أدى صلاة الفجر فى المسجد واستند الى عمود يختم الصلاة والمصلون يخرجون من المسجد الواحد تلو الاخر حتى خلا المسجد الا منه ومن الشيخ الذى جاءه وجلس بجواره يسأله عن تغيبه عن صلاة الفجر امس
- لقد كنت اوصل زبونا كان مسافرا فى الفجر
- ولكنهم قالوا لى انك مريض وقالوا عم سيد " ........." تعبان قوى
- هل تخجل من ذكر اسم شهرتى انا لا انزعج منه ابدا .... قلها " سيد بالونة " ( قالها وهو يبتسم )
- ولماذا ينادونك بهذا الاسم
- انك ترجع بى الى الماضى قرابة خمسين عاما .. يوم ذهبت مع أبى لزيارة أمى فى المستشفى وانا ممسك بيدى بالونة وعند باب غرفتها جاءت الممرضة لتبلغنا بوفاة امى وانهار ابى لهذا الخبر وتركنى واخذ يبكى ولم اجد امامى الا البالونة امسك بها – واستعضت بها عن حضن أمى وظللت متمسكا بها الى الان .
- الى الأن ؟ أيعنى هذا أن معك بالونة فى جيبك .
فمد يده فى جيبه وأخرج ما لا يقل عن عشرين بالونة من الوان واشكال مختلفة فتبسم الشيخ وبدت على وجهه علامات دهشة واستفسار فقال له سيد : لا تندهش هكذا ....فعمر البالونة قصير – أتدرى كيف تموت البالونة ؟
ساد الصمت بين الاثنين كل منهم ينتظر اجابة من الأخر .الى ان بدأ الشيخ يتمتم بكلمات ثم قال
- انك تنتظر أجابة غير عادية ان لك نظرة فلسفية فى هذا الامر لا يعلمها الا انت فوضحها لى .
- اتدرى كيف تموت البالونة ؟ لو نظر للانسان لكل امر متعارف عليه من وجهه نظر جديدة لوجد اشياء جديدة فى حياته ماهو رأيك فى البالونة ... لا شئ ... مملؤة هواء . . فراغ .. فلان منفوخ زى البالونة .. اى عالفاضى .. هذا هو الرأى .. ألعبت يوما بها ؟.. أكيد ..أرأيت كم يكون الطفل سعيد وهو يلهو بها
أرأيت كيف يزينون الحفلات والمناسبات السعيدة بالبالون , وانى كلما ضاق بى الحال اخرج واحدة من جيبى انفخها وادعوها تطير واعاود ذلك مرات حتى أصفو .أجربت ذلك من قبل خذ واحدة وأنفخها وادعوها تطير ستجد شعورا مختلفا ذلك فعل البالونة . افعل ذلك فى حالات ضيقى من العمل وفى حالات خلافاتى الزوجية أنفس بها عن نفسى قليلا . اضربت بالونة من قبل بكل قوة ستجدها تبعد قليلا فإنها لا تريد أن تبعد عنك
لو انفجرت بالونة ستجد الكل يساوره شعور بالحزن عليها . أتدرى كيف تموت البالونة .
واخذ عم سيد يتحدث عن البالونة وكيف اصبحت ملأ حياته وانصرف الحديث الى مشاكله التى عاشها منذ صباه حتى يومنا هذا ولاول مرة يحكى مع أحد ، كل مشاكله حكاها للشيخ ولم يسمع منه الا كلمة يـاه عدة مرات كل مرة بلحن معين وطال الحديث حتى اشرقت الشمس وأنصرف الشيخ ليقضى حاجة وحين عاد وجد عم سيد ممدد على ارض المسجد ناداه فلم يلبى وحينها .... علم كيف تموت البالونة .
سـيـد بـالـونـة
By: Ahmed Elkashef - on: Friday 17 November 2017 - Genre: Stories
Upcoming Events
Online discussion of The Vegetarian by Han Kang Nobel Prize winner 2024
November 08, 2024
This discussion of Han Kang’s The Vegetarian...
Art Auction: Support Palestinian Families in Gaza
October 18 - 20, 2024
Join us on October 18th for Art for Aid, an online...
Book discussion:Chimamanda Ngozi Adichie 's Half of a Yellow Sun
September 28, 2024
Chimamanda Ngozi Adichie 's Half of a Yellow S...
Edward Said – Culture and Imperialism
July 27, 2024
Discussion of Edward Said's Culture and Imperi...