تؤدى الصخورُ أدوارَها
ببراعةِ ممثلين صامتين
على
خشبةِ مسرحٍ كونيٍّ
فتقضى سنواتِ عُمرِها المديدِ
مُلتحمةً مع بعضِها البعض
فى جسدٍ ضخمٍ
لجبل ٍشاهق
يعيشُ الحياةَ مُتأملاً
الطريقة التى يقفزُ بها
ضفدعٌ ضئيل
من مكان ٍ
إلى مكان .
وبحركةٍ بطيئةٍ مُتثاقلة
يبدأُ الجبلُ المُستلقى
تمريناتِه اليوميةِ على القفزِ
بأخذِ نفسٍ عميقٍ إلى الداخلِ
فتتسع ُ رئتاه عن أخرِهما
وتمتلئان
بأسرابِ طُيورٍ جارحة
وعظام
وأشجارٍ مُقتلعةٍ من الجذور
- دون أن يقصدَ بذلك
تقديمَ
دليلٍ قاطعٍ على قوةِ الإرادة-
وفى الاتجاهِ المضادِ
لرسوخِه الأبديّ
ينتفخُ
شيئاً
فشيئاً
فتئنُ الأرضُ التى تحملُه
أنيناً كافياً
للتخلصِ
- ولو لبعضِ الوقتِ-
من ثقلٍ لا يُحتمل .
وبسرعةٍ خاطفةٍ يصعبُ تصديقها
تظهرُ
- فى المسافةِ الفاصلةِ
بين الجبلِ المُرتفعِ عن مكانِه قليلاً
والأرضِ المُسترخيةِ أسفله -
بلايينُ النباتاتِ والكائنات ِالمتحررة
وهى تنفضُ
عن
أرواحِها المستيقظةِ
وقلوبِها الرقيقة
غُبارَ صخرٍ مُتكلس
بينما
تصطدمُ أعينُها
وهى تتأهبُ لدخولِ الحياة
بسماء سوداء
ستهوى فوقهم
عندما يزفرُ الجبلُ
دافعاً الهواء الفاسد
إلى الخارج
وتتطايرُ الصخورُ الهشة
من أماكن مُختلفة
فى الجسدِ الساقطِ من أعلى
مُحدثةً تشققاتٍ عميقة
يصعبُ التئامُها .