Music-hall actress Rose al-Youssef went on to become a pioneer in journalism © Collection of Lucie Ryzova
روز اليوسف من فنانة الى رائدة من رائدات الصحافة - © الصورة من مجموعة الدكتورة لوسي ريزوفا
نشرت بروز اليوسف كما نشر كل نجوم الصحافة فى مصر،وكان مجرد النشر (شرف)، فأنا أنشر بالقطعة ولكن بلا مقابل.آى مقابل أريد؟! وأنا أعرف بأن إحسان عبد القدوس كان يتقاضى فى زمانه 6 جنيهات وهو رئيس التحرير.وأحمد بهاء الدين أعطته صاحبة المجلة اعلي أجر وهو 20جنيه اما هيكل فكتب ب15جنيه!؟
ولكنى سعيد أنى كل اسبوع اذهب لمجلة (روزاليوسف) امشى فى شارع القصر العينى وكأنى على موعد مع الحبيب أنها (روزاليوسف) الجامعة التى تخرج منها 75% من اصحاب مدارس صاحبة الجلالة من التابعى ومصطفى أمين،وفتحى غانم، وصلاح حافظ. وتسير الامور هكذا اسلم ماكتبت للأستاذ (نبيل عمر) فيعد بالعرض على القائد ويقصد "عادل حمودة" وهكذا ينشروا ربع ماكتبت، ويرفضوا ثلاث ارباعه وهذا كسيزف الاغريقى فلا يئست ولا ملوا (من مايو 1991حتى مارس1994) وقد نشروا لى قصة " أرض تحكمها حتحور" على ثلاث صفحات برسومات مبهرة وخطوط مميزة ل(ابراهيم عبد الملاك) فهم عند النشر يعتنوا بالكل لا فرق بينى وبين رئيس التحرير،يستسلموا لمبدأ المساواة.. وحدث للأستاذة (آمال فكار) مايحدث للنساء من اخبار سعيدة "الحمل والولادة" وكانت تكتب زاوية أو بابا عن "الجريمة" فتوليت عنها الباب لمدة سبع أسابيع بتوصية من نبيل عمر.
فجأة وبدون إنذار تابعت مظاهرة النساء الزغلولية فى 16 مارس 1919مظاهرة أخرى أكثر عجب واتقان إنها مظاهرة فنية قادتها (روز اليوسف)!! كان من الواضح أنها مظاهرة وفدية قلباً وقالباً!! النداءات فيها نفس النداءات والشعارات هى الشعارات التى فى مظاهرات ثورة 19 "سعد. سعد لا نريد إلا سعد"،"معانا فى المنفى معانا فى الوطن" ولكن ظهر نداء خاص بطبيعة المظاهرة يقول كل " زلة تغتفر إلا من خان بلاده فقد كفر؟!"..وإذا كان البعض يرى أن مظاهرة النساء فى 16 مارس 1919 خلعت فيها النساء النقاب وحرقته وهو قول محل شك وتفنيد؟! فإنه كان هناك اتفاق على أن مظاهرة(روز اليوسف)كانت بالروج والكحل والوجوه الواضحة والعيون الظاهرة وبعض الآلات الموسيقية،انها مظاهرة سافرة!!كانت المظاهرة ببساطة شديدة تثبت أن الفن لا يتخل عن قضايا البلاد،وأن الثورة الزغلولية ليست ثورة حزب الوفد بل ثورة مصر- وأن الفن ولو وضع تحت الأقدام فإنه يضع الوطن فوق الرؤوس..
فعلت ذلك (روز اليوسف) بعفوية شديدة وبلا ترتيب وباندفاع تلقائى لم تكن وقتها عضوة فى حزب ولا تفهم فى السياسة وليس لها أحلام متعلقة بقضية المرأة وإنما ممثلة مسرحية تحرز بعض النجاح وبعض الإخفاق وتَغٌير من (فاطمة رشدي) التى سموها سارة برنارد الشرق. وتختلف مع يوسف وهبي إلى حد طردها من فرقته بعبارة من عباراته إياها(معى يتذكرك التاريخ وبغيرى سينساكى الناس. حتى (حندقة) لبيستك حين تراك فى الشارع ستبحث عن اسم صاحبة هذا الوجه فى ذاكرتها؟!)..وحتى الآن لا يزال المؤرخون مختلفون فى اسباب التنظيم المتقن لهذه المظاهرة!! فى حين مظاهرة هدي شعراوي الأولى حدث فيها بعض الأخطاء فقد اتجهت سيدات المقدمة إلى مكان غير المتفق عليه.واختصر فيها البعض مسافة سير المظاهرة بالاتجاه لبيت الأمة لمقابلة صفية زغلول!! .. والغريب أنه حتى هذا التاريخ لم يكن قد حدث لقاء واحد بين روز اليوسف وسعد زغلول!
ويذكر ذلك عبد الرحمن فهمى فى مذكراته:أما الفنانين فى المسارح فقد شاركوا أيضاً بجهد محسوس، إذ ذكرت (روز اليوسف) أن المسارح ظلت بممثليها تعمل رغم قلة المتفرجين إذ أن الصالات لم يكن بها سوى متفرج واحد أو اثنين وقد يفتح الباب فجأة ويندفع إلى الداخل شبان من الثوار يسرعون إلى الاختفاء من مطاردة الإنجليز فى حجرات الممثلات وخلف الستائر بالمسرح ويحتفظ الممثلون بهدوء أعصابهم لمقابلة الجند وإقناعهم أن أحداً لم يدخل.
فقد قرر الفنانون يوماً أن يقوموا بمظاهرات أسوة بسائر الطوائف فى مصر وكانت كل المظاهرات ممنوعة ولا تقابل إلا بإطلاق النار وكانت كل المظاهرات تخرج وقد استعدت للعودة بعدد لا بأس به من القتلى والجرحى وفى الساعة المحددة خرجت كل فرقة من المسرح الذى تعمل فيه - روز اليوسف- وقد حملت علماً كبيراً والتقت الفرقة كلها فى ميدان (الأوبرا) أمام فندق (الكونتننتال) وكان فى السائرين بعض الممثلين منهم جورج أبيض- عبد الرحمن رشدي- عزيز عيد- نجيب الريحانى- زكي طليمات- محمد عبد القدوس- محمد تيمور، وكل من كان يعمل فى المسارح ممثلاً أو عاملاً وكانوا بملابس التمثيل المختلفة، وتقدمت المظاهرات عربة حنطور تركبها (روز اليوسف) و(ماري ابراهيم)، ومعهما محرراً بالأهرام كان عبد الحليم الغمراوي. وكان مديراً أيضاً لمسرح بريتانيا،سارت المظاهرات تقطع ميدان الأوبرا وحولها جنازات الشهداء وصيحات الجماهير،وتحت تمثال إبراهيم باشا مباشرة كان جنديان إنجليزيان صريعان،ثم تصدى للمظاهرةجنديان آخران ما إن رفع إحداهما بندقيته حتى عالجته رصاصة أحد الثوار وكان مختبئاً فى شارع جانبي متفرع من شارع عدلى، وأسرعت المظاهرة عائدة إلى مسرح بريتانيا.
ففى سنة 1896، أى منذ حوالى 100 سنة، ولدت فى مدينة طرابلس فى لبنان فاطمة محمد محيي الدين اليوسف.. أو فاطمة اليوسف.. أو (روز اليوسف).. لقد ماتت أمها (جميلة) عقب ولادتها مباشرة، فربتها أسرة مسيحية فى غياب الأب الذى كان تاجراً دائم السفر.. واختارت الأسرة المسيحية لها اسم (روز) للتدليل..فلم تعرف فاطمة اليوسف فى طفولتها التعصب..فهى مسلمة تربت فى بيت مسيحى..هى فاطمة وروز معاً..تقرأ القرآن أمام صورة العذراء.وتصوم رمضان وتحتفل بالكريسماس لقد اختفى أبوها.. سافر ولم يعد.. انقطعت أخباره.. ونقوده.. فبدأت الأسرة البديلة تشعر أنها عاجزة عن إطعام الصبية..وفى يوم زارها صديق للأب ودعاها للهجرة معه إلى البرازيل.. ووعدته أن تلحق به..وركبت من ميناء صيدا سفينة لم تحملها إلى البرازيل، وإنما إلى الاسكندرية، حيث انضمت إلى أسرة إسكندر فرح، وانضمت إلى فرقته المسرحية.. وبدأت مشوارها الفنى حتى أصبحت سيدة المسرح الأولى فى مصر..وعندما اعتزلت لم تفكر فى أن تفتح مطعماً أو معهد تجميل أو اتيليه للأزياء وإنما قررت أن تفتح مجلة.؟! يقول د. إبراهيم عبده وهو يؤرخ لـ(روز اليوسف)السيدة،والمجلة:إن الفصل بينهما كالفصل بين الروح والجسد!! (لأن فاطمة اليوسف لم تكن امرأة ثرية، عرضت عليها فكرة إنشاء مجلة فأعجبتها وأمدتها بالمال، بل إن فكرة إنشاء المجلة من وحيها، وكذلك كان اختيار المجلة ومحرريها)كانت روز اليوسف فى ذلك الوقت منفصلة عن زوجها الأول المهندس عبد القدوس.بعد أن أنجبت منه فى يناير 1919 الكاتب الصحفى إحسان عبد القدوس.
ولكنها خرجت فى مظاهرتها فى أواخرسنة 1919 بين شهرى أغسطس وأكتوبر. وكانت فى نفس الوقت قد تركت فرقة (يوسف وهبي) وعملت فى فرقة الريحانى ولكنها لم تنجح حيث كان أداؤها تراجيدياً والفرقة لها طابع كوميدى مميز، ووجدت نفسها تغالى فى الحشمة فتلبس على وجهها يشمك وتدثر جسدها بعباءة سوداء فاحمة وتتجه إلى بيت الأمة لتقابل صفية زغلول النساء..هل فعلت ذلك بحثاً عن دور يناديها أو لاكتشاف هذا العالم الخفى عنها فى دنيا النساء!! وبالرغم من أنها تعرفت على كثيرات من المعجبات بها ورحبن بها. إلا أن صفية زغلول عاملتها بتحفظ وكأنها فى كل نظرة لها تسألها لماذا جاءت؟! وتقابلت هناك مع: حرم محمود رياض باشا- حرك الدكتور ابراهيم المنياوي- حرم محمد بك علي المحامى- حرم حسين بك نبيه- حرم السيد حسن صابر وكلهن أزواجهن أعضاء فى الوفد. وشعرت بالغربة أنها لا تملك إلا اسم أبيها الذى تركها ولم يعد.وفهمت نظرات صفية زغلول القلقة لها؟! فالمسألة زيت فى دقيق.حزب الوفد وأعضاء الوفد وهوانم الوفد زوجات الأعضاء؟!فأين مكانها؟لكنها استراحت للطقس الجديد التسامح الجميل بين الهلال والصليب إنه جو يسمو حتى على ما يحدث فى الفن، وأعجبها عبارة (الدين لله والوطن للجميع) فقد عانت من أثر الخلاف الدينى حينما ضمها الفنان (عزيز عيد) لفرقته وعند التحاقها فى البداية بجورج أبيض. واستمعت لهذا الحوار بدقة وتركيز.
هدي شعراوي : لو كان للحزب جريدة لاستطاعت أن تشعل الدنيا ضد الإنجليز ونفى الزعيم سعد زغلول.
عنايات سلطان باشا: لماذا لا نبدأ الآن إن التمويل متوفر وأنا مستعدة لتكاليف الأعداد الثلاثة الأولى.
صفية زغلول : لقد رفض سعد زغلول أن تكون أى جريدة لسان حال الوفد. لأنه يرى أن الوفد هو الأمة كلها. فهو يرى أن الصحف يجب أن يمتلكها أصحابها لا يمتلكها الحزب. ويكون بعد ذلك للجريدة حرية مناصرة الحزب حتى تكون حرة فى التعبير عن رأيها.
حرم محمود رياض باشا وكأنها تغير الموضوع بعد أن حسمته صفية زغلول : فاطمة هانم إن محمود باشا معجب بمظاهرة الفن لمناصرة سعد زغلول ولكنه يراها (فانتازيا) لاهية - فما معنى تأييد الثورة فى الصباح ثم تذهبون لتمثلوا مسرحيات (يا ستى ما تمشيش كده عريانة) و(خللى بالك من أميلي) أين المسرحيات الوطنية التى تؤيد الثورة وتطالب بالاستقلال؟
واستأذنت منبهرة (فاطمة يوسف) لقد قلن لها فاطمة هانم وقد عقدت العزم على بعض الأشياء: مناصرة الوفد. عدم الاشتراك إلا فى مسرحيات وطنية مع التفكير فى جريدة مستقلة يكون لها توجه سعد زغلول .. وبسرعة قابلت (محمد التابعي) لتفهم منه معنى عبارة: فانتازيا لاهية!! لقد كانت روز اليوسف كما يصفها مصطفي أمين (جريئة لا تخاف. إذا أقدمت لا تتراجع.وإذا هاجمت لا تعتذر.وإذا وقفت على الأرض رفضت أن تسلم سلاحها، ومع ذلك كانت امرأة ساحرة جميلة كلها أنوثة وكلها جاذبية، وكلها حنان) وتقابلت مع أمير الصحافة التابعى وتحدثا كان التابعى وقتها سعيداً جداً بما نشر فى جريدة الأخبار- وهى ليست الأخبار الحالية وإنما جريدة أخرى صاحبها أمين الرافعى أحد المشاركين فى ثورة 1919- كان يقرأ: (إن سعد باشا قدم مذكرة إلى المستشار الملكي المسيو بيولا كازيللى تتضمن عدة أسئلة عما إذا كانت الصحف لا تزال خاضعة لضرورة استصدار إذن قبل ظهورها وما هى الطرق الإدارية التى تتخذ لإلغاء صحيفة أو إيقافها أو إنذارها؟ والغريب أن الجريدة قالت إن إجابة المستشار الملكى عن الأعمال الداخلية للوزارة هى مما لا يهم الجمهور، لذلك اكتفينا بذكر الأسئلة وإن كانت قد أضافت بأن المستشار الملكى قال إنه لا خلاف فى أن سن قانون جديد للمطبوعات أمر ضرورى)..وتأكدت نية روز فى إصدار جريدة ولكن أى نوع من الجرائد؟!
فهناك روايتان: الأولى ذكرتها د. إيمان عامر (مدرس التاريخ الحديث بجامعة القاهرة) (وهى ترى أنها جريدة سياسية اتفقت عليها مع التابعى ولكنها عند حصولها على ترخيص حصلت على ترخيص مجلة سياسية) وعندما عرضت الفكرة على الأستاذ التابعى وطالبته بأن يشاركها المجلة رفض الفكرة فى البداية غير أن الفكرة فى ذهن روز اليوسف استمرت،وكان إعجابها بسعد زغلول له تأثير فى تحولها فهو كما وصفته تحول من شخصية ممتازة إلى فكرة ومن فكرة إلى عقيدة وطنية
كانت مجلة الكشكول فى تلك الفترة فى عنفوان جبروتها،وكانت ضد سعد والوفد، وتقول روز:(كنت كلما قرأت الكشكول وهو ينال من سعد العظيم ، أقضى ليلة مزعجة، إذ كنت أعتقد- كما أعتقد الآن- أن من يجترئ على سعد بالباطل إنما ينال من حقوق الوطن).. واستطاعت روز أن تحصل على رخصة سياسية للمجلة وأصبحت مجلة سياسية دخلت ميدان السياسة وحيدة لا يسندها حزب ولا يمولها حاكم ولا يدبج لها المقالات كاتب سياسى قديم.وتؤكد ذلك هدى التابعى حرم محمد التابعى فى اعترافاتها مع الصحفى حنفى المحلاوي والتى نشرها فى كتاب فهى تؤكد أن الحياة العاطفية عند التابعى ارتبطت بحياته الصحفية وأنه ارتبط عاطفياً وباعترافه بثلاثة شهيرات ( فاطمة رشدى- اسمهان- أمينة البارودى.) وأن فاطمة رشدى فى مرحلتها الفنية الأخيرة- وقبل الاعتزال- ارتبطت بالتابعى من خلال عمله فى النقد الفنى والمسرح بالذات وكان يكتبه تحت اسم (حندس) وحينما تفاقمت مشاكله مع فاطمة رشدي حتى أنها اعتدت عليه بالضرب (بالشبشب)! وجه اهتمامه للممثلة الفاتنة روز اليوسف وأطلق عليها (لولو) حتى عرف بعد ذلك العاملين فى مجلتها روز اليوسف (بحزب لولو) واستمر معها عاطفياً وصحفياً من عام 1920 حتى 1933 واستغلت "روز اليوسف" الحالة العاطفية بينهما فى نقل طموحاته من الكتابة الفنية إلى الكتابة السياسية وأنه عند بداية الكتابة السياسية معها كان يكتب بغشم وبقلم انتحارى ومن أجل طموحاتها تعدد دخوله السجن بسبب كتاباته،وأنها أفهمته بأنها تصدر المجلة من أجله!!
أما الرواية الثانية: فتقدر أنه فى أواخر 1923وقد جمعت موائد (كساب الحلواني) ومكانه الآن سينما ديانا. كلاً من روز اليوسف وإبراهيم خليل وزكي طليمات وآخرون.نادى البائع على مجلة (الحاوى) وهى تحمل نقداً فنيا لاذعاً للمسرح المصري- فاقترحت روز عمل مجلة فنية تقاوم هذا الغش الإنسانى والشخصى وتسموا بالأعمال المسرحية وتدعو لمسرح المقاومة للوقوف مع سعد زغلول. ووافقوا على أهمية هذه المجلة ويؤكد مصطفى أمين([1]) هذا الرأى وهو الذى اشتغل فى روز اليوسف فى بدايات عمله الصحفى فهو يقول (قالت لى مرة روز اليوسف وهى تضحك،أنها أًدارت مجلتها وهى لا تريد إلا أن تهاجم يوسف وهبي صاحب الفرقة التى كانت هى ممثلتها الأولى!! فهى لم تنس ما قاله لها من أنه هو التاريخ وبغيره ينساها الناس فأرادت أن يكون اسمها على مجلتها للأبد وأن تكون مجلتها فنية!! فإنها لم تتحول للسياسة إلا فى وقت عزل سعد زغلول من الوزارة وصدرت المجلة وكانت المعارضة الأساسية من الجميع بما فيهم التابعى.اشتراط روز اليوسف من البداية أن تحمل المجلة اسمها.وتقول روز اليوسف عن ذلك فى مذكراتها: (عجبوا إذا أسميت صحيفتى باسمى وقالوا نزاعة إلى الشهرة!! أية شهرة!! الطبل العزاف إننى منه فى صمم، ولم العجب أليست صحيفتى شعبة من نفسى؟!) وقد احتج على الاسم (التابعى) و(عباس العقاد) واحتج الوفد بعد أن أصبحت المجلة سياسية ثم قبل الجميع بهذا الاسم.ولم يكن الرفض للاسم فقط بل الرفض لأن صاحبة المجلة سيدة وفنانة، وحتى أن العقاد رفض فى البداية أن يكتب فى مجلة (تملكها سيدة).حتى بعد أن نجحت المجلة وانتشرت وأصبح لها جمهورها،كان هناك بعض من هذا الجمهور يخجل من أن يصرح بأنه يطالعها، فقد ذكر أحد المتصلين بروز اليوسف أنه صادف أحد النواب يقرأ مجلة يبدو من غلافها أنها مجلة (النواب) وبدأ أنه يضع شيئاً آخر داخل المجلة فإذا به مجلة (روز اليوسف) وعلق البعض على ذلك بأن النائب المحترم لا يريد أن يعرف الناس أنه يقرأ مجلة روز اليوسف، ربما لأنها مجلة تحمل اسم سيدة!! غير أن المتناقشين طرحوا تساؤلاً هل لو كانت المجلة تحمل اسم هدي شعراوي أو نبوية موسي فهل يجد النائب حرجاً فى قراءتها علناً؟! إذن السبب أن المجلة تحمل اسم فنانة.
وشعر الوفد بأن روز اليوسف مجلته- واشتهر اسم روز اليوسف ولمع سياسياً ويحكى عن ذلك إحسان عبد القدوس: (وحصل مرة أن مندوب مجلة روز اليوسف فى الاسكندرية مرض فكلمتنى والدتى وكنت لسه طالب ثانوى وقالت لى روح لوكاندة ولسون هتلاقى الوزراء قاعدين هناك هات لى منهم أخبار؟ كان عندى لسة 17 سنة، رحت اللوكاندة ولقيت فعلاً هيكل باشا قاعد والوزراء كلهم قاعدين، فقلت لهم ماما بتسلم عليكم وبتقولكوم هى عايزة أخبار،وطبعاً أدونى فعلاً أخبار،وقعد الوزراء أنفسهم يساعدونى فى كيفية تدوينها ووالدتى انبسطت قوى)..واشترك كل أعضاء الوفد فى مجلة (روز اليوسف) إلا سعد باشا زغلول؟- إنه يعرف أخبارها من أعضاء الوفد ويسأل عنها فى بيته ولا يجدها ولا يصدق أن روز اليوسف وفدية أكثر من الوفد نفسه-. وتتعجب روز أن زعيم الوفد لا يحدثها عن مجلتها بل إنه لا يدفع الاشتراك،مع أنها بنفسها تتأكد من وصول المجلة لبيته؟! واستمر السر غامضاً حتى عمل مصطفي أمين فى مجلة (روز اليوسف 1930) واعترف لها بأنه هو السبب فقد كانت المجلات والجرائد تصل للمنزل فتتصفحها (صفية زغلول) وأحياناً تضع خطوط تحت بعض الأخبار ليهتم بها زوجها سعد وكان علي أمين ومصطفي أمين ينتظرا أن تفرغ من ذلك- فإذا تركت الصحف على مكتب الزعيم دخلا لحجرته وأخذا (روز اليوسف) واختفيا بها..فقد كان إعجابهما بالتابعى لا ينقطع!!..وتنهدت روزاليوسف وكأن حجراً ثقيلاً تزحزح من قلبها وأمسكت بتلابيب مصطفي أمين فقد حرمها من أن تعيش أحلي اللحظات فى حياتها بوصول كلمتها للزعيم وبحديثه معها وبسرعة أظهرت كرماً نادراً ووزعت مكافأة على العاملين بالمجلة.
وتأثر مصطفي أمين فأصطحبها لضريح سعد ولبيب الأمة وأخذتها صفية زغلول بالأحضان فهى التى قرأت كل ما كتبته وعرفت كل ما قدمته مجلتها (للوفد) ونظرت فى عينيها..ولم تجد (روز اليوسف) نظرات الشك والريبة التى وجدتها فى زيارتها الأولى.تغيرت العيون فشعرت بتغير القلوب..ولم تجد أحد ينتقدها وإنما وجدت "منيرة ثابت"تقبلها وتفاجئها بأنها حفرت فى تاريخ المرأة طريقاً باسمها.وقالت لها أنها تبنت ما نادت به وحدثت عنه وزير المعارف..فقد رأت روز اليوسف أنه لابد من حصول المرأة على تعويض مالى مناسب بعد الطلاق نظراً للأضرار الاجتماعية التى تنجم عن تلك الحالة وخاصة إذا كانت الزوجة عاملة لأن قانون العمل وبالذات فى مهنة التدريس- فى تلك الفترة- كانت تفرض استقالة المدرسة عند الزواج فإذا طلقت فإنها بذلك تخسر عملها وزوجها فلابد من حصولها على تعويض مالي يناسب تلك الخسائر ويقدرها القاضي.؟! ولم تنسحب روز اليوسف هذه المرة وإنما قالت لمنيرة ثابت: والفنانة التى تعمل بجد واجتهاد ماذا يحدث لها إذا تزوجت أيضاً.بل إذا ضاعت منها صحتها.قولي لى أين أذهب يا منيرة هانم!!الفنانة امرأة عاملة كالفلاحة والمدرسة.؟! وحينما أرادت الانصراف إذا بأم المصريين تنتفض قائلة: ما بدرى خليكى قاعدة شوية ما بدرى يا ست روز!!.. ويقول مصطفي أمين وعند انصرافها كان فى داخلها ألف رجل!! وانعكس ذلك فى كتاباتها: فعندما عقد المؤتمر النسائى العربى عام 1944 لتوحيد جهود المرأة الشرقية وتقرير حقوقها المدنية والسياسية، دعت هدي شعراوي روز اليوسف لحضور حفل شاى فى دارها للمشتركات فى المؤتمر الشرقى وكتبت روز تحت عنوان (ثلاث ساعات بين الهوانم والمدموازيلات): (ذهبت إلى الحفلة بعد تردد دام طويلا،إذ كانت هذه هى المرة الأولى التى أحضر فيها اجتماعاً نسائياً صرفاً..وكان على أن أتأبط كمية من (نون النسوة) لأتمكن من وصف الحفلة، على فرط ما بينى وبين نون النسوة من سوء تفاهم شديد..والحق على صاحبة الجلالة الصحافة التى جعلتنى غريبة على اجتماعات بنات جنسى فلست أنكر أننى كنت فى هذه الحفلة أشبه الأشياء بالفضولى يندس بين مدعوين لا يعرفونه ولا يعرفهم وكتبت فى وصف آخر للمؤتمر على الخطبة التى ألقتها إحدى عضوات المؤتمر عن مآساة فلسطين فلم تتحمل المدعوات سماع هذه الخطبة الفياضة فأصبحن بين أمرين إما أن يطلقن العنان لدموعهن،وإما أن يتجلدن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه (ولكن ترددهن لم يطل فانبعثت الدموع من أعينهن وأمسكن بالمناديل يلتقطن الدموع التقاطاً قبل أن يختلط الأحمر بالأبيض) هكذا وصفت روز وقائع المؤتمر وكأنها تراه بعينى رجل ويبدو أن مهنة التمثيل كان لها تأثيرها على خيالاتها وكتاباتها فكان يحلو لها أن يرسم لها رسم كاريكاتيرى فى المجلة وهى بملابس الرجال. ففى أحد أعداد المجلة نشرت لنفسها كاريكاتيراً وهى ترتدى الجبة والقفطان والعمامة وكتبت تحتها (الأستاذة روز اليوسف) الأمر الذى أثار عليها بعض الأزهريين فأرسلوا إلى المجلة يحتجون على هذا الرسم باعتبار أن العمامة (هى تاج الأزهر والإسلام) وأنهم لم يروا حتى القرن العشرين سيدة ترتدى العمامة، فأوضحت روز أنها إنما أرادت المبالغة فى توضيح فكرة الأستاذية بعد أن طلبت من أصدقائها استبدال كلمة (الست) بلقب (الأستاذة) وقد حدث ذلك عندما علمت بتصريح سعد زغلول إلى عدد من المتصلين به بأنه معجب بالمجلة (ذات الدم الخفيف) فتملك روز زهو شديد بنفسها ونشرت هذا الرسم واستخدمت هذا اللقب.وفى مرة أخرى نشرت رسماً لها وهى ترتدى بدلة وطربوشاً وتمسك بالعصا،وجاء هذا الرسم فى مقال للاحتجاج على أن كونها سيدة يمنعها بحكم العرف والتقاليد والبروتوكول من الحصول على الباشوية، فكيف تفضلنى عند تقدير الجهود وكيف تسبقنى إلى ما أنا أحق منها به؟
ولم تكن روز اليوسف بمعزل عن قضايا المرأة ومشكلاتها، فحول الموضوع القديم الحديث:هل يصح للمرأة أن تشارك الرجل عمله وتقاسمه ميدان العمل؟!كتبت عن نابليون عندما سئل (أى حصون فرنسا أمنع؟ فأجاب: المرأة الصالحة) وقسمت روز اليوسف الرجال لثلاثة أقسام: القسم الأول يدرك حقيقة الحياة التى أصبحت قاسية وظالمة فلم يعد يرى غضاضة فى أن يتخذ من كتف المرأة سلماً يطل منه على الحياة وأن تمهد له سبل الارتزاق، وقسم ثان زاد اعتزازه برجولته عن المقدار المقرر فى روشتة الحياة فعد المرأة ضعيفة عاجزة ونسب لها القصور والتقصير وجرى فى الحياة لمساعدة هذا الجنس الضعيف العاجز الذى تضمه جدران البيت الأربعة، وقسم ثالث وهو الذى يقدر المرأة ويعرف لها جانبها الخطير فى الحياة ويعمل من جانبه لمساعدة المرأة فى هذا الواجب الكبير فإذا أبعدنا وأسقطنا القسم الأول حيث إن إنكاره خير من الاعتراف به والتغاضى عنه أفضل من إثباته بقى لدينا القسمان الثانى والثالث، ونظرة سطحية تكفى لأن نقول إن الكثرة الغالبة يضمها القسم الثانى أما الثالث فهو قليل نادر.ورفعت روز اليوسف دعوتها: (ابحثوا عن الرجل قبل كل شئ وصبوه فى القالب المطلوب ثم تكلموا عن المرأة ما شئتم لأن واجبها إذا قامت به على أتم الوجوه لأعدت أمه أصلها ثابت وفرعها فى السماء.ولكن لو عرف الرجال واجبهم وقدروا المرأة وعملها أقول لو!!)..وسارت المجلة تضرب فى بحرالسياسة بينما كانت صاحبتها فى باريس، واحتجت السلطات على بعض المقالات التى رأت فيها مساساً بأصحاب المناصب،الأمر الذى أدى إلى القبض على المدير المسئول وإيقاف المجلة عن الصدور لمدة تزيد على الشهر،مما دفع بعودة صاحبتها من باريس التى عادت فوجدت بحر السياسة هائجاً مزيد الموج فلم تتردد فى أن تصدر العدد 120 يحمل اسمها بصفتها المديرة المسئولة عن سياسة المجلة.وازدادت ضراوة الحرب بين (روز اليوسف) و(الكشكول) وعندما قامت الأخيرة بمهاجمة زوجة مكرم عبيد لم تتردد روز اليوسف فى الكيل للكشكول من نفس الوعاء يدفعها فى ذلك عاملان على حد تعبيرها :عامل الحزبية، وعامل الغيرة،على واحدة من بنات جنسها، وكان أن تقدم سليمان فوزي صاحب (الكشكول) بشكوى ضدها ،وفى تحقيق النيابة دفعت ضريبة نزولها ميدان العمل الصحفى عندما سألها المحقق: بتشتمى ليه حرم سليمان أفندى؟ أجابت:هو كمان بيشتمنى وأنا كمان حرمه.. أجاب المحقق: أيوه لكن أنت حرمة عمومية؟ وعندما بدأ على روز التأثر من كلمة عمومية،سارع المحقق قبل أن تبدى اعتراضها واعتذر وأوضح لها أنه يقصد أنها صحفية وشخصية عامة.ولم يكن دفاعها عن زوجة مكرم عبيد هو الذى أوضح ميلها للوفد فقد كتبت روز اليوسف بمناسبة حادث من أبرز حوادث التاريخ المصرى الحديث واعتبرته (روز) أول عمل تقوم به فى الصحافة السياسية وذلك من خلال محاكمة "أحمد ماهر والنقراشي" بتهمة تكوين عصابة قامت باغتيال السردار وغيره من الإنجليز وكان الدفاع يقوم به عدد كبير من المحامين الوفديين على رأسهم مصطفي النحاس وكان الإنجليز يبغون دمغ الوفد كله بالتآمر والجريمة والأرهاب،بإدانة عضوين بارزين فيه،وحضرت روز جلسات المحاكمة،وكتبت عنها فى مجلتها وعندما ظهرت براءةالمتهمين اقتربت من قفص الاتهام لتصافحهما مهنئة.
وفى سنة 1926 هبط توزيع المجلة إلى خمسمائة نسخة أسبوعياً منها 150 نسخة اشتراكات وذهبت روز اليوسف للتابعى تسأله: هل سعد زغلول غاضب علينا؟! وسألها التابعى: وما علاقة التوزيع بسعد زغلول؟! وإذا بها تذكره بشئ.وقد كان أمين الرافعى صديقاً حميماً لسعد زغلول، واشترك فى ثورة 1919 وكان يصدر جريدة (الأخبار) وكانت الجريدة تعتبر لساناً من ألسنة سعد زغلول، ثم حدث أن اختلف أمين الرافعى مع سعد زغلول فى الرأى السياسى..وكانت جريدة الأخبار قد وصلت فى توزيعها أن أصبحت أوسع صحف مصر انتشاراً! كانت توزع فى تلك الأيام حوالى الخمسين ألف نسخة! ولم يصدر سعد زغلول قراراً بمقاطعة الجريدة.كل ما فعله أن قال فى إحدى خطبه (أنا لا أقرأ جريدة الأخبار)؟!وفى اليوم الثانى هبط توزيع الأخبار من خمسين ألف نسخة إلى ثلاثة آلاف نسخة..وطمأنها التابعى فهو لم يسمع شيئاً يسوء فى العلاقة بين المجلة وبين الوفد ثم أن الاشتراكات كلها من أعضاء الوفد وهى مستمرة وتزيد!!
لم تكتف السيدة روز اليوسف بنجاحها الصحفى، بل عاشت تتمنى عودتها إلى أضواء المسرح، وقاومت أصدقاءها ومحرريها الذين عارضوا أن تظهر على المسرح تمثل أدوار الحب والغرام بعد أن أصبحت صاحبة أكبر مجلة سياسية فى مصر،ولكنها بعنادها وإصرارها تحدت الجميع وظهرت ليلتين متواليتين على مسرح الأزبكية فى دور مارجريت جوتيه العاشقة فى مسرحية (غادة الكاميليا)، وذلك لصالح المنكوبين فى حريق هائل فى قرية محلة زياد، ونجحت الصحفية فى دور الممثلة، كما نجحت الممثلة فى دور الصحفية، ثم فكرت فى أن تمثل فيلماً فى السينما فى أول دخول الأفلام الناطقة إلى مصر، وأجرت تجربة سينمائية لم تعجبها لأنها بدت عجوزاً، وكانت تريد وهى فى الخمسين أن تمثل دور فتاة صغيرة! ولكن روز اليوسف مع كل هذا لم تصل إلى صدارة المجلات السياسية، وفجأة تولى محمد محمود باشا الحكم وبدأ عهده بمصادرة روز اليوسف،ودوى النبأ كالرعد فى مصر، فقد كانت أول مجلة تصادر فى عهد الدستور، وكتبت الصحف عن المصادرة وخطب النحاس باشا رئيس الوفد محتجاً على مصادرة روز اليوسف،وأطلق كتاب الحكومة على الوفد (حزب روز اليوسف) وخطب النحاس وقال: (نعم نحن حزب روز اليوسف) وكانت المصادرة نعمة وبركة على المجلة فتضاعف توزيعها وزاد انتشارها،وأصبحت لأول مرة المجلة الأولى فى مصر،وصمدت روز اليوسف للتهديد والوعيد والتعطيل والمصادرة والتنكيل،وفى كل يوم تقوى روز اليوسف وتضعف الصحف والمجلات التى اختارت السلامة، ولا تخرج من معركة إلا لتدخل معركة، ولا تنجو من أزمة إلا وتقع فى أزمة أشد وأخطر.وكانت روز اليوسف امرأة ضعيفة فى أيام النعمة، وامرأة قوية جبارة شرسة فى أيام النقمة، كانت كالوردة البيضاء فى أوقات الرخاء وكالخنجر المسموم فى أوقات الشدة متعتها أن تحارب ولا تستسلم، أن تندفع ولا تتراجع،أن تنضرب ولا تجرى وكانت شجاعتها النادرة تثير الحماس فى كل من حولها،فيقف القاعد،ويتحرك الساكن،وينطق الأخرس ويقدم المتردد، ويطمئن الخائف، ويتشجع الجبان.
ولم يسجن وقتها إحسان.ولكنه سجن لأول مرة عام 1945 فى عصر الثورة؟!..
وفى 15 مارس 1954 كتب (إحسان عبد القدوس) ضد الثورة مقال (الجمعية السرية التى تحكم مصر) وفيها ربط بين الحرس الحديدى والضباط الأحرار. ودفع إحسان ثمن مقاله.ودخل السجن..واتهم أيضاً هو وأمه (فاطمة اليوسف) وزوجها مع 21 صحفياً آخر بأنهم يتقاضون المصروفات السرية من السرايا ؟
وقال صلاح سالم فى احتفال بتوزيع الأراضى على الفلاحين (إن الصحافة تنادى بالحرية والديمقراطية ليأخذ الصحفيون باسم الحرية المصاريف السرية) والمصروفات السرية (هو أسوأ اتهام يمكن أن يوجه إلى صحفى) وكانت تلك تهمة أخطر من التهمة التى وجهت رسمياً لإحسان عبد القدوس وهى (العمل على قلب نظام الحكم) أو كما قال الأستاذ إحسان بعد أن خرج من ثلاثة أشهر حبساً فى السجن الحربى، بينها شهر انفرادى، ويذكر أن بعد أن خرج إحسان من السجن استدعاه عبد الناصر لتناول الطعام معه؟!وظل طوال شهر كامل يدعوعبد الناصر ليشاهد معه فيلماً سينمائياً يوميا..ليعيده لصداقته،ويقول له أنه كان يكيفه مع الثورة فيعرف مايقال ومالا يقال ؟!.ولم يتكيف احسان..ولم يعد احسان يقول لجمال "ياجو" كالسابق وإنما خاف وانكمش فإذا قابل جمال قال: سيادتك وعظمتك،وبعدها تمام ياريس!
وقالت روز لابنها إحسان عبد القدوس:إذا كان عبد الناصر يريد (يربيك) فهذا معناه أنه يعتقد بوفاة أمك- فكيف أتعامل مع من يعتبرونى فى القبر واعتزلت روز اليوسف فى منزل العائلة الكبير فى كفر الشيخ.
([1]) السبب فى ذلك أن يوسف وهبي رفض أن يعطيها دور فتاة عمرها 18 سنة فى رواية الذبائح وأعطى الدور لممثلة ناشئة فى ذلك الوقت اسمها (الآنسة أمينة رزق).