السيميائية فى الشعر عند ناجى عبد المنعم - د. محمد فتحى محمد فوزى

الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، وأصلى وأُسلم على خير خلقه سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعـد: فقد قال رسول الله (ﷺ) فى الأدب والشِعـر:"   إنَّ من الـبَيَان لسِحْرًا، أو: إنَّ بعْضَ الـبَيَان لسِحْرٌ "   بمعنى: إجتماع الفَصَاحة والبَلَاغة وذكاء القلب مع اللِّسان، وإنَّما شُبِّه بالسِّحر لحِدَّة عمله في سامعه، وسرعة قبول القلب له، يُضْرب في استحسان المنطق، وإيراد الحجَّة البالغة . ومن ثم تناولت موضوع الشعر العامى والكتابة عنه ؛ ليكون مدخلا لحديثى عن شاعرنا المُفضال المِعطاء شاعر العامية الأستاذ ناجى عبد المنعم بعد مسيرة أربعة أعوام من المحكات التى أنبأتنا أنه شاعر وكاتب بالفطرة تميز بالكرم ومرونة الطباع وقوة التحمل والمهارة القيادية لتابعيه وأحبابه والبشاشة لمبدعيه وتعامله بروح رياضية وأخلاق عالية مع مريديه وكيف لا وهو يستمد ذلك من مشكاة النبوة السمحاء ونبينا الكريم (ﷺ) الذى قال فيه القرآن العظيم:" وإنك لعلى خلق عظيم" ومن شابه أباه فما ظلم. وعود لمستهل قولى عن الشعر العامى فلم يُكتب فيه الكثير وكانوا يفضلون شعر الفصحى بالكتابة ، إلا أنه بتطور الزمن والوجبات الشعرية السريعة فى عصر السرعة و" النت" كان الشعر الدارج الذى لا وزن له ولا تفعليه ولكنه ينبع من القلب نتيجة المعاناة المجتمعية ، وما يخرج من القلب إلى القلب يصل ،وكل إناء بما فيه ينضح: فالشاعر المتفائل تنتج قريحته الشعر المضمخ بالأمل والحب ، والشاعر الذى عانى مجتمعه من الفساد، تخرج أشعاره محاربة للظلم والإضطهاد وثمة يكون النضوج والتعـبير عن خلجات النفس، ولمَّا كان شعر العامية يرتجله كثير من أبناء الشعب الكادحين، برز وغطى على شعـر الفصحى وكان له فرسانه الذين "هاجوا وماجوا" وكانت لهم رايات النصر بتحريك مشاعر الجماهير وإحساساتهم نحو العلو والتقدم والإرتفاع برايات العزة والكرامة وعدم امتهانها ؛ فقضى على بؤر المذلة والمهانة ،ومن ثم كتبت كتابى هذا وقسمته إلى مقدمة وسبعة فصول، الأول منه عن السيمولوجيا والميثولوجيا وتعريفهما فى الشعـر العربى، و الفصل الثانى الشعر فى العصر الإسلامى ، يليه الفصل الثالث الشعر الشعبى مع إبن عروس وأهميته ،ويعقبه الفصل الرابع إبن عروس بين الواقع والخيال ثم الفصل الخامس مربعات الواو فى شعر العامية، وبعده الفصل السادس محاولات تطوير شعر العامية، يردفه الفصل السابع السيمولوجيا فى شعـر ناجى عبد المنعم وسيميائية الرمز والإشارة والألوان ، ثم الخاتمة والمراجع ؛ فأرجو التوفيق من الله سبحانه وتعالى فى عرضى للموضوع وإضافة مؤلف جديد من مؤلفاتى للمكتبة العربية إثراء لها والله المستعان،،،

د. محمد فتحى محمد فوزى محمود
 أســــوان – إدفــو- مصــــر3/12/2022-10/5/1444