مفيد مهنا كاتب فلسطيني من قرية البقيعة الجليلية ، ولد عام 1948 ولا يزال يعيش في قريته التي ولد وترعرع فيها ، عمل محرراً في مجلة الغد التي كانت تصدر في حيفا باسم الشبيبة الشيوعية ، كما عمل مراسلاً لصحيفة الاتحاد الحيفاوية وكان يكتب فيها .
- مهنته عامل. كما انه عمل في بعض الوظائف كان آخرها في مكتبة البقيعة العامة.
- متزوج وأب لولدين وثلاث بنات .
من اصداراته: - عام 2001 كتاب " هيك الناس " . - " عام 2007 عيش كثير بتشوف كثير " وطبع في مطابع الاتحاد في القدس العربية . ويقع الكتاب الذي صمم غلافه الفنان عارف سويد في 88 صفحة من الحجم المتوسط ، ويحوي خمساً وثلاثين مقالة . وكتاب " عيش كثير بتشوف كثير " الذي هو امتداد لكتاب " هيك الناس " أو كما قال الكاتب نفسه بينهما ( قرابة عصب وبعض الوحمات ) ، وفي الكتابين اللذين يمكن وصفهما بتوأمين نتجا عن انشطار بويضة واحدة ، تظهر عمق الثقافة الشعبية للكاتب .
مفيد مهنا المسكون بالموروث الشعبي ، يستغل في كتاباته المثل الشعبي والأقوال الشعبية بطريقة ساحرة ، وكأنني به يقول : نحن الفلسطينيبن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية ، وأن جذورنا في هذه البلاد عميقة جداً ، ولا يستطيع أحد اجتثاتها مهما طغى وتجبر ، ومهما امتلك من قوة ، والسبب بسيط أننا ورثة حضارة عميقة الجذور لا تهزها الرياح العاتية ، وأن السياسة الاستعمارية التي تحاول تجزئة الشعب الفلسطيني على أساس طائفي لن يُكتب لها النجاح ، وإن انجر البعض خلف الطائفية لأسباب ذاتية خدمة لأسياده ، فإنه لن يلبث " أن يلتطم رأسه بالحيط " كالمضبوع ، ليعود الى وعيه بعد ذلك . ومعروف أن الموروث الشعبي جزء من الهوية الوطنية لأي شعب ، كما أنه دلالة حضارية بل نتاج ثقافي للشعوب المستقرة ، والمثل الشعبي هو عصارة خبرة أجيال ، جاء يحمل الحكمة كي يتعظ منها الآخرون من الخلف ، ومفيد مهنا يدرك ذلك تماماً ، بل انه واقع تحت تأثير الثقافة الشعبية ، وكثير الاعتزاز بها ، ويتضح ذلك من خلال كتاباته ، فهو ابن النكبة أو على رأيه هو أكبر من "الدولة" ببضعة أسابيع ، هذه " الدولة " التي سلبته أو حاولت سلب انتمائه القومي ، عدا عن اضطهادها الطبقي له ، لكنه لم يستسلم فتحدى ذلك بنفث ثقافته الشعبية الموروثة ، وكأني به يقول " ها أنا ابن هذه الثقافة " ومن لا يعجبه ذلك فليشرب ماء البحر .
لذا فهو يرفض مقولة " اللي بتجوز أُمّي فهو عمي " بل يرى أن " اللي بتجوز أميّ فهو همّي " فأمّي زوجة لأبي ولن تكون لغيره . وهو يرفض مقولة " حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس " بل يرى بأن " اللي بدوس على رجلك دوس على راسه " و " اللي ما بحترم قندرتك لا تحترم راسه " وهكذا .
والقارىء لمقالاته سيجد أن له موقفاً من التراث ، قد يخالف فيه بعض من نظّروا في هذا المجال ، فإذا كان البعض يتخذ من التراث موقفاً انتقائياً بأخذ " الايجابيات " منه وبترك السلبيات ، فإن موقف مفيد مهنا العقلاني من التراث من خلال استعماله للمثل الشعبي يرتكز على أن تراثنا جميعه ايجابيات ، فحتى الأمثال السلبية يمكن استعمالها لتعرية السلبيين والانتهازيين والمتذيلين ، وأن الأمثال الايجابية تستعمل لتكريس الايجابيـين والمناضلين والصامدين ، وربما مفيد مهنا نفسه لم يقصد كل هذا عندما كتب ما كتب ، لكن القارىء لما بين سطور كتاباته سيخرج بهذه النتائج .
وواضح أن مفيد مهنا يلجأ الى السخرية في كتاباته ، مما يجعلها أكثر نفاذاً الى عقلية القارىء المتلقي ، وسخريته يمكن وصفها بالسخرية المرّة المضحكة من باب " شرّ البلية ما يضحك " .