبيبتي في الليل ثمرة متأرجحة.


بيـضة

بيضةٌ ملأى بالانفجار

الأم لم تضعْ وليدها في مهده

أوصلتْه إلى الوسائل العريقة واكتفتْ بالتفرّج

لقد أخذ من جسدها الكثير: الكالسيوم والحديد والحنان.

لم تبق إلا إبرة المخدر التي سيزرقه إياها الجلاد

قبل قطع أطرافه ورقبته داخل البيضة الملأى بالانفجار




طـعام

في جنازةٍ نسّاءة وضعتُ جسدي وسحلوا

نظراتي المارة. مروا عليّ بأعوادهم المثقبة

يحملونني كما لو أنني طعام صيني إلى الفم

المفتوح من المقبرة. لذا نظرتُ بلا مبالاةٍ

إلى سمنتي وثقبتُها بالدود.



وجهي

وجهي الملوّح بالدخان

رقص حوله الزنوج ودقوا الطبول

وقاموا بعدها بردم آبار سمائه

التي تطلّعتْ إليهم عند نشوة


عـربتي

أنفقتُ حبي على الرعاع، كانوا مفلسين وتقرّبوا إليّ

أذنتُ لهم بحماستي وأعطيتُهم عربتي الساحرة.. حينذاك

بلا أجنحة أخذوا كلماتي وطاروا..

فرميتُ إلى الوراء قرفي .. ومضيت.


أسـئلة

كانت هيلا سعيدة مع جوبيتر الذي في الأعالي، فتركتْ كبشَ أخيها الطائر معها فوق البحار

وانطلقت إلى حبيبها.. فإذا بها في فم تنينٍ ضخم وأخوها ملكٌ على الأراضي التي أوصله إليها

الكبش.. منذ ذاك التنين المخلص يرمي بأسئلته على الملوك الذين لن يجيبوا

على ألغازه فيقتلون الواحد إثر الآخر.



حول المائدة

حول المائدة، الأسطوانةُ تدور

البحر عاشق والمرأة تشارك في الدوار

وحفنةٌ من موت تتطلّع من نافذة.


استغفال

تخلع الفيلةُ خراطيمَها في المساء لتكون أفاعي سامة تتلوى.

والحمائم تدير أطواقها في الهواء دراجاتٍ مخفية،

والجِمال رأيتُها في السرّ تغيظ النائمين بلا عشاء،

إلا أن الذي لم أقله بعد أن السمكة لم تكن في الليل

في مائها. لقد استغفلني كل شيء في هذا الكون المخاتل.


قدِموا

قدِموا جميعاً من تلك القارة الغاطسة

يحملون معاول لبناء قاراتٍ طافية

إلا أنهم من ضجيجهم غطسوا

وأهلنا عليهم ما تبقّى من بحار


بأناقتي

بأناقتي الفارهة سحرتُ الجمالَ الذي لا يدوم

وأقعدتُ سجانين في كل باب. الحياة جريمةٌ سهلة

يا صاحبي وأنتَ تدسّها في التراب.


خلف موتي

خلف موتي كنتُ أركض

وأدحرج حولي البقايا

وإذ لا خبرةَ لديّ

لترك مهدي عند أناسٍ كبار

صرتُ كبيرةً.. ومتّ.



أقلّ

واسعٌ: خرتيت

أقلّ: أسدٌ، حصانٌ يعدو،

أقلّ.. أقلّ: سمكة، حلزونٌ منزلق

أقلّ

قطرات دقيقة في علقةٍ بطيئة.


عندما قربتْ نهايتُه

عندما قربتْ نهايتُهُ

خلع الأسدُ جبّتَه

وراح يمضغها متخلّصاً من الجسد

وبقاياه العزلاء الآفلة.



خالق


أخذ الأوصال إلى الشكل راضياً

وظنّ أن لا خلل، قد يكون الفارق غير واضح،

إلا أن المعادلة مكتملة، يضيف الوقت

ويسدّد طاقةً من التخيّل والانتظار، ويكتب

يكتب مدّعياً أنه خالق فاضلٌ

وعلى الأوصال أن تمجّده !



المغنّي ميتاً

(إلى رياض أحمد)

أجهزةٌ ذاكرة والقلب خؤون.

فإذا ردّدتَ أنك لن تموت صدّقكَ الحديد

وأجهزة الغرباء.. أما القلوب

فنسّاءةٌ لا تصدّق أنك تحيا

وأن نحيبك يطلع للتو من كل موت

ويشق كل لوح بتابوت !



تحـت

كلهم تحت مع الراعي

عصا الراعي طويلة لكنهم تحت، هل تنظرين ؟

فمُ الراعي يزبدُ بينما هم تحت صامتين

هل أضاع الراعي غيرهم، أ تكونين أنت منْ أضاع

أم عارضٌ حلّ بالراعي فجُنّ يا أنتِ التي ترقبين ؟ !


الشواطئ

الشواطئ لا تبقى في الماء طويلاً

وقد نفدتْ آخرُ قواربها

وراح شحمها يجمد حتى نسيَ أنه ماء