ظل معظم الكتاب والمفكرين العرب ، بما فيهم المفكر الكبير محمد عابد الجابري، يتحدثون عن أزمة العولمة وآثارها على المجتمع العالمي ولاسيما العربي ، ولم أسمع منهم شيئا يذكر،خاصة قبل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، عن عولمة الأزمات المتفشية في العالم الثالث . وتتجلى المفارقة الكبرى هذه المرة، في أن العولمة لم تصدر ،كما هو مألوف، من المركز لتنال الأطراف،لا من الدول الكبرى لتنال البلدان الأصغر والأفقر والأضعف، بل جاءت(إنْ صحت الاتهامات ) من الأطراف لتنال قلب المركز ، لأول مرة في التاريخ . الأمر الذي أدى إلى أزمة عالمية شاملة. ويدل ذلك، بين أمور أخرى ،على حدة الأزمات بل الكوارث التي تختنق بها بلدان العالم الثالث، وخاصة الوطن العربي. ومع كل ذلك فقد لاحظنا، ويا للعجب أن الجابري يرفض الاعتراف بان هناك أزمة في المجتمع العربي أو في الوطن العربي . وإليك شرح ذلك .
على هامش ندوة “نحو مشروع حضاري نهضوي عربي ” ، نظمها “مركز دراسات الوحدة العربية “، في المغرب ، أدلى المفكر العربي المعروف محمد عابد الجابري ، ضمن حديث مع ممثل صحيفة ” النهار “(21/7/2001)، في” فاس ” ،بعدة أفكار جديرة بالاهتمام . بيد أن الأمر الذي أثار استغرابي إلى أبعد حد ، هو إنكاره أن المجتمع العربي يعاني من أزمة بقوله : “لا أعتقد أن هناك أزمة ” ، لأن ذلك يتناقض تماما مع واقع الحال، حتى في الوقت الذي صدر فيه التصريح، كما أرى ، مع آرائه المعروفة الوارد بعضها في نفس الحديث، أولا ، والمنتشرة بغزارة ووضوح في معظم مؤلفاته ثانيا ، كما يناقض الواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية ، خاصة بعد الزلزال المدمر الذي أصاب الولايات المتحدة، ثالثا ، وذلك بالتفصيل التالي:
جوابا على سؤال وجهه ” سليمان بختي” حول الواقع العربي الراهن و “كيف يمكن قراءته وتوصيف أزمته ومكان الخروج من هذه الأزمة “، يقول الجابري :” لست من القائلين أن المجتمع العربي في أزمة ، لذا فإن توصيفها متعذر ،إذ يجب أن تكون قائمة لأصفها . هنالك إشكاليات ومشاكل ومشاغل وقضايا ، وليس ثمة مجتمع في الدنيا إلا لديه مشاكل ومشاغل ومطالب حققها أو لم يحققها . لكن القول إن المجتمع العربي في أزمة فهذه مقولة تحتاج بالنسبة إليّ إلى مناقشة ” . وبعد أن يشير إلى أن لكل قطر ومجتمع عربي مشاكله وان هناك قضايا مشتركة أهمها قضية فلسطين ،يردف قائلا :” لا أعتقد أن هناك أزمة “.والأغرب من هذا أن الجابري يناقض نفسه في ذات الفقرة ، حيث يختتمها قائلا ” ثمة غياب للعقل الذي يتطلبه التطور ، لذا يظل العامل الخارجي الواقعي الملموس (سائرا )إلى مزيد من التضخم والقوة والسيطرة ،بما يضمن استمراره (أي العامل الخارجي، ويقصد به النفوذ الأجنبي ،على الأرجح) وتأثيره وفاعليته مستقبلا “. فأقول متسائلا : كيف لا توجد أزمة ، مع غياب العقل وتزايد سيطرة العامل الخارجي أي” الآخر ” على مقدراتنا حاضرا ومستقبلا ؟
وانطلاقا بالضبط من احترامي لفكر الجابري وتقديره ، مع اطلاعي على كتابات ناقديه ، رأيت أن أتصدى لمقولته الأخيرة هذه،مفندا إياها من خلال بعض كتاباته وآرائه المتعددة.علما أنني سوف لا أتعرض لتلك الآراء بالذات،مع أن لدي تحفظات على بعضها.
