يحدثنا علم الطاقة عن قانون الجذب وكيف أن الإنسان هو صنيعة مايفكر فيه في حين تخبرنا الفلسفة عن النسبية وعن ثنائية الوعي واللاوعي،إن الأمر ببساطة يتعلق بأهمية الأفكار والمعتقدات ودورها في تحديد مصيرنا وعلاقتنا بالكون بأنفسنا وباللاخرين .
هاته الأفكارالتي تتعدد مصادرها،عادة ما نكتسبها ونتوارثها دون مراجعتها أوحتى محاولة إعادة النظر فيها،متنازلين بذلك وبصفة مسبقة عن حقنا في حرية التفكير.
إن هذا التسليم الكامل والثقة العمياء في المعاني المكتسبة واعتبارأن كل ماهو موجود هوالذي يجب أن يكون بالضرورة هو في الحقيقة مجرد بحث عن مسافة أمان لاغير واختيار منا للهروب كبديل عن المواجهة والمصارحة.
لكن من الضروري أن نعلم أن حالة الإطمئنان التي توفرها لنا الإجابات الجاهزة هي حالة مؤقتة وأن الشعور بالراحة والأمان الذي مرده الركون والإكتفاء بماهو سائد ليس إلا.شعورا وهميا وشقاءا مؤجلا
من منا لم يعش ذلك الصراع الداخلي مع نفسه كل يوم عندما يجد نفسه عاجزا عن تقديم إجابات منطقية لتناقضات يراها كل يوم وهو ذاهب للعمل أوللدراسة؟ من منا لم يجد في المقترحات المتوارثة سببا في فشل علاقاته عوض أن تكون سببا في نجاحها؟
كل منا بحاجة إلى تكوين منظومته الفكرية الخاصة به حتى تكون طوق نجاته ومسافة الأمان الحقيقية في مواجهة الحياة لنقل نوع من الحصانة أوالضمان نستطيع بواسطتها التعبيرعن أنفسناعن تفردنا وعن مواقفنا دون انصهار في الاخر.
بعبارة أخرى أنا أتحدث عن الصحوة الفكرية تلك اللحظة التي يتوقف فيها الزمن ويتخذ فيها قرار الرجوع إلى النفس والمواجهة لتصبح المعاني الاكثر بداهة اشدهم تعقيدا،مامعنى الصداقة الكذب الغفران الحب .....
يجب أن نفهم أن التفكير ليس حكرا على شخص دون اخر أومنطقة محظورة على أصحاب العقول البسيطة ،التفكير ليس رفاهية ،التفكير ومحاولة البحث عن المعنى هو أسلوب حياة