العمياء
التي أبصرتْ فجأةً
بعد جراحةٍ مرتبكةٍ
تمَّتْ على عجلٍ
يناسبُ ارتكابَ الشِّعرِ
في صورتِهِ المحرَّمةْ .
عهدٌ طويلٌ مع الشخوصِ إلى الأعلى
بأحداقٍ فارغة ،
سمعتْ خلالها عشراتِ الكُتبِ
لكنَّها
حين راقصتْ " لاما "
عندَ سَفْحِ الهضبةِ ،
علَّمها أن صعودَ الرُّوحِ
مرهونٌ بانفصالِها الشَّبكيِّ .
أُميَّةٌ إذن
لأن الألمَ المرسومَ على ملامحِها
لحظةَ الإعلاءِ الجسديّ
أفسدَ النصَّ
فانثنى القلمُ
قبل اكتمالِ الحكاية .
لا سبيلَ للرجوعِ الآن
المعرفةُ في اتِّجاهِها
والجهلُ
فردوسٌ غائب .
لذا
تظلُّ الفكرةُ تُطِلُّ برأسِها
محضَ ذاكرةٍ جافةٍ
كلما راودَها البصرُ .
تسكبُ ظلَّينِ واقفيْن
في عتمةِ ردهةٍ مبهورةِ الأنفاسِ صامتةْ
كانت تستعدُّ للشاي
عند انتهاءِ المشهدْ .
ظلاَّنِ
أحدُهما يمارسُ مهنةَ التنويرِ
والآخرُ
يجتهدُ أن يقرأَ
لكن
تَحُولُ دهشتةُ العميقةُ
دون اكتمالِ الدرسِ .
القراءةُ لا تحتاجُ إلى عينين
هذا ما تأكَّد لها
حين أبصرتْ فجأةً
ولم تجدْ كتابًا .
القاهرة/2002