ألا تنعكس أزمة العقل العربي على المجتمع العربي ؟
من مجمل أعمال الجابري ، يمكن لأي قارئ أن يستنتج أنه يرى أن هناك إشكالية في العقل العربي ترقى إلى حد الأزمة . وقد تصدى لهذه الظاهرة /الأزمة ، من خلال نقده لذلك العقل في عدة أعمال أهمها : ” تكوين العقل العربي ” و ” بنية العقل العربي” و” العقل السياسي العربي ” و “العقل الأخلاقي العربي ” . فضلا عن أنه يشير إلى هذه الأزمة لفظا أو معنا ، صراحة أو ضمنا ، في معظم مؤلفاته الأخرى خاصة في ” الخطاب العربي المعاصر ” و “المشروع النهضوي العربي ” و “إشكاليات الفكر العربي” وغيرها. وسنقدم أمثلة مختارة قليلة على هذا الاستنتاج ، استنادا إلى بعض تلك الأعمال :
1- ففي مقدمة كتابه “تكوين العقل العربي ” يرى الكاتب أن من أهم عوامل ” التعثر المستمر” في نهضتنا العربية هو عدم قيامنا بنقد العقل العربي ويتساءل ” وهل يمكن بناء نهضة بعقل غير ناهض ؟ ” . ومعنى ذلك ، كما هو واضح، أن السبب الأول لفشل نهضتنا هو عدم قيامنا بمراجعة عقلنا “مراجعة شاملة : لآلياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه ” كما يقول(ط5 ، ص 5) . إذن لنحاول أن نورد أمثلة على آراء الجابري في العقل العربي،من خلال مراجعتنا لهذا الكتاب أولا، فإن تبين أن هناك عيبا واضحا في العقل العربي ، حسب رأيه، فيعني ذلك أننا لسنا في أزمة فقط ، بل في محنة عظيمة . فبدون عقل ناضج ، يستجيب لمستلزمات وتحديات العصر ، لن يتمكن أي مجتمع من تحقيق تقدم يذكر، خاصة في زمن أصبح فيه العقل هو العامل الحاسم في كل إنجاز ، بل اصبح فيه البقاء للأعقل والأعلم والأفهم ، أكثر من أي وقت مضى :
أ- بعد أن يحلل ويقارن ويفلسف ، يستنتج الجابري ، في الفصل الأول من ذلك الكتاب ، “أن العقل العربي تحكمه النظرة المعيارية إلى الأشياء . . . ” أي ” نظرة اختزالية ، تختصر الشيء في قيمته ، وبالتالي في المعنى الذي يضفيه عليه الشخص( والمجتمع والثقافة) صاحب تلك النظرة . أما النظرة الموضوعية فهي نظرة تحليلية تركيبية . . .” (ص31). وبعبارة أوضح فإنه يعني أن النظرة الأولى سطحية عاطفية محكومة بمزاج الشخص وميوله الخاصة، بينما الثانية عميقة يحكمها العقل وتبحث في جوهر وحقيقة الشيء لا عرضه .
ب- وتفسيرا وتبريرا لاستنتاجه ،يأتي بمقارنة”الجاحظ” الشهيرة، بين العرب والفرس،التي يُستنتج منها بوضوح،سطحية العقل العربي و”أرتجاليته”،مقابل عمق العقل الفارسي و”طول تفكره “(ص32). ولئن يستدرك الجابري بأن ذلك قد ينطبق على العقل الجاهلي ، بيد أنه لا يكاد يميز بين العقل العربي منذ الجاهلية حتى اليوم ، حين يتساءل ، بصيغة الاستفهام الانكاري : ” ماذا تغير في الثقافة العربية منذ الجاهلية إلى اليوم ؟” (ص38) .
د- ويؤكد ذلك حين يستنتج فيما بعد أن الحركة في الثقافة العربية هي المراوحة في نفس الموضع أو “حركة اعتماد ” لا “حركة نقلة”(ص42) . وبعبارة أبسط ، إن الثقافة العربية ثقافة ثابتة (إستاتيكية ) غير متحركة ( لا ديناميكية ) . ولا تقتصر هذه الظاهرة، في رأيه ،على قطر دون آخر ولا على مرحلة دون أخرى إذ” أن جميع الأقطار العربية قد عاشت بَعديا (بفتح الباء) العصر الجاهلي ذاك ومازالت تعيشه كجزء من تاريخها الثقافي “، كما يقول(ص50). فهل هناك أوضح وأصرح من هذا التأكيد ؟!
هـ – وتتجلى أزمة العقل العربي وبالتالي ثقافة المجتمع العربي ،على نحو أوسع وأعمق ، من خلال الفصل الرابع تحت عنوان ” الأعرابي صانع العالم العربي “، الذي يشرح فيه الكاتب كيف أن تقديس اللغة العربية وصيانتها وحفظها كانت وبالاً على العقل العربي ،لأن ثبات اللغة وجمودها معناه ثبات العقل وجموده ، وذلك بسبب الترابط الوثيق بين اللغة والفكر ” والنتيجة هي أن اللغة العربية الفصحى . . . لغة الثقافة ، ظلت وما تزال تنقل إلى أهلها عالما يزداد بُعدا عن عالمهم ،عالما بدويا يعيشونه في أذهانهم ، بل في خيالهم ووجدانهم ،عالم يتناقض مع العالم الحضاري – التكنولوجي الذي يعيشونه والذي يزداد غنى وتعقيدا “(ص88) . ألا يكفي كل ذلك ، وبخاصة كوننا لا نزال نعيش ، إلى حد كبير، العصر الجاهلي ،وأننا نكاد نراوح في مكاننا منذ ذلك العصر ، وأن نظرتنا إلى الأمور معيارية أو عاطفية ، لا موضوعية أو عقلانية ، وأن العقل العربي قد تجمد بسبب تجمد اللغة العربية ؛ أقول أليس كل هذا كافيا لإضفاء طابع الأزمة على المجتمع العربي !؟ علما أن هذه مجرد نتف قليلة من كتاب واحد فقط .(وأُكرر مجددا أننا لسنا بصدد مناقشة هذه الآراء بذاتها ، بل بغرض تناقضها مع تصريحه الأخير بعدم وجود أزمة في المجتمع العربي ) .
2- أما كتاب ” إشكاليات الفكر العربي ” ، الذي يوحي عنوانه بالذات بوجود أزمة ( خاصة وإن الجابري يطابق بين الفكر باعتباره أداة ، مع العقل ) ،فإنه يعترف في مقدمته صراحة بوجود الأزمة : فبعد أن يعدد موضوعات الكتاب بما فيها إشكالية الأصالة والمعاصرة ،وأزمة الإبداع ، وإشكالية الوحدة والتقدم . . . يقول “إنها مظاهر وتجليات للواقع العربي المتشابك الأطراف المتداخل المستويات ، الواقع العربي الراهن الذي يجتاز مرحلة انتقالية بطيئة الحركة متداخلة الخطى يتشابك فيها الزمان والمكان والقديم والجديد تشابكا يشوش الرؤية ويذكي نار التوتر والقلق ويضفي بالتالي على قضايا الواقع طابعا إشكاليا ، طابع الوضع المأزوم . “(ط2ص10).
3- و في كتاب “المشروع النهضوي العربي ” ، يتصور الجابري لو أن أحدا من رواد النهضة في مطلع القرن الماضي يبعث حيا ليرى ما تحقق من مشروع النهضة ” لهاله الأمر ولاحتار . . .” (ط1 ص7) “. . . وقد يحس بالاختناق عندما يستعيد في ذاكرته شعار وحدة العرب < من بغداد إلى تطوان > أو شعار الجامعة الإسلامية . . . سيشعر بالاختناق لأن عملية التوحيد والجمع أصبحت أكثر تعقيدا وأبعد منالا “( ص8) . ويمضي قائلا : ” ولاشك أن صاحبنا سيفاجئه هذا العدد العديد من أسماء الدول التي تتقاسم اليوم بلاد العرب وأرض الإسلام ” (ص7و8) . فضلا عن أنه ” سيتألم لكون العالم والغرب بالذات ، قد تواطأ وتآمر على أن تنتزع فلسطين من أهلها وتقدم للصهيونية لتقيم فيها دولتها . . .”(ص9) . فلنتساءل: تُرى هل أن كل هذا الأمور: التمزق العربي والإسلامي” والهول والاختناق والألم “من جانب العربي و ” والتواطؤ والتآمر لانتزاع فلسطين ” من جانب الآخر ، إضافة إلى غياب العقل ، غير كافية للتحقق من وجود الأزمة ! ؟
4- وفي مقدمة كتابه “الخطاب العربي المعاصر” يرى الجابري أن العالم ككل حقق خلال القرن الأخير خطوات هائلة في مختلف الميادين بيد أن نصيب العرب منها لا يكاد يذكر ، وشكك في مدى التقدم الذي حققوه في مشروع النهضة ، وقال : ” بل أن الواقع الكئيب الذي أفتتح به العرب ثمانينات هذا القرن (يقصد القرن العشرين) ليطرح بجد مسألة ما إذا كان العرب يتقدمون بخطوات (سريعة أو بطيئة) إلى الأمام ، أم انهم ، بالعكس من ذلك ، يغالبون ، بدون أمل ، الخطى التي تنزلق بهم إلى الوراء ؟” (ط4، ص7) .
وأنا أتفق في ذلك مع كاتبنا الفاضل تماما ، بل أرى إننا لا ننزلق إلى الوراء فحسب بل ننحدر بسرعة إلى الهاوية. وأضيف أنه مع أن عدد الجامعات قد تضاعف عشرات المرات منذ منتصف القرن الماضي ، فاصبح حوالي200 جامعة، وارتفعت أعداد الخريجين إلى حوالي 12 مليون ، ألا أننا لم نتمكن أن نشارك في الثورة العلمية والتكنولوجية المتفجرة في العالم اليوم ، بأي قدر يذكر. ومع أن الاستثمارات في رأس المال الثابت (G.F.C.F.) في الوطن العربي ، في العقدين الأخيرين ، قد بلغت أكثر من ثلاثة آلاف مليار دولار ، بيد أن النمو الاقتصادي للفرد ظل يتراوح بين الصفر والسالب،كما تقول “الأسكوا”، وتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأخير لعام 2002 . ويشير التقرير السنوي للمؤتمر القومي العربي إلى أن “معظم مؤشرات التقدم العلمي والتكنولوجي قد ظلت تراوح في مكانها خلال العقد الأخير ” . وبالإضافة إلى ذلك ،كيف يقول مفكرنا بعدم وجود أزمة ، مع أن العرب يدخلون القرن الحادي والعشرين ومعهم أكثر من 80 مليون أمي ، فضلا عن تزايد عدد العاطلين والفقراء الذين يعيشون على أقل من دولار في اليوم،والديون الخارجية التي تجاوزت 250 مليار دولار . وهكذا فإن الفجوة الحضارية بيننا وبين العالم المتقدم تتزايد سعة وعمقا في كل لحظة ، الأمر الذي أدى وسيؤدي إلى مضاعفة سيطرته على مقدراتنا ومصيرنا .
