حوار مع الروائية ريم بسيوني المصدر مجلة لها 9 يناير 2014
عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة، ولا يُمكن لأحد أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه، الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية، ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة إحدى «عاشقات» الكتب، الروائية والأستاذة الجامعية الدكتورة ريم بسيوني، وجئنا بالاعترافات الاتية:
- هل تنقلت مكتبتك معك من الإسكندرية إلى أميركا التي أمضيت فيها 17 عاماً، قبل العودة إلى القاهرة للعمل أستاذة في الجامعة الأميركية؟ مكتبتي تنتقل معي إلى كل مكان وتمثل جزءاً لا يتجزأ من هويتي، سواء كأستاذة جامعية أو كاتبة، لذا فمكتبتي مقسمة إلى قسمين، أدبي بحت ليس فقط للكتب التي أقرأها وإنما أيضاً للكتب التي أعيد قراءتها كثيراً، لأنني أفهمها بشكل مختلف كل مرة، وجزء آخر للكتب التي تتصل بعملي كأستاذة في علم اللغة الاجتماعي، وفي هذا الجزء كتب عن تاريخ اللغات والأدب وعلم الإنسان والتاريخ والسياسة والهوية والفلسفة.
- هل تتذكرين الكتاب الأول الذي اقتنيته لمكتبتك؟ أول مقتنياتي رواية تشارلز ديكنز «قصة مدينتين»، ثم رواية جاين أوستن «كبيراء»، ولم أزل أحتفظ بهما في مكتبتي وأعيد قراءتهما من وقت إلى آخر.
- ماذا بالنسبة إلى الكتب باللغة العربية؟ روايتا نجيب محفوظ «السمان والخريف» و»اللص والكلاب» كانتا أول مقتنياتي وأعيد قراءتهما في ظل الأحداث الجديدة العالمية والسياسية كل يوم. في مقدمة مكتبتي أيضاً رواية «قنديل أم هاشم» ليحيى حقي، وفي بداية تكوين مكتبتي قرأت لإحسان عبد القدوس «الوسادة الخالية»، وهي رواية جميلة تسبر غور الرجل والمرأة، وقرأت له قصته القصيرة «الله محبة» التي ما زلت أحتفظ بها إلى اليوم.
- هل هناك كتب أخرى تحرصين على الانتقال بها من مكان إلى آخر؟ من الكتب العلمية التي تبقي معي دائماً «الهوية وعلم الخطاب» و«الهوية واللغة» و«سياسات اللغات والعولمة».
- هل تختلف تركيبة مكتبتك من الإسكندرية عن أميركا عن القاهرة؟ شعوري بالمكان يرتبط دائماً بالكتب التي أحملها معي وليس بالمكان نفسه، فإذا كنت في أميركا وأحمل معي كتاب «الشخصية المصرية في الأدب» لمحمد جبريل، وأعمال يحيى حقي ونجيب محفوظ، أشعر بأنني في مصر، لكن من ضمن الكتب التي لا تفارقني كتاب شعر إنكليزي يتكوّن من أشهر مئة قصيدة في انكلترا على مرّ العصور، ولا أشعر بالأمان سوى في وجوده، وهو يضم أجمل القصائد من وجهة نظري في تاريخ البشرية للتعبير عن الحب، التقدم في السن، الحرب، عذاب النفس البشرية في رحلة بحثها عن الحقيقة، وعبث الإنسان على مر العصور.
- ما الكتاب الذي تقرأينه حالياً؟ كتاب باللغة الإنكليزية بعنوان «اللغة والسلطة»، يدور حول كيفية استخدام السلطة لمفردات اللغة التي تعبّر عنها.
- هل هناك وقت محدد للقراءة؟ نظراً إلى طبيعة عملي الجامعي وميولي الأدبية، فأنا أقرأ تقريباً معظم اليوم، وعندما جئت للقاهرة أصبحت أقرأ في السيارة نظراً إلى تمضيتي وقتاً طويلاً فيها، نظراً إلى الزحام الشديد في المرور.
- ما الكتاب الذي أثر في إبداعاتك؟ أعمال تشارلز ديكنز.
- ما العمل الجديد الذي تنتظرين صدوره؟ بحث علمي سيصدر مع بداية العام الجديد في اسكوتلندا، بعنوان «الخطاب السياسي الديني في مصر، قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011».