نبغ الطفل إسحق البنيز في الموسيقي، بشكل معجز، إذ لعب البيانو في سن 4 سنوات، ولما بلغ عامه السابع إتجه للعزف في الحفلات العامة بأسبانيا.
- سافر لفرنسا مع والده بغية الإلتحاق بكونسرفتوار باريس ..... ورغم نجاحه في إختبارات القبول، إلا أن طلبه رفض بسبب صغر السن.
- حاول الصبي إسحق البنيز الهرب من عائلته عدة مرات ..... وكان يعول نفسة عن طريق عزف البيانو .... ولما بلغ الـ 12 عاما إستقل خلسة سفينة متجهة لأمريكا اللاتينية، وبعد تنقله بين عدة مدن (بوينس ايرس، هافانا ...الخ ) سافر للولايات المتحدة الأمريكية (سان فرانسيسكو، نيويورك) وكان يَعُولُ نفسه بالعزف في الحفلات الموسيقية معتمدا علي براعته في العزف.
- كان اليافع (اسحق البنيز) محبا للسفر والتجوال ....... وفي عام 1875 لما بلغ من العمر 15 عاما غادر نيويورك متجها الي ليفربول ثم لندن الي أن إستقر به المقام في ليبزج .
- التحق بالمعهد الموسيقي في ليبزج لمدة عامين ( 1875-1876 ) ثم حصل بعدها علي منحة ملكية لإكمال دراسته في معهد الموسيقي الملكي في بروكسل .
- في عام 1883 قابل Pelip Pedrell ( وهو معلم ومؤلف موسيقي أسباني ) الذي شجعه وأوحي اليه بتأليف مقطوعات ذات طابع أسباني بجانب نشاطه كعازف للبيانو ....... وقد إستجاب البنيز للنصيحة، وبدأ بالفعل نشاطه التأليفي بجدية إعتبارا من 1890.
- إستمر إسحق البنيز نشاطه كعازف محترف يجوب العواصم الأوروبية، متخذا لندن وباريس مقران دائمان لإقامته، وقضي في باريس 15 عاما تعرف خلالها علي الأقطاب الموسيقيين التأثيريين ومنهم ( كلود ديبوسي، وموريس رافل .... الخ ) وإكتسب الكثير من خبراتهم وتأثر بهم
- أصيب في عام 1900 بمرض كلوي مزمن، ظل يعاني منه بقية حياته وحتي وفاته في بفرنسا سنة 1909 عن عمر لا يتجاوز الـ 49 عاما.
- يمكن وصف إسحق البنيز بنجم توهج في سماء العزف والتأليف بدءا من طفولته، وبلغ قمة الإبهار والتوهج في بديات القرن العشرين، ثم أنطفأ فجأة بوفاته المبكرة عام 1909.
- كان البيانو الآلة المحببة لإسحق البنيز، ألف كافة مقطوعاته للعزف عليها ( ملحوظة : لم يؤلف للجيتار أو الأوركسترا بتاتا ) ... لكن بالنظر لروح مؤلفاته الشعبية الأسبانية (أندلسية الطابع) وحب الجمهور لها، حَوَلَهَا عازفوا الجيتار لتتلائم معهم، كما تم توزيع بعض مقطوعاته للعزف الأوركسترالي.
- كانت مؤلفات إسحق البنيز المستقاة من التراث الشعبي الأسباني ( الرقص الأندلسي، وبخاصة الفلامنجو) بمثابة نواة للمدرسة الموسيقية الوطنية الأسبانية، التي إزدهرت علي يد الأجيال التي خلفته.
- صَنّفَه الكتاب والنقاد الموسيقيون ضمن المؤلفين التأثيريين .... لكونه ممن إبتعدوا عن التقاليد والقواعد الرومانتيكية، وإتجه لوضع تصور بالصوت واللحن للإنطباعات التي يستقيها من الواقع والطبيعة من حوله مثله في ذلك مثل المصورون التأثيريون.
- ومن أشهر أعماله مقطوعته الفريدة المعروفة بإسم ( أيبريا ) Iberia المؤلفة للبيانو ( بدأها عام 1905 إنتهي منها عام 1908 ).
والمقطوعة مكونة من أربعة أقسام، يضم كل قسم 3 أجزاء منفصلة ..... وهي في إجمالها عبارة عن تجميع لإثني عشر مقطوعة منفصلة (يستغرق عزفها كاملة حوالي الساعة والنصف) تمثل إنطباعات البنيز عن المناظر الطبيعية والمدن الأسبانية.
ويمكن الإستماع لتسجيل للقسمين الأول والثاني من مقطوعة (أيبريا) يعزفهما المايسترو الشهير دانييل بارونبويم، علي الموقع التالي ومدته 43 دقيقة )التسجيل طويل بعض الشيئ، لكنه يستحق الصبر لجمال المقطوعات ومهارة العازف وشهرته
- ومن مؤلفات إسحق البنيز الأخري أشير الي متتابعات أسبانية Suite Espanola
لمن يحبون مقطوعات البيانو ...... يمكن الإستماع لجزء منها علي المقطع التالي ، ومدته 7 دقائق ونصف
و نافارا Navarra
وتانجو Tango in D
مقطوعة خفيفة ....... يمكن الإستماع لها علي الموقع التالي ومدته دقيقتين واربعون ثانية