أجلسُ جنبَ حياتي

1

أجلسُ جنبَ حياتي
أطعمُها الفراشاتِ المتيبّسة
وقد توقّفَ رفيفُ الفضاء
وصمتَ الضوءُ المتورّد
وكففتُ عن الركضِ طويلاً خلف المطر

2

أوراقٌ في المرآة تتتالى
أكونُ كلمةً وأرضى
أن أخرجَ عن سربِ المرآة
وأختبئ
أقطعُ شهادتَها الواحدة
وأنادي كلَّ الليل
قمراً لا يظهرُ فيها

3

الأبدُ الذي ألقمتْهُ طفولتي
حجراً
وقطعَهُ شبابي بنصال ضحك
يقفُ على العتبةِ ساخراً
من انكسار عصاي
في هشِّ السنين.

4

حبيبي الذي تقتلُهُ المصادفة
أرسلَ في طلبِ القياس
الذي أودى بالرغبةِ
أنا أشرتُ إلى الفجوةِ الحاصلة
لكن إشارتي سقطتْ
في الغياب.

5

يصنعُ حديقةً هذا المؤجَّل
يصنعُ سفراً خارجاً من كل عدم
يصنعُ يوماً بعيداً سوف يدخِّنهُ
قربَ بردٍ ما
محدِّثاً أولاداً من ذهنٍ ما
سيولدون.

6

كنتُ أرقبُه يقلِّبُ فراشتي في ضجيجه
تهيّأتُ لاتخاذِ حصني
وجلْبِ يقظةٍ
تعادلُ غفلتَه
ورقدتُ بجوارِ حبيبتي
إلا إنه رقدَ فيها.

7

عندما جدَّ الآثاري ورائي
كنتُ خبّأتُ المدنَ بأكملها
من الكتبِ والجمال في حديقتي
واختفيت.

8

الضوءُ المدوّن تحتَ سنيني
زجَّ القدرَ في العتمة
ونبّشَ عن حلمٍ
أضعهُ تحتَ الوسادة
هكذا أربّي أفقاً في قفص
ستنحرني وإياه في العيد أمٌّ ما
في الأعماقِ ألوِّنُ وقوفي خارج الصورة
وشجرةُ جنونٍ ترضعُ بالوناً يصعد
ببكائي.

9

من العالم أجمعُكَ ولا آتيك
أجعلُكَ نفسي الأخرى وأدعُك
أقولُ عناصرَك
وأركِّبُ الدواعي والمناسبةَ والأسماء
ثمّ أرتّبُ المصادفة
وأقضي وأُقدّر
لا أهمسُ في فضاء الصمت
بسوى اللذّة، أسير
إلى صوغكَ في العالمِ
.. يا قوايَ الأخرى.

10

أدركتُ الطفلَ في الغابة
في مقعدِ المعلّم
في أرجوحةِ الولادة
حيث أودعتْه حشرةٌ ذكيّة
في البطن الكبيرة
وغيّرتِ اتجاهَه.

11

مستلقيةً تحت سلاح
عشيّةَ أحلامِها الآفلة
الظلامُ يسلخُ منها مرآةً
وحشراتٌ دبقة تمتصُّ سباتَها.
المتاهةُ غطّتْ على باطنها
بدمِ أسماءٍ نما من سنواتٍ مفرّطة
البحرُ يقرؤها فلا تتفتّح
الزهرةُ النائمة تحت سلاح
عشيّةَ طرقِها المنغلقة.