من ديوان الوقت خارج الوحدة

قصيدة الخذلان

المدينةُ التي لم تتسعْ
لأحلامك
وظلتْ تطاردك في كل
مكان هاجرتَ إليه
قد أطفأتْ أنوارها الليلة
مبكرًا
-على غير عادتها-
كي تسمحَ لك
بالهروب سريعًا
سوف تعبر- إذن- الجسر
وحدك
هذه المرة
ويدك ملطخةٌ
ببقايا حناني معك
في آخر مرة التقيتكَ
فيها
حيث جلسنا لساعات
-غير عابئين بالزمن-
في مطعم الحيّ الذي
تتوه فيه عمدًا
كنتُ أتأمل خطوطَ كفِك
التي تؤلمك
وتوهج العينين اللتين
لا يفهم سرهما
أحد
لكنهما تقولان كل شيء
تخفيه
حين تُردد اسمي بخذلان.
لذا سأقنعُ نفسي
بأنكَ لستَ سوى
بحارٍ بائس
لا وطن له يُحن إليه.
ربما لا تجيدُ
قراءة الحكايات
ولا الوجوه المنكسرة
ولا القصائد التي مزجتُها
بيأس يقبعُ بروحي.
لعلك لن تفهم أبدًا
أن الكراهيةَ بدايةُ الشفاء
من الجرحِ.