"
قصيدتان من ديوان " بورتريه أخير، لكونشرتو العتمة"1999
الليـل
والآن أفسحوا الطريق، ثمة جثةٌ أخرى تخلَّقت منذ يومين بالضبط.. ستعبرُ مسرعةً وتودُّ ألا يوقفها الهيبيون أو حتى رجل المرور المتشائم هذه الأيام، لتصل الجانب الآخر بيسرٍ وسهولة ، جوار الرحم التي لم تخذلها من قبل في أية مناورة .. وقتها تقابلُ جثةً أخرى وأخرى و أخرى، ويكتمل الكرنفال الرائع ...
سنختفي نحنُ، في شكل "أضواء النيون"، ونراقب ما يجرى دون دموع.. لكننا نلمحهم يقتربونَ فتنخطف القلوب في صدورنا رغماً عنا واللهِ..
..الذين رحلوا فجأةً، ومن دون مقدماتٍ كونية تستحق،
وأخذونا معهم..
الذكرى
سجائرُ كثيرةٌ مثل لحظات، وفنجانٌ من قهوة مُرَّة، إجابةٌ تسقط بعنف، من شجرةٍ ستنمو في يومٍ ما. الرجلُ المتردد جداً.. الذي يحمل عظاماً مرنة، تمكنه من القفز بمهارة فوق الفجوات.. سيقول المخرج الشاب، إنه كان ذكياً جداً، لما خبَّأَ روحاً جديدة لا تخاف ولا تهترئ ..في الفازة الأنيقة، التي تخفى باب المقبرة...