ناجى شاكر شاعر العرائس

لم يحظ عمل فنى فى تاريخنا المعاصر، بكل هذه الشعبية، والإجماع والتوافق، مثلما جاء اوبريت الليلة الكبيرة، بل إن مجرد ذكرها قبل إن نسمع موسيقى سيد مكاوى وأشعار صلاح جاهين، يدفعنا إلى أن نحلق حول معنى يدعو الى شعور يفيض أصالة، رغم كل ما يحيطنا من سطحية، شعور بالبهجة والزهو، والسعادة، فى زمن غابت فيه الابتسامة والنكتة، التى كانت تميز الشعب المصرى، فمازالت الليلة الكبيرة تحمل علامة الجودة، وتمنحنا إحساس دفين إننا نمتلك القدرة على الإبداع، والتألق، والمدهش حقا إن الجميع يتغنى بها من الكبير قبل الصغير، ومع ذلك هل أحد يتذكر من هو صاحب تصميم عرائس هذا العمل العبقري؟ والذى أضفى على العمل تلك المسحة الأسطورية، واستطاع التعبير عن ملامح شكل الشخصية النمطية المصرية، كأنها من لحم ودم، رغم معرفتنا إنها عرائس من قماش، بل منحها قدرا من الخلود لا يقل عن ما نحته، ورسمه وصاغه نجيب محفوظ مع شخصية سيد عبد الجواد، فى عمله الروائى الثلاثية، صاحب هذا العمل فنان عشق الظل، بعيدا عن وهج مصابيح الإضاءة وأتقن اللعب فى ظلام خشبة المسرح، وجمع بين تقنيات المسرح و السينما والديكور والفن التشكيلى، ناجى شاكر دخل لعالم الإبداع مع جيل العمالقة يوسف شاهين وجاهين، ومكاوى، وكمال الطويل، وفؤاد حداد،  وعبد الغنى أبو العنين، وان كان من الصعب اختصار حياة ناجى شاكر الإبداعية فى الليلة الكبيرة، إلا ان شعبية وجماهيرية الأوبريت طغت على معداها، وظلمته، فى الوقت الذى يدهشك تنوع مسارات الإبداع لدى ناجى شاكر، فتراه مصمما لملابس المسرحيات، وديكور السينما، ويكفى إن تعرف انه صاحب ديكور فيلم شفيقة ومتولى، وجمع مع كل ذلك تدريس الفنون بكلية الفنون الجميلة.
فى هدوء يشبه هدوء النساك أقام ناجى شاكر مؤخرا معرضا لأعماله بكلية الفنون الجميلة، لكن اللافت فى المعرض علاوة على الأعمال الفنية المتعددة، والتى كشفت عن جوانب مجهولة فى مسيرة طويلة، هو التفاف وتحليق وتعلق مجموعة من الأصدقاء والتلاميذ، والطلبة حول الأستاذ الفنان، تجده وسط مجموعة من الفنانين من مختلف الأعمار، سواء داخل قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة، أو على خشبة المسرح، أو فى الأستوديو، وكأنك أخطئت ودخلت ورشة تعتمد على الأسطوات والصنايعية والصبية والريس، فالأستاذ ينتمى لجيل حرص على ضرورة تواصل الأجيال، على طريقة التعلم فى الورشة، فقد وجدنا هذه الحالة الثقافية، والإنسانية، والاجتماعية ليس فى المجال الفنى فقط، بل فى الصحافة والأعلام، وفى مجالات أخرى.
وإذا كان ناجى شاكر يعترف لأستاذته بالفضل، فنراه يقول: إذا كان لى أن أتحدث عن نفسى فأنا كمعلم فى مجال الفنون قد اكتسبت إيقاعا داخليا خاصا وطاقة فنية متجددة من خلال التقائى وتفاعلى مع المواهب المبدعة عبر الأجيال، لذلك أود أن اهدى معرضى أيضا إلى تلميذاتى وتلاميذى لما منحوه لى من قوة وطاقة وقدرة على الاستمرار فى مجال يحتاج الكثير من الحب والمثابرة والصمود أمام المعوقات والعقبات التى تقف أمام المبدعين وصناع الجمال.
يعد ناجى شاكر الأب الروحى للعديد من أبناء كلية الفنون الجميلة، لذلك استطاعت الدكتورة "أمنية يحيى" المدرس بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة، وأحد أبناء ناجى شاكر، استطاعت أمنية أن تمنحنا فرصة الولوج الراقي الى عالم ناجى شاكر، واختارت عنوانا رومانسيا لرحلة مضنية، عندما تصدت الى أن تقدم ناجى شاكر عند بلوغه سن خمسين سنة فن فى كتالوج تصدرته عبارة رحلة فى مشاهد (1957 ـ 2007)، لكن ناجى شاكر أستهل الكتالوج معترفا بفضل أساتذته، فى مجال الديكور مفيد جيد، عبد السلام الشريف، أسعد مظهر، صلاح عبد الكريم، وفى مجال التصوير عبد العزيز درويش، حسين بيكار، عباس شهدى، عبد الهادى الجزار، والحسين فوزى، وعبد الله جوهر، فى الحفر، وجمال السجينