هل تَعرِف مَا هِي الأفْكار اَلتِي راودتْني وَأنَا اَلضَّم لَك مِسْبحَتك العاجيَّة هذي ؟
تِلْك اَلتِي تَضعهَا فِي جَيبِك وَبهَا تُختَم صلواتك ؟
أردْتُ أن أَحزُّ رقبتك مِثْل كَبْشٍ !
أين أنت الآن؟
أنَا وَحِيدَة أقفُ تَحْت شَمْس الظَّهيرة المدوَّخة
رفيقاتي ترْكنَني على أَبوَاب القرْية وذهبْن يَغتسِلن ويمْلَأْن جرَّارهنَّ بِضحْكاتهنَّ
وَأنَا وَحدِي أَقِف كَجُرح يستنَد على قدميْن
على رَأسِي تَزعَق الغرْبان،
والسَّمَاء فوقي تُطقْطِق طقطقات موارةٌ
والأرض تتفَتَّتُ حَولِي كالسَّراويل
رُحْت أَدُور فِي السِّكك والطُّرقات كالضَّالِّين
وَجدَنِي الحرس الطَّائف فِي المدينة
سَمعُوني أَصرُخ عليْك
اِلتفُّوا حَولِي كالهرهر الشرسة
جرْجروني مِن شَالِي فانْحلَّ زُنَّار جِلْبابي
نَزعُوا عَنِّي خِمَار رَأسِي فعرْفوني
رأوْا عَينِي الكهْرْمانْتين اللَّتَيْنِ تبررتَا بِالدُّموع
سحبوا ذؤابة شَعري وذَهبُوا بِي لِبَيت أَبِي
إِخْوَة لِي هُنَاك ضَربُوني وفوْق مِصطَبة الظَهر قَيدُوني ، أُمِّي أحْرقتْني بِالنَّار فِي فَمِي حَتَّى لََا أَنطَق اِسْمك
عصرتْ في عينيّ صبار أم اللبن
فِي الصَّبَاح دَخلَت جَدتِي ، رَأتنِي أَتلَوى كقنْفذ بَرِّي ، وَأهَّر كَالقِطط؛ حَدقَت فِيّ بِعيْنَيْنِ مُبْصرتيْنِ وفم أَدرَد، وبضراعة وَشفقَة كاملتيْنِ اِقْترَبتْ منيّ، فَكَّت أغْلالي ، سُرحَت لِي شِعْرِي ومشَّطَتْه ، أسْمعتْني حِكايَات أَلْف لَيلَة وَليْلَة وَأنَا أَستَمع لَهَا وأنْتظرك كمَا أنتظَر اللَّيْلة الألْف
وَفِي كُلِّ لَيلَة كُنْت أَجمَع بَعْض الحطب والْقليل مِن الزَّيْتِ وأَوقَد لَك البخور وَأرَقِي نَفسِي بِالرُّقيِّ والتَّعاويذ أُلْقِي حَوْل طَيفِك بِالْأحْجبة والتَّبْريكات.