محمد عبد الوهاب رحلتي
بعـد رحيل عبد الوهـاب بفـترة قـليلة فاجـأت زوجته الكاتبَ الكبير وصديق عبد الوهاب الشاعر فاروق جويدة بمفاجأة غريبة.. لقد أخبرته أن عبد الوهاب طلب منها قبل رحيله أن تعطيه أوراقه الخاصة، التي كان يكتب فيها خواطره في بعض الأحيان. وكان فاروق جويدة يعرف أن عبد الوهاب يكتب بعض خواطره، بل وكان في بعض الأحيان يقرأ بعضها معه، ولكنه لم يكن يتصور أن يضع على عاتقه هذه المسئولية الضخمة. واكتشف وهو يقلب هذه الصفحات أن هناك عبد الوهاب آخر غير الذي نعرفه بين هذه السطور: لقد حاول الرجل في هذه الأوراق أن يكون نفسه.. أن يفصح عن أشياء كثيرة كان من الصعب أن يبوح بها. ولأن عبد الوهاب كان إنسانًا حذرًا في معظم الأحيان ومجاملاً في أغلب الأحيان؛ فقد قال في هذه الأوراق كل ما عنده: في هذه الأوراق آراء سياسية حادة جدًا.. كتبها عبد الوهاب.. وفى هذه الأوراق آراء فنية جريئة وصريحة وقاطعة. وفى هذه الأوراق تعرية لجوانب كثيرة في حياتنا.. كنا أحيانا نخجل من الحديث عنها. وفى هذه الأوراق شهادات إنصاف كثيرة.
إنها وثيقة نادرة وإطلالة حميمة وسيرة عظيمة لواحد من عباقرة الفن في العصر الحديث، ورمز من رموز التاريخ المصري
Further Reading
Related Articles
By: Editor
Upcoming Events
Online discussion of The Vegetarian by Han Kang Nobel Prize winner 2024
November 08, 2024
This discussion of Han Kang’s The Vegetarian...
Art Auction: Support Palestinian Families in Gaza
October 18 - 20, 2024
Join us on October 18th for Art for Aid, an online...
Book discussion:Chimamanda Ngozi Adichie 's Half of a Yellow Sun
September 28, 2024
Chimamanda Ngozi Adichie 's Half of a Yellow S...
Edward Said – Culture and Imperialism
July 27, 2024
Discussion of Edward Said's Culture and Imperi...
Admin - 4 years ago
من ارشيف تعليقات القراء 2013
Name: Faiza Elmasry
رحلتي" عنوان سلس بسيط اختاره فاروق جويدة لكتابه عن خواطر وافكار عبد الوهاب. اعتقد ان اختيار عنوان بسيط ومباشر ينسجم تماما مع طبيعة الكتاب الذي لايمكن اعتباره مذكرات او سيرة ذاتية، ولاهو عمل ادبي. واعتقد انه يحسب للشاعر الكبير فاروق جويدة انه كان امينا على اوراق عبد الوهاب وقدمها كما هي باسلوب كاتبها دون ان يفرض اسلوبه الادبي الرصين فيتحول بذلك اهتمام القارئ من كاتب الخواطر الى من جمعها وقدمها لنا في كتاب ممتع. اقسام الكتاب ايضا بسيطة وتقليدية؛ رؤى عبد الوهاب عن الفن والحياة والمراة والحب والسياسة والناس. ورغم انني شعرت بان الكثير من هذه الآراء جاء متوقعا وغير مثيرة للجدل، الا ان الامر لم يخلو من بعض المفاجآت، كنظرته لكل من عبد الناصر والسادات، فهو يرى مثلا ان عبد الناصر عندما كان يخطب في الجماهير كان يخدعهم ومع ذلك كان الجميع متحمس له، عكس انور السادات الذي يرى عبد الوهاب انه لم يكن مخادعا ومع ذلك لم تكن الجماهير تصدقه. ولان عبد الوهاب بلغ اوج الموهبة والشهرة في الاربعينات حيث كان ايضا نجما من نجوم الشاشة الفضية، فقد دهشت لانه حجب عنا اراءه عن الحياة السياسية والسياسيين في العهد الملكي السابق لثورة ٢٣ يوليو، وكنت اتوق لمعرفة شهادته على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر. اكثر الابواب تشويقا اراؤه في الفن والنجوم من ملحنين ومطربين، ولو انني دهشت لتجاهله التعليق على كل من فريد الاطرش ومحمد فوزي، وان كان ذلك في حد ذاته قد يفصح عن موقف عبد الوهاب من بعض الفنانين في عصره. الكتاب في مجمله ممتع، ورغم انه يقدم لنا عبد الوهاب كما يريد هو لنا ان نراه، الا انه توثيق لاراء وخواطر فنان عبر عن وجدان مصر حتى صار جزءا من وجداننا. توقيت صدور الكتاب يبدو مناسبا.. فهو يطل علينا وسط هجمة غوغائية مخيفة على الفن والثقافة في مصر