باطل

أغلقَ أبواب حجرات قلبه في وجه مشاعري ، تغير لون معاملته معي ، لم أعد أرى نفسي في مقلتيه ، لا أسمع حروف اسمي تتأرجح فرحاَ على لسانه.
رأيت نظراته تهرب ـ إن التقت بنظراتي ـ في فراشنا عشت مع ظهره ليالٍ طوال - إن ارتطمت يداه ؛ كلتاهما ، أو إحداهما بجسدي ـ تفر وكأن جسدي صفيحٌ ساخن يلهبها !!
بيني وبينه مُسيفات ، لكني أرى بيننا ، حدوداً من الحيرة ، جبالا من الفكر ، تلالا من القلق .
تخزني أشواك أرقي ، صرت أسمع صمته ، أقرأ نظراته ، تيقنت من بعده عني أنه عاشق ، هناك من استعمرت قلبه ، اغتصبت نبضه ، استولت على ممتلكاتي في مشاعره .
شعرت أن عقدي انفرط ، تناثرت حبات حياتنا، سؤال يحيرني !!
هل أستطيع أن أجمع حباته مرة أخرى أم لا ؟؟
بت أنقب خلفه ، أعرف إلى أين يذهب ، من يقابل ، حتى تعرفت عليها!!
فتاة في عمر أولادنا ، يا اللـه أيهرب من خريفي ؟ بعدما أكل كل ثمار ربيعي ، امتص رحيق أزهاري وامتص معه ..كل فصولي ، هجرني بعدما ترهل جلدي ؛ ليتحمل مساحات سنينه . يذبحني خبر، كأنه مقصلة تبتر كل ما تبقى بيننا .
غداً يوم زفافه ، أركض لأحارب ، من أجل الحفاظ على الباقي من كرامة أيامي ، كبرياء سنواتي ..
تقف بجوار العروس سيدة ، يجذبني وجهها عشرين عاماً إلى الوراء ، أعرفها ، نعم أعرفها حق المعرفة ..
هي صديقة عمري ، تسرقني نظرة حانية ، للعروس التي كنت أكرهها قبل رؤيتها ، لأجد أمواج الأمومة ، تتلاطم فوق صخرة غيرتي منها ، تذيب كل ثلوج غضبي ، تحتضنها عينايَ ..
أصرخ في وجوههم ، الزواج باطل ... !!