وإن أضفنا إلى كل ذلك ما أشرنا إليه آنفا من كوارثنا في فلسطين والعراق والجزائر والسودان وغيرها، فضلا عن “غياب العقل” ،كما يقول الجابري نفسه ، فيمكن القول بأننا لا نعاني من أزمة وحسب بل من مأساة حقيقية ، حتى إذا اكتفينا بمعالجات الجابري وما أشرت إليه من أمثلة قليلة عن الحال الذي وصلنا إليه اليوم. أما قضية فلسطين، قضية العرب الأولى، ففي أفضل الاحتمالات، بل حتى في حالة نجاح محاولات استجداء بعض أشبار من أرضنا المغتصبة مقابل السلام ،وإنشاء دويلة ناقصة السيادة ، كتطبيق مشوه وناقص لقرارات الأمم المتحدة – وهو أمر مستبعد جدا، رغم تفاهته ، في الظروف الحالية – ،فإن إسرائيل ستشكل القوة المسيطرة ، اقتصاديا وإعلاميا وعلميا وصناعيا وتكنولوجيا وماليا ومائيا ، بل حتى فكريا و نفطيا ، على مقدّراتنا ، من خلال عملية التطبيع ، – والعصا لمن عصا- .
* * * *
أما الأحداث التي تعرضت لها الولايات المتحدة، في عام 2001، فإنها تعكس ، بين أمور أخرى ، خطورة الأزمة التي تأخذ بخناق المجتمع العربي والإسلامي وتشعبها ثم تفجرها وتطاير شررها ، ليطال المجتمع الأمريكي نفسه ، لأول مرة في التاريخ ، بهذا الشكل المأساوي الصادم . فالضربات الأخيرة قد تعرضت إلى أهم أركان الأمن القومي حساسية وخطورة في ذلك المجتمع ، وأعني بها ، الثروة (مركز التجارة العالمي ) والسلطة أو القوة (البنتاغون) ، والأمن الشخصي للمسؤولين ومختلف المواطنين(إذا تحقق أن حملة الجمرة الخبيثة تأتي من نفس المصدر) . وهكذا فإن هذه الأحداث تمثل انفجارا هائلا على الصعيد العالمي للأزمة التي يعاني منها المجتمع العربي والإسلامي. كما تشير إلى امتداد العولمة إلى الأزمات، ليست تلك التي تأتي من المركز إلى الأطراف ، كما يحصل في الأزمات الاقتصادية أو المالية وحسب ، بل التي تصدر من الأطراف لتهاجم قلب المركز. فأزمات المجتمعات المحلية ،سواء مركزية أو طرفية ، غدت متشابكة إلى حد التعولم . كما أن مقولة “صراع الحضارات” كما يسميها هانتنغتون ،أو صراع الثقافات كما يسميها المفكر علي حرب ،قد تبدو حقيقة ماثلة أكثر من أي وقت مضى ، على الرغم من إنكارنا لها ومحاولة وضعها بصيغ مخففة ، منها حوار الحضارات ،أو تفاعل الحضارات . وكل ذلك بحاجة إلى مزيد من التـأمل والبحث ، الذي لا يستهدف التبرير، بل ينصب على التحليل والتفسير الموضوعي ، وهذا يتجاوز الإطار المرسوم لهذا البحث .
ومع كل ذلك،فإنني أعتقد ،ختاما، أن العلة الأساسية في الوصول إلى هذأ الحد من تفاقم الأزمة ، لا تكمن فقط في تصرفات الآخر وغطرسته واستهتاره بحقوقنا وإذلاله لشعبنا، بل ترتبط أساسا، بضعفنا وتفرقنا وتسلط الخونة والعملاء أو الأغبياء على مقدّراتنا ،وغياب المجتمع المدني والديمقراطية في بلداننا . وكل هذه الأمور ترتبط بدورها، بتخلفنا الحضاري ، ولاسيما الفكري ، بما فيه العلمي والتقاني والسياسي والاقتصادي ، الذي يعكس “إشكاليات الفكر العربي المعاصر”،على حد تعبير الجابري .