ملامح ظل محمد الشحات فى ندوة نقدية بالمركز الدولى للكتاب

المكان: المركز الدولى للكتاب بالقاهرة

التوقيت: مارس 07, 2022

ملامح ظل محمد الشحات في ندوة نقدية بالمركز الدولي للكتاب

أحمد فرحات: الشاعر يبتعد من خلال التباسه بالراوي عن السكونية المعتادة في النص التقليدي

مصطفى عطية : شعرية الشاعر على قدر انغماسها في الذات  ولكنه انغماس متوحد مع آلام الوطن والأمة

صبري أبوحسين: الملامح في هذا الديوان تشمل كل حياة الشاعر

عصام محمود الديوان تجسيد لشعرية الذات والآخر

رضا عطية : احد التجارب في شعر التفعيلة تعمل توازنا ما بين اليات النوع    الشعرى و التعبير عن هموم الذات.

التف خمسة من نقاد الادب حول ظل الشاعر محمد الشحات في ندوة نقدية  بالمركز الدولي للكتاب بالهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د. هيثم الحاج لمناقشة ديوان "ملامح ظلي" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخرا ، والنقاد الخمسة هم د. أحمد فرحات الناقد الأدبي و أستاذ الأدب والنقد بكلية الفارابي بجدة، د. مصطفى عطية جمعه أستاذ محاضر بكلية التربية الأساسية قسم اللغة العربية، بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، بدولة الكويت ، د. صبري أبو حسين أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالزقازيق، د. عصام محمود أستاذ الأدب والنقد كلية الآداب جامعة حلوان وقام بإدارة المناقشة وشارك فيها الناقد الأدبي د. رضا عطية .

قدم الندوة الناقد الأدبي د. رضا عطية فقال: في ديوان ملامح ظلي للشاعر محمد الشحات تتبدى حضورات الظل باعتباره تمثلا للذات تمثلا متنوعا للشخصية ، ويتبدى فى خطاب محمد الشحات الشعرى هذ الانشطار الذاتي أو هذه الحضورات المتعددة والمتمايزة للذات ومراوحة الشخصية بين تماصرات الذات المتعددة الممثلة في حضورات الظل وتجليات الظل وهو احد التجارب في شعر التفعيلة التي تحاول أن تعمل توازنا ما بين اليات النوع الشعرى من حيث استثمار متاحات النوع التفعيلي وما بين التعبير عن هموم الذات عبر الخطاب الشعرى .

البنية السردية في ملامح ظلي

كان د. أحمد فرحات هو أول من بدأ الحديث  بدراسته عن الديوان  فقال تتشكل نواة البنية السردية في ديوان ملامح ظلي لمحمد الشحات من خلال تبني خاصية التجريب الذي ينفي الحدود الفاصلة بين الأنواع، التجريب في اللغة والتركيز على مستوى الدلالات اللغوية والتجريب المعتمد على العمل الواحد بوصفه سياقا متحدا، وإن تعددت تقسيماته الموضوعية وغيرها. فالمتأمل في شعر محمد الشحات من خلال ديوانه عبر متوالية قصائد "ملامح ظلي" يمكن أن يلمح الموقف السردي في النص الشعري وتأثيره بصفة لافتة بموقف الشاعر من لغته وتراثه ومحيطه الحضاري وإرثه الثقافي العام والخاص، وأدواته الفنية واستيعابه تقنيات الفنون المعاصرة والقديمة في آن واحد من مسرح وسينما وفنون قولية وأخرى غير قولية، تعين الشاعر ليستوعب السرد الشعري. فيقول: أعلن ظلي رغبته/في أن يخرج منفردا /كنت أحاول أن أثنيه /وحين تمسك /غادرت /تركت له خارطة طريق/وبقايا ضوء /وجلست على مقربة كي أرقبه /أوقفه الشرطي/وأجلسه /كي يتفحص أوراق هويته.

ففي المقطع الشعري السابق نلحظ ترديد المكون السردي في الأسطر الشعرية عبر جديلة الراوي الداخلي والراوي الأصلي، فالراوي الأصلي/الذات الشاعرة ينسلخ منها راو داخلي آخر يتجاذب معه أطراف الحديث ويعلن عبر محاورة الظل والذات لنكشتف عالم الشاعر الرحب. وأن الظل يخالف الأصل ولا يشبهه، فهما على النقيض، يرى الأصل ما لا يراه الظل، ودائما يختفي الظل مع السحب، وضوء الشمس، وفوق الموج... فالأصل قانع راض مستقر أما الظل فمنطلق حر يهوى الحركة والانطلاق في الفضاء.

الشاعر يبتعد عن السكونية المعتادة

يتسم ديوان "ملامح ظلي" بوجود الراوي الداخلي دائما في النص الشعري وهذه حالة تبدو ذات حركة فاعلة في دلالة النص، والتراكيب السردية التي تسهم بقدر كبير في صوغ هذه الحركة. فالشاعر يبتعد من خلال التباسه بالراوي عن السكونية المعتادة في النص التقليدي ويحرك النص بصورة جادة تبدو من خلال حركة الراوي المتجهة إلى لانطلاق والحرية والتعبير عن الحال.    

أوقفني مصباح الشارع /كيما أعبر وحدي/رفض مرور الظل /ورفع لوجهي قائمة /تجبره كي يوقفه/فلقد خرج الظل /عن المألوف /افتعل الظل مشاكسة /وحاول أن يخنقه/لاحت في الأفق هزيمته /فأعلن ظلي/رغبته كي يستسلم /ويعود /من حيث أتى.

ويبدو بجلاء أن المكون السردي في النص الشعري- وهو سلسلة من التحولات والأحداث والمواقف- ليس سوى تدعيم يرسخ به الشاعر بنية نصه الشعري التركيبية والدلالية وهذا ما يسمح بتخصيص الخطاب وتحديده.

أما المرتكز الذي تعتمد عليه البنية السردية في النص فتتمثل في البنية الحكائية وتقنيات السرد، مع الحوار القائم بين الشخصيات، وهو حوار يستفاد منه في تلوين الخطاب، واستثماره اختلاف الضمائر في التعبير عن تجربته الشعورية، كذلك تضخيم بعض الأمور والأحداث، والتفاصيل التي تخدم موضوع النص لخلق التأزم الدرامي. ومن هذه الأمور السردية أيضا التساؤل والاستفهام، القلق الروحي، والكبت، الشعور بالظلم والضياع والقهر، الثورة والرفض، الأمل والحرية. وتبدو هذه السمات في قوله عن الظل: أوقفه الشرطي وأجلسه /كي يتفحص أوراق هويته /من أين أتيت؟/وكيف خرجت؟ /لا يمكنك التجوال بمفردك/وكبله /أدخله في قلب الظلمة/كي يحبسه.

رؤية غاية في الفرادة

وقال د. مصطفى عطية جمعة من عنوان الديوان ومن خلال القصيدة الأولى فيه، نجد رؤية غاية في الفرادة، وتمثل إضافة إبداعية نوعية، حيث سعى الشاعر إلى أنسنة الظل، ومن ثم فصله عن ذاته، وبدلا من أن يكون الظل تابعا للذات الشاعرة في تنقلاتها، ويبدو في عينيها عندما يكون الجسد تحت ضوء الشمس، أو في معية أضواء المصابيح، فإن الظل صار ذاتا مستقلة، يحاورها الشاعر، ويجاورها، ويصارعها، ويتلقى الصفعات منها، بل إن الظل بات رقيبا على الذات الشاعرة، يحاسبها على تصرفاتها، بل ويسابقها أينما ذهبت، لندرك أنها حوارية الذات مع نفسها، فما الظل إلا صورة أخرى للذات، ولكنها باهتة نوعا ما، إلا أنها في القصيدة ساطعة بقوة.

  وتستمر هذه الثنائية، فالذات في قصيدة "مصالحة" منشطرة، لتكون ذاتين، كاملتي الجسم، والروح والإرادة، في دلالة على رغبة الذات الشاعرة في حوار نفسها، وهي الثنائية التي نراها في قصيدة "هل مررت من هنا"، حيث تنفصل الذات، وتعيد محاورة نفسها، وربما هذا ما دفع الذات الشاعرة إلى التماس الحقيقة، من خلال رحلة صوفية، تتردد صداها في قصيدة "لن تفروا منه"، وقصيدة "ملجأ يحتوينا"، التي تلجأ فيها الذات إلى المسجد، تناجي الرب، بدعاء وصفاء.

وأضاف د. مصطفى ومن الملامح الفنية البديعة، ما نراه في توظيف الشاعر بنية السيناريو ببراعة في قصيدة "مشاهد من رحلة لم تنته"، واستخدام ضمائر المتكلم ليعود بنا في الطفولة كما في قصيدة "مرح طفولي"، وضمير الخطاب مخاطبا به النهر، وأيضا ذاته المتأملة في قصيدة "وصية للنهر"، التي تتحول إلى علاقة حميمة مع النهر ذاته تبدو جلية في قصيدة "حزن للنهر"، فالنهر يتأنسن، وينظر لوجه الذات الشاعرة حزينا، ويواصل تدفقه في صمت، إنه حزين حزن البلاد والتراب والناس.

  واختتم حديثه بقوله إن شعرية محمد الشحات على قدر انغماسها في الذات، ولكنه انغماس متوحد مع آلام الوطن والأمة، وأحوال النهر والعباد، وهو شاعر راسخ القدم، يجيد توظيف عشرات التقنيات الشعرية، ما بين دراما وسرد، وصورة ورمز، ومفردة وتركيب، في خطاب شعري، واضح غير ملغز، جمالي غير مباشر، شفاف غير غامض.

تفكيك العنوان الرئيس في الديوان

فيما تناولت ورقة د. صبري فوزي أبوحسين أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات، بجامعة الأزهر حول تفكيك العنوان الرئيس في ديوان (ملامح ظلي) حيث اشار الى بأنه بات معروفًا نقديًّا أن العنوان الرئيس عتبة رئيسة في قراءة أي عمل أدبي حداثي، وأن المبدع المعاصر يَقصِد إلى إبداعه قصدًا، وأنه يتأنَّق في إخراجه، ويجعله ذا حُمولات عاطفية ومعرفية وفنية مكثفة، وأنه يكاد يكون العبارة المفتاح إلى الديوان، وأحيانًا لا نستطيع قراءة تجارب من الديوان وتأويلها إلا عبر المرور من محطة العنوان الرئيس!

وهذا ما أحسست به عند مطالعتي ديوان(ملامح ظلي) للشاعر المخضرم محمد الشحات ومفاتشتي إياه. ذلكم الشاعر السبعيني العمر، السبعيني الإبداع، و(ملامح ظلي) يمثل ديوانه الطازج، الصادر عن  (الهيئة المصرية العامة للكتاب) سنة 2022م، وهو الديوان الثاني والعشرون!

  ويضف د. صبري وهو ديوان يرى مَنْ عَرَّفُوا به أن قصائده تنتمي إلى مرحلة (ما بعد الحداثة)! وفيه اثنتان وأربعون تجربة تفعيلية النسق العروضي، ومتنوعة المضمون، وتكاد تكون مقاطع من سيرة مبدعنا الذاتية، وتسجل مشاهد من واقعه المُعاش والمُتَخيَّل، وفي بعضها تناص مع ثقافته الدينية والشعرية!

وأرى أنه إذا كان الشاعر قد أبدع قصيدة بعنوان(خماسية للحياة) فإنني بعد قراءة أولى عجلى أحس بحضور خماسية فنية مهيمنة في إبداع تجاربه، وهي: (التفعيل، والسرد، والترميز، والانفعالية، والتخييل)، والتي تمثل -في نظري- مخططًا أمثل لمقاربة هذا الديوان، وهي خماسية تحتاج مجهودًا عقليا كبيرًا: قرائيًّا، وتنظيريًّا وتحليليًّا، وتأويليًّا، ولكنني هنا في هذا المقالة سأقتصر على تفكيك التقنية الفنية الأولى فيه، وهي (العنوان الرئيس) عن طريق تحليل علاماتي ذاتي حر!

 جاء عنوان الديوان(ملامح ظلي) تركيبًا إضافيًّا، مكونًا من كلمتين، هاك تفكيكًا لهما مفردتين، ثم تفكيكًا لهما مضافتين، عبر متابعة لفظتي العنوان[ملامح/ظل، والتحاور معهما، وتتبع حركتهما في المتن الشعري لتجارب الديوان:

لفظ الملامح والدلالة الحسية

 ويكمل حديثة بقولة فلفظة (ملامح) في الديوان، (الملامح) دالاًّ حِسِّيًّا ففي قصيدة (مشاكسات لا تنتهي) نجد لفظة (الملامح) ما زالت في معناها الحسي، وهو ما يظهر من أوصاف الوجه ومن مظهر الإنسان، سواءً أكانت محاسن أو مساويَ، لكنها أسندت إلى الشاعر، حيث يوصي النادل الشاعر:[ألا يخفى فيضَ مشاعرهِ/إذ ما طفحَ بداخله الشوقُ/وأخبرهُ/بأن تجاعيدَ الزمنِ/قد امتلكت كلَّ ملامحهِ/وأن مداومةَ العشقِ ستنجيه ومن القصيدة نفسها: رفع لواءَ الغضبِ/اشتاط وزمجرَ/حين انعكسَتْ صورتهُ في المرآةِ/وكان الشيبُ يُغطي كلَّ الرأسِ/وفوق ملامحهِ/خطوطٌ لم يعهدْها

  وأضاف د. صبري الملامح دالاًّ فاعلاً ثمينًا في الديوان المبحوث قصيدة كورونية بعنوان (اقتلع الطاعون)، ونجد فيها للَّفظة بعدًا آخر خاصًّا بالحالة الوبائية التي يعيشها إنسان الفترة الحالية، حيث يحتاج أن يتذكر الأحباب ويتصل بهم قبل أن يفارقهم أو يفارقوه، يتذكر (ملامحهم)، لما لها من قيمة، ولما لها من مكانة! يقول: [فلتحبسْ في رئتيكَ/هواءً/لن تعهدَه حين تغادرُ/دعْ كلَّ معارفِك/وحاول/أن تحملَ في عينيكَ/ ملامحَ طفليكَ/ووجهَ أبيكَ/استعطافَ أخيكَ/لإخفاءِ شقاوتهِ/ومنازلةِ الأصحابِ/ لكي تبهرها.

 ويشير الى أن (الملامح) هويةً وطنيةً وحضاريةً:ومن قصيدة (البحث عن صفقتين) تأخذ (الملامح) بعدًا حضاريًّا، فتكون رمزًا للهوية، ومعادلا موضوعيا لثوابت الوطن والأمة! و(الملامح) دالاًّ عامًّا وفي قصيدة (الخروج من جلباب أبي) نجد (الملامح) -بمفهوم عام: حسي ومعنوي، وهوالمعبر عنه مُعجَميًّا بـ(المَشابِه)، وذلك بفعل صراع الأجيال: الأب والابن-حاضرة في هذا النص، حيث يقول:[ولا أعرفُ كيف أفرقُ أنفاسي عن أنفاسكَ/رجرجني خوفي حين نظرتُ إليكَ/ملامحك أراها تحلِّقُ فوقَ ملامحِ وجهي/حين أراني/تبهجك إشاراتُ الأصحابِ بأني جزء منكَ/أوقفني صوتُكَ/فض الأحرازَ/ودقق في كل ملامحِ وجهي/أربكني.

  ويختتم ورقته البحثية بقولة وأرى أن (الملامح) في هذا الديوان تشمل ذات الشاعر، وحياة الشاعر، وعلاقات الشاعر، وحركات الشاعر، ومواقف للشاعر، وروحانيات للشاعر، وعشقيات للشاعر، وتساؤلات الشاعر، وقرارات الشاعر، ومراجعات الشاعر، رؤى جاءت في شكل مشاهد ومرئيات، ومن ثم غلب على التجارب السردية والمشهدية.

شعرية الذات والآخر في ديوان ملامح ظلي

وعنون د. عصام محمود ورقته البحثة بعنوان شعرية الذات والآخر في ديوان ملامح ظلي، حيث قال يمثل ديوان ملامح ظلي مرحلة مهمة من مراحل الإبداع الشعري في مشروع الشاعر محمد الشحات والذي يسعى من خلاله إلى إبراز سماته الفنية وملامح إبداعه الشعري عبر مجموعة من الدواوين الشعرية المتنوعة التي طرحها والتي تم نشر بعضها وتجميع مجموعة منها في سلسلة العمال الكاملة المكونة من أربعة أجزاء ، ثم يأتي ديوان ملامح ظلي ليضع لبنة مهمة في هذه السلسلة ، وتقوم عملية قراءة هذا النص عبر عدة خطوات نقدية أولها العنوان ثم الإهداء ، وتنطلق القراءة النقدية بعد ذلك نحو اكتشاف عالم الشحات الشعري من خلال دراسة الصورة الفنية وتجلياتها عبر النصوص المختلفة في الديوان الذي يحوي 43 قصيدة مختلفة .

