أول يوم

غاصت يده في يد المربية الضخمة , كادت أن تتعثر قدماه , أمرته أن ينظر أمامه وهو سائر , أحس بأن فرحته تلاشت , امتدت يده خلف ظهره تتحسس حقيبته الجديدة , التي اشترتها له أمه ,
يومها سألها : متى سيولد أخي ؟ أجابته : قريبا , ثم لمح يدها تمسح دمعة فرت من عينها , فصمت .

**************

اقتربت أصوات الموسيقى من أذنه , أراد أن يطير ليدخل ذلك الفصل , إلا أن المربية تخطته . التزم بالنظر أمامه كما أمرته , وقعت عيناه على رسوم لشخصيات كرتونية على الحائط تشبه تلك المرسومة على حذائه , الذي بمجرد أن ألبسته أمه إياه قفز على فراشه ليغرق أخته الوليدة بالقبلات فاستيقظت من نومها صارخة , فحمله خاله بعيدا عنها , توبخه أمه تعاتبه جدته وهولا يدري ما السبب ! .


**************

توقفت به المربية أمام فصله الجديد لتسلمه لمدرسته التي استقبلته بابتسامة عريضة . دارت عيناه في الفصل الصغير الممتلئ بالألعاب المختلفة , وأولاد في مثل سنه منهمكين في لعبهم , إلا أن زميله الجديد بدأ معه الحديث وسأله عن اسمه , وبدأ يومه الجديد يلهو فيه ويمرح ويتعرف على أصدقاء جدد .

*************
انتهى اليوم الدراسي سريعا , آتى الآباء والأمهات لاصطحاب أبناءهم , و وبقى هو . تسأله المدرسة عمن سيأخذه , فقال لها : ماما في البيت مع أختي الصغيرة وخالو قال أنه سيأتي ليأخذني . سألته : وهل بابا مسافر ؟ طأطأ رأسه في حزن ليجد الشخصيات الكرتونية قد اختفت من على حذائه . فيقول : بابا فوق عند ربنا .


***