الشواهد

( 1 )
إنها الورطة ُ الأزلية ْ .
أن نصعد سُلّمَ الموت ِ
إلي ردهة ِ الأبدية ْ.
هكذا ..
سوف ينحسر الظِلُ
في أطلس ِ العمر ِ
إلي نقطة ٍ
علي هامش ِ الأبجدية ْ.
هكذا ..
سوف يمتدّ ُ
يوغِلُ ..
ينساحُ ..
في بؤبؤ ِ العدميّة ْ.

( 2 )

وحينما تفتحتْ نوافذُ السماء ِ
رتّلتْ حناجرُ الغيوب ِ
فاصلا ً من الدعاء ِ ..
فاستجاب َ طائرُ العُنق ْ.
وانسلّ من شرانق ِ الإلزام ِ
وانعتق ْ.
مودعا ً محطة َ الرحيل ِ
صوبَ سِدرة اللقاء ْ .

( 3 )

الهدهدُ الجميلُ فوقَ لوحة ِ الحياة ْ.
ستختفي ألوانهُ في كبوة ِ الفرشاة ْ.
الهدهدُ الجميلُ صار َ أبيضا
كأنما لم يعرف الألوان ..
وصارَ باردا ً
كهمسة ِ العطور ِ
فوقَ لمسة ِ الزجاج ِ
صار كالرخام ْ .


( 4 )

سحلته خيولُ العمر ِ إلي الخمسين ..
فرنا مذهولا ً ..
ينفض عن كاهله ِ أتربة َ الأيام ْ .
فإذا بالدنيا محض كلامْ .
والصمت إمام ْ.
قد تبهت صورتُه ُ ..
قد تتلاشي ..
لكن الحلمَ يظل مضيئا ً
لا تطفئه الأعوام ْ .

( 5 )

ها هنا .. يكمن العمرُ
في عُلبة ٍ من تراب ٍ قديم ٍ
يسمونه القبرَ ..
لكنه طاهرُ ُ ؛ وشريفُ ُ ..
وعمّا قريب ٍ
ستخرج منه حياة ُ ُ جديدة ْ.


( 6 )

دجي الليلُ
لا وجه
لا وجهة ً ..
وليس سوي البرد ِ ؛
وما يرسم العقلُ للعين ِ عن صورتي
أهذا الغيابُ المقدسُ ذو رجعة ٍ ؟
ولكنني لم أعدْ .

( 7 )

ترحل القصيدة ْ.
فتدخل من فورها قصيدة ُ ُ جديدة ْ.
وأنا بينهما
أتأمل في خمسين قصيدة ْ .

( 8 )

كتب َ البحرُ علي ظهر ِ المحارة ْ .
تضحك الشمسُ
لمن يدري البشارة ْ .

( 9 )

قيلَ : كان المجدُ مرهونا ً
بأوهن ِ الخيوط ..
تلكم الفاجعة ْ .
فالذي يسقط في خيط ِ العنكبوت
فريسة ُ ُ ضائعة ْ .

( 10 )

مدينتي
في آخر ِ الخرافة ْ.
مدهونة ُ ُ
بالشك ِ في المسافة ْ.
تحملني إلي أبراجها
رياحُ الشِعر ِ
والثقافة ْ .

( 11 )

قالت النخلة ُ يوما ً :
جاءت الريحُ ..
فملت ُ .
ثم مرّتْ ..
فاستقمت ُ .
هكذا النخلة ُ يوما ً
علمتني ما جهلت ُ .


( 12 )

تسّاقطُ الحروف من يراعه
كدمعة ِ المحار ْ.
تضئ في بساطة ٍ
كبسمة ِ الصغارْ.
يقولُ في كتابه ِ :
أنا الذي ستحمل الرياحُ حلمَهُ
لآخر البحارْ.
ويهدأ الطوفانُ عنده
ويبدأ النهارْ.


( 13 )

قالَ : كونوا حجارة ً؛ أو حديدا ..
أو جديدا ً من المجد ِ يرجو جديدا ..
فالذي قد تولي .. تولي ..
والقديم الذي قد مضي
- مشتعل الخطو ِ -..
شاءت ديارُه ُ أن تبيدا .

( 14 )

صالت الشمسُ ؛ وجالت
في مدي ً لا يشتهيه .
فرّ َ من تيه ٍ
لتيه .
فاستوي المجنون فيه .


( 15 )

وهكذا ..
أصير مثلما صار أبي ..
كقشرة ٍ فارغة ٍ تهشها الرياحُ.
بينما الثمارُ قد مضت
لغاية ٍ معاكسة ْ .
لا تعجبوا من موقفي
البذلُ كان غايتي ..
والبذلُ ..
ليس كارثة ْ .

( 16 )

إنها بكرُ ُ
وعيناها سؤالْ .
والجَمالْ .
ظن أن لن تنتهي منه الرجال ْ .
إنها تكنز المشمش في شفتيها
والذي يختال في سحر ٍ عليها
كله سحرُ ُ حلال ْ .

( 17 )

يقالُ : إناثُ العناكب ِ تأكل ذكرانها
بعدما تنتشي بالجماع ِ ..
ومن خلف كل لذيغ ٍ
ولو تعلمون .. امرأة ْ .
إنها قولة ُ ُ سيئة ْ .

( 18 )

راح َ يرشق في الأفق ِ
نجمته الآثمة ْ .
راحَ يغرس في الرمل ِ
حربتَه الظالمة ْ .
راحَ يدرس في السرّ ِ
خطته القادمة ْ .
راحَ يقراُ في التيه ِ فاتحة َ الفحش ِ ..
يبدأ آونة َ الرعب ِ ..
يكتب آية َ المحو ِ ..
تلك إذن ْ جولته الخاتمة ْ .

( 19 )

قالوا : مَنْ عازَ فقد لاذَ
مَنْ أوعز هذا الإيعازَ؟
إن جازَ فقد أنجز هذا
في ذل العزّة َ إنجازا
لكن ماذا
لو حازَ المجرمُ ما حازا
واستكبر في الأرض ِ ؛ وفازا
أتفيد إذا ؛ ولذا ؛ وكذا
العائذ لا يقوي أبدا ً
أن يسأل معطيه : لماذا .


( 20 )

الدنيا أخذت زينتها
وقالتْ : هيتَ لكْ .
كلُ من زارَ هلك ْ .ْ