ضاق به الثوب
شعر : محمد الشحات
ضاقَ الثوبُ بهِ
فارتَسَمَ الحزنُ
على أعضاءِ الجسدِ المكدوُدِ
حينَ اكتُشِفَتْ كلُّ خبايَاه
فخافَ القلبُ
بأنْ يتكشَّفَ مَا كانَ يُحاولُ
أنْ يُخفيَهُ
رجفَاتُ الشوقِ
هِنَاتُ الحبّ
وصغيراتُ
من أيام شقاوتهِ
كان يُخبّئهننْ
لا زالت تسكنه امرأةٌ
كان يحاولُ
أن يرسُم بعضَ ملامِحِهَا
فيْ شريانِ القلبِ ويُخفيهَا
كانَ يخَافُ علىَ رئتيهِ
بأن يتناثَرَ مِنهَا بعضُ نَسيمٍ
سكنَ إليهَا
أوْ يتفرَّقُ في كلِّ ثناياهُ
انكشفَتْ كلُّ بواطِنِهِ
أخفَى حسْرتُهُ
وتجرَّعَ لوعَتَهُ
أمْسَكَ بثيابِ أبيهِ
وتمنَّىَ لوْ يسْكُنُهَا أوْ تسْكنُه
كيْ تُخفيَهُ
وتُدارِي سَوأتَهُ
خارتْ كلُّ قُواهُ
حينَ اندَفعَتْ كلُّ دواخِلهِ
كيْ تهرُبَ
ممَّا كانَ يُلاحِقَهَا
انفرطَتْ كلُّ مَشَاعِرِهِ
وتجرَّدَ
حتَّىَ أصبحَ فرعًا
سقطَتْ منهُ الأورَاقُ