سَلَّةُ إيروتيكا تحتَ نافذتِك...شعر...مؤمن سمير.مصر
”سلة إيروتيكا تحت نافذتك“ شعر / مؤمن سمير
ديوان ”سلة إيروتيكا تحت نافذتك“ من إصدارات مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، القاهرة، 2020، ويقع في 122 صفحة من القطع المتوسط.
يعزز ديوان ”سلة إيروتيكا تحت نافذتك“ الصادر حديثا للشاعر المصري مؤمن سمير، النظرة القدسية للأنثى كتجل كوني جامع للأساطير والحكايات والميثولوجيا والخيال والموت والحياة، كل ذلك في أتون واحد بأسلوب فني رفيع.
وتصور قصائد الديوان الأنثى ككيان جميل ومقدس على الدوام، بحثا عن أسمى صور الإنسانية، وصياغتها برقة تكشف الطريق الأسلم لصعود جبل اللاهوت البعيد القريب.
ويحاور الديوان، بقصائده النثرية، الأنثى في أصدق تجلياتها وأكثرها وعورة وغموضا وبهاء، في رقصة حسية غامرة، تمهد لتماهي الأرواح بتجاوز عتبة الجسد المكتنزة بالعطر والشظايا والعسل والدم.
ويتخلى سمير عن كل محظور صنعته الثقافة العربية، في سعي حثيث للوصول إلى يقين يجيب عن تساؤلات سحرية مراوغة.
وامتاز أسلوب سمير في ديوانه بالشفافية وتحري البساطة، ليلامس المحكي، ويعزز الدهشة بربط متقن بين متناقضات شتى، يجمعها الحلم والتجلي، فنرى القسوة إلى جانب الرقة والمباضع لصيقة بالشفاه المتخمة بالأنوثة، في مزج غرائبي بين الحسي بجلافته والوجداني بعذوبته.
رؤية فنية راقية:
يقول الشاعر في قصيدة ”بيت عالٍ“: ”يلعب النبيذ في النبض/ في السهر لحد الموت/ أَزق بإصبعي اللهاث والأضواء والموسيقى وأسحبكِ للمواجهة/ أحوشك عن القاتلين/ السكاكين الطائرة/ الأيادي والأقدام التي بقيت من المذبحة/ الأوهام الجميلة عن الوحش الذي أَسكرته شفتكِ الواطئة والعالية على النبض/ تلك التي قالت قبل غيابها يامسكين/ افتح قميصك المبلول وخذ البندقةَ من بين أسناني“.
وفي قصيدة ”خمر وتعزية“؛ يقول: ”مُعَلَّقٌ على ركبتَيْكِ/ أخافُ من السفحِ/ أتوقُ للرحَّالةِ ورُماة النِبالِ/ والمجانين الأوائلِ/ رائحةُ الشواءِ/ والدببة الهاربة/ آثار خطواتِ حربك/ ودودةُ الملحِ“.
وسعى سمير من خلال قصائده إلى تقديم رؤية فنية راقية للعلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة، بعيدا عن امتهان كينونة الأنثى والبحث عن جذب الباحثين عن الملذات الآنية الزائلة.
ونشهد في الديوان اشتعال الأخيلة ومعارك الجسد للعودة بالإنسان إلى فطرته البدائية. في القصائد أهواء ورغبات، انتصارات وانكسارات، عشق وتملك، يلقيها الشاعر أمام نافذة الأنثى المطلقة؛ الأم الأولى بما تمثله من إغواء وخصب وتجسد مقدس.
وفي حديث خاص لـ“إرم نيوز“؛ قال سمير، إن ”الديوان يمثل محاولة جريئة للجنوح واصطياد فكرة الأنوثة التي راوغتني في قصائد الدواوين السابقة، وأخذت أنماطا وتجليات متعددة من أشكال العلاقة مع هذا الكيان المغوي وهو الأنثى،حتى تربى داخلي الحافز الذي نما على مدى أعوام من تعاطي الشعر“.
وأضاف أنه ”مع هذا الرائع وعنه وفيه، باعتباره آخر حافز وغاية الاستعاضة الكاملة عن العالم بوجوده هو، ووضعه تحت سماء البصر والبصيرة، بتكريس عمل متكامل عنه في لحظة خلع أردية المجتمع والخوف، لتتجلى الروح وتصدح النفس وتبوح“.
وعن أسلوبه في تأليف قصائد المجموعة؛ أوضح سمير، أنه ”ربما كانت طريقتي في كتابة هذه النصوص تشبه جلسات اليوجا، فلم أكن أجلس للكتابة إلا إذا غامت عيوني عن كل مفردات وأصوات وروائح الدنيا، لتصل الأنثى وتهل ويملأ رحيقها الكون وتحتل الهواء والسماء والأرض وغرفتي وملابسي وماضي وحاضري، حينها فقط كنت أرى حواسي تنضغم مع الكلمات التي تبزغ على الشاشة وكأنها تلمسها وتحكي معها وتصير نقرات أصابعي على الكيبورد وكأنها نبضات جسدين في جسد“.
ولم يختر الشاعر عنوان ديوانه كجملة شعرية من أحد القصائد، ولا كان عنوانا لنص معين داخل الديوان، ولكنه عنوان عام يضمن النظر للكتاب كتجربة واحدة ممتدة ويشي بوحدة موضوعة، ويعبر عن غايته في إيصال سلة مشاعر جارحة وبدائية وعارية من أي رداء قاس من أردية الحضارة الهشة والكاذبة.
Further Reading
Upcoming Events
Online discussion of The Vegetarian by Han Kang Nobel Prize winner 2024
November 08, 2024
This discussion of Han Kang’s The Vegetarian...
Art Auction: Support Palestinian Families in Gaza
October 18 - 20, 2024
Join us on October 18th for Art for Aid, an online...
Book discussion:Chimamanda Ngozi Adichie 's Half of a Yellow Sun
September 28, 2024
Chimamanda Ngozi Adichie 's Half of a Yellow S...
Edward Said – Culture and Imperialism
July 27, 2024
Discussion of Edward Said's Culture and Imperi...