منال محمد السيد
مواليد : التل الكبير – الإسماعيلية 1971
بكالوريوس فنون جميلة – تصوير زيتي 1994
نشرت أولى قصصها في جريدة المساء 1991
صدر لها:
الذي فوق قصص قصيرة - طبعه أولى - ( الهيئة العامة لقصور الثقافة ) يناير 1996
طبعه ثانيه- مكتبه ألا سره سلسله إبداع المرأة يونيو 2004
أحلى البنات تقريبا قصص قصيرة ( الهيئة العامة للكتاب – 2002 )
نشرت العديد من القصص في معظم الجرائد والمجلات في مصر والعالم العربي في :
( إبداع – القاهرة – الثقافة الجديدة – سطور – المحيط الثقافي – الحياة اللندنية – أخبار الأدب – مجلة القصة – جريدة الأهرام – الأهرام العربي – الأهرام المسائي – نصف الدنيا ) .
كتب ونشر عنها العديد من الدراسات منها
( إبداع / د . حسن طلب – الحياة اللندنية / لؤي عبد الإله – المساء / محمد جبريل – الأهرام المسائي / بهيج إسماعيل ، سعد القرش و نجلاء علام - الوفد / عماد أبو صالح – الأهرام العربي / علاء البربري – الثقافة الجديدة / نجلاء علام – العربي الناصري / طاهر الشرقاوي – أخبار الأدب / ياسر عبد الحافظ – حريتي / يسري حسان / الرياض شريف الشافعي /عرب محمد جبريل) .
الكاتبة تمارس فن التصوير الزيتي وتشارك في كثير من المعارض الجماعية أهمها صالون الشباب الثاني عشر في أكتوبر 2000 كما أقامت معرضا خاصا بالأوبرا في مايو 2001 وهي عضو بنقابة التشكيليين المصرين .
البريد الإلكتروني
manalelsayed71@yahoo.com
manal_el90@yahoo.com
ت : 2024856989 ـ 4860349 202
من قصص الكاتبة:
هواء..
من يحتمل ؟
قرصة نملة، طنين ذبابة فوق أذن يغمرها عرق لزج ، من يحتمل الصمت وسط المتحدثين وصوت مترو يطحن فوق عجلا ته ذرات تراب خفيفة ، ويطحن الكلام البسيط الذي يدور بالرأس " أربع وثلاثون محطة" من حلوان حتى المعادى كل شئ بلون التراب ،حتى السماء، ومن بعدها تأتى فوضى دار السلام والسيدة ، الناس التي لها رائحة التعب ووسط عيونهم قسوة غريبة وبلاهة .
" أنا أحتمل الحياة "
أنا أشد وجنتاي وشفتاي وأظهر جزء من أسناني وافعل فعلا فاضح ، أقول لزملاء العمل " صباح الخير "
وفى المترو شاهدت ما يقرب من مليوني امرأة وطفل على مدى أثنى عشر شهر من يوجا الذهاب للعمل ..
احتملت وجوههن جميعا وبطونهن المنتفخة، كل ما أتذكره أنهن جميعا دميمات وعيونهن منطفئة.
الآن أنا اسرق التعب منهن ، أسرقهن وأغرس عيني في نحافتهن وسمنتهن وبشرتهن الملونة بحر الصيف والمساحيق .
وهن غارقات في دراما العودة للبيت..
" أحيانا أفكر في ذات الدراما "
مطبخي، وسريري الذي ينام تحته تراب كثيف و كسر في قلبي يوقظني يوميا في السادسة والنصف ولايتركنى، أغسل أسناني ووجهي وينزلني خمسة طوابق، أمشي حتى سور المترو ولايتركنى، اعبر ماكينته الحديدية كماكينة أخرى لها لحم مكسو بقماش، أمر علي المحطات جميعا ولايتركنى.
"امرأة في الواحدة والثلاثون "
أي قسوة يحملها هذا التعريف،امرأة عرفت طعم الدنيا بين ذراعي زوجها وعرفت طعم الحزن المشاع في هواء الصباح وفى هواء الظهيرة وفى فعلها الفاضح اليومي وظهر الزوج وعيادات الأطباء حيث الناس تتعرى على بلاطات العيادات ، بجوار الأبواب، على أسرة الكشف، في أدراج الممرضات، خزينة المحصلين وفى الأوراق النهائية " لا فائدة "
وأنا أضع الصخرة أمام رأسي وأخبط رأسي فيها في السادسة والنصف من صباح كل يوم.
( والآن أكرهي الأشياء كما تشائين ..)
أكرهي قضبان المترو، ماكيناته، وأكرهي المحطات جميعا والهواء الساخن الذي يأتى من النوافذ، وفتحة باب شقتك في الصباح .
تتركين بيت لاصوت لضحكه يرن به وتنزلين سلالم مظلمة لتجدين حديد المترو في مواجهتك .
هو العمر القادم .
سيكون هكذا .
والموت باب مغلق بعده ظلام .
وألان جربى التسول اكثر ....
زمان كان المريد يجلس بين يدي معلمه ، ينظر المعلم في عيونه بعمق ويأمره بالخروج للأسواق ، لذل النفس
" يابني اكسرها كي تتحرر "
واحد وثلاثون عاما من التسول بلا حصيلة وبلا معلم ينظر في عيوني بعمق ويرني الطريق
والنفس تفتت صارت بلون الدنيا من المعادى لحلوان صارت تراب ، ترك الدنيا كلها ونام فوق حديد المترو، كي يئز بخفوت حين تمر عليه العجلات كل خمس دقائق ولا يسمع صوت أزيزه من أحد سواي .