محمود السعيد (2 سبتمبر 1991 - 23 أكتوبر 2017)
فيلسوف صغير ضحكته آسرة، عبقريته تكمن في كلماته البسيطة التي تحمل كل معاني الكون
اختاره الرب الى جواره في سن صغيرة فلم يتبق لنا غير ثراء كتاباته على الفيسبوك واطلالته الباسمة.
محمود السعيد هو طبيب صيدلي شاب صاحب صيدليه الخور باماره عجمان الامارات المتحده بدأ الكتابة في عام ٢٠٠٩، توفى فجأة وهو في قمة الشباب والحيوية واﻹنطلاق، شاعر وكاتب مختلف، صاحب فلسفة خاصة جدًا.. باختصار: فنان، مبدع بكل ما تحمله التوصيفات من معاني.. أفكار كتاباته وأشعاره تتفجر بمعاني جديدة جدًا، رائعة، مفاجئة لكل من يقرأها.. مزيج من تأملات وشكوك وفلسفة وخيالات (جان جاك روسو، ديكارت، فولتير، بودلير)
عن الكتابة
بقلم محمود السعيد في 23 يونيو 2017
أربعة أشهر قبل الرحيل
" مفيش كاتب عظيم ع مر العصور قدر يكتب حاجة عظيمة الا اذا كان ذو توجه انساني عام ؛ و كتاباته بتعبر عن فلسفة ما و فهم ما للحياة البشرية ككل ؛ حتى انيادة فرجيل اللي هى نص قومي روماني اتخلدت لانها كانت بتصور روما كقاطرة للحضارة الانسانية و خلاص للارض .. مينفعش تبقى كاتب من غير ما تكون فيلسوف ؛ من هوميروس لنجيب محفوظ .. بكل الاطياف اللي بينهم ؛ الاساسي ديما ان فيه تصور انساني عن الحياة .. و فلسفة عامة ؛ وراها انسان خد الحياة جد .. و عنده موقف ما ؛ و بقول دا علشان صحابي الكتاب الجدد اللي فاكرين ان الكتابة ( كلام عميق مؤثر ) .. او تعبير عن ضياع و بؤس و عدمية ؛ حتى الرموز اللي بتنسبولهم التوجه دا مكنوش كدا .. كافكا مكنش عدمي ؛ كافكا قدم اول او اكبر مشروع نقد اصيل جاد جدا للحضارة الانسانية .. نيتشه كان اكبر مدافع عن القيم الانسانية ؛ هو بس كان بيهدم القديمة .. مش العكس ؛ حتى الاخ المكتئب ايميل سيوران كتاباته فيها بعض النصح الاخلاقي الخفي و مثالية مفرطة اساسا .. مينفعش حياتكو تبقى لغبطة و تعتبرو اللغبطة دي فن و ادب .. الحياة جد و مشروع الكاتب هو مشروع جاد جدا .. و الكتابة نفسها فعل مسئول و جاد و موقف حياتي بيعبر عن الاهتمام و الرعاية لكل البشرية و الفهم العميق لمشاكلها .. محدش بيقول اكتبو جد يعني طول الوقت .. بس مفيش حاجة بتعيش معلقة ف الفراغ كدا .. لو كل اللي بتكتبوه مجرد رد فعل سريع للاحداث حواليكو .. راجعو نفسكو .. و خدو نفس كدا ؛ و بصو للصورة بشكل اوسع .. الكتابة اعادة اكتشاف للحياة و الذات و مداوة لجروحنا و لجروح العالم .. سد شروخ .. و فعل مقاومة .. مش يا بنت دين الحب و كدا .. و متستجعلوش .. معظم الكتاب بدأو ينشرو ف التلاتينات و الاربعينات من عمرهم اساسا .. "