ملامح ظلي هو العنوان والعتبة الأولى التي يتجاوزها المتلقي ، فهو أول ما يقابل المتلقي ، والعنوان هو الواجهة الأولى التي يلقى المتلقي القارئ بها، فالعنوان كما يقول "لوى هويك" في كتابه "سمة العنوان "هو :"مجموعة العلامات اللسانية، من كلمات وجمل، وحتى نصوص، قد تظهر على رأس النص لتدل عليه وتعينه، تشير لمحتواه الكلى، ولتجذب جمهوره المستهدف" ، وله هدف واضح أنه "يخاطب به بصريا وإشهاريا الكثير من الناس، فيتلقونه؛ لينقلوه بدورهم إلى الآخرين، وبهذا فهم يسهمون في دورته التواصلية والتداولية" ، فالعنوان قناة تواصلية رئيسة بين الباث والمتلقي، كما يشير جيرار جينيت في وظائف العنوان:،   تسمية النص/الكتاب تعيين مضمونه وضعه في القيمة أو الاعتبار

فتقع تسمية الديوان (ملامح ظلي) لتتم الوظيفة الأولى ، ولتحدد ولكن من بعيد الوظيفة الثانية والثالثة فلا يمكن تعيين مضمونه بدقة ومن ثم وضعه في القيمة أو الاعتبار ، وتكون مهمة المتلقي هنا محاولة استكناه الوظيفتين، والملاحظ على هذا الديوان (ملامح ظلي) أنه ديوان مكون من 44 قصيدة ليس فيها قصيدة واحدة تحمل عنوان الديوان (ملامح ظلي) بيد أن هناك قصديتين محاوراتي مع ظلي ، ملامح من الحياة اليومية

 ويضيف د. عصام وتشكل هاتان القصيدتان ملامح الديوان فتشكل العنوان من مفردتين مأخوذة من كل عنوان تلك القصيدين ظلي عنوان مكون من كلمتين معبرة عن شيئين الأول الظل، ومن ثم يكون العنوان (ظل- ي) فأضاف ياء النسب ،تبدو فيه المخاتلة واضحة فهو لم يحدد فيه سوى الملامح وليس الصورة الكاملة والملمح يعطي إشارة عن المكان أو الشخص المعني ، "إن المرسل غالبا ما يضع عنوان مرسلته بعد انتهائه منها وتشكلها عملا مكتملا، بمعنى أنه – إذ يضع العنوان/يبدعه – واقع تحت تأثير العمل نفسه بشكل ما من الأشكال وكأن المرسل يتلقى عمله ليتمكن من عنونته، غير أن هذا التلقي لا يستهدف إنتاج معنى العمل أو قواعد إنتاج هذا المعنى، كما هو الأمر في تلقي المتلقي، إذ إن المرسل لا يتحرر – مطلقا – من وظيفته كمرسل في مواجهة عمله، ومن ثم لا يتمكن من الإفلات نهائيا من مؤثرات عملية البث ومحفزاتها، بل ينضاف إليها العمل مؤثرا ومحفزا لإنتاج العنوان وهكذا يمتلك العنوان استقلاله الإبداعي من سيرورة مؤثرات عملية البث ومحفزاتها. ويمتلك كذلك علاقته بعمله بدخول هذا الأخير ضمن تلك المؤثرات والمحفزات" .

 ثم بضيف تأتي الوقفة الثانية مع الديوان من خلال الإهداء والذي يقول فيها الشاعر /إلي حروف الأبجدية

التي تمر بقلوبنا

فتخرج كلماتٍ متدفقة

 رقراقة

كيما تصل

 إلي عقول وقلوب الآخرين.

 لأن فيه لمحة رومانسية واضحة ، فالربط بين الحروف / رموز الكلمات والتعبيرات- والقلوب هو ربط رمزي جميل أكد على ذلك باستخدامه للمجاز المرسل وعلاقته الكلية ، وعاود ليؤكد ذلك في ذكره (كلمات) ووصفها بالرقراقة فجعلها وكأنها كلمات تسيل منسابة تتساقط الحروف حرفا حرفا في القلوب ، وهنا نلاحظ تأكد الشاعر من ادواته اللغوية بحيث تبدو فيها القدرة على التعبير البلاغي الذي يتجلى في صور المجاز دون أن يبدو عليها الافتعال