إلى كل الأولاد الذين لم يعد لديهم طريق إلى المدارس

طريق المدرسة

]1[

قبل اليوم الأوّل

في الليل الطويل جداً

[الانتظارُ يطوّل الليل]

كنتُ أقضيه متأملاً

حذائي، حقيبتي، أقلامي، قميصي الجديد

كأني غداً سأكونُ رئيس العالم

"فأنا المكلّفُ بقرع الجرس"

]2[

أمي التي لم أصحُ يوماً قبلها

تعدُّ أشياءَ لابنها "الطبيب"

وأنا كنتُ أصدّقُ

أن سندويشة الفلفل الأحمر

ستصنعُ مني طبيباً ماهراً

وغالباً ما كنت أنساها بين الكتب

حتى أن كتاب العلوم

كان "يحرقني" وأنا أحل الواجب

]3[

في طريق المدرسة

بيارةٌ، وحانوتٌ، وبناتٌ جميلاتُ

رمالٌ نقيّةٌ

حقولٌ من السَّبل

كنّا "شلَّةً" من المجانين

نغنّي ذهاباً وعودةً

ولم تنجُ شجرةُ برتقالٍ من شيطنتنا

ولم يبقَ حقلٌ لم تدُسه أقدامنا

حتى جدران الصبّار العتيق

اخترقناها بطرقٍ مرتجلة

"فيما أهلنا يظنون كل الوقت

أن المدرسة للقراءة والكتابة".

]4[

اليومَ

مررتُ من الطريق ذاته

لم تكن المدرسةُ هناك

"ربما غضبت لأننا هجرناها فهاجرت"

قال صاحبي الماكر

لم تكن البيارات هناك

ولا حقول القمح

لا البنات الجميلات

ولا الحانوت

عدتُ حزيناً

لكنني...

لم أجد أمي كذلك

التاسع من أيلول 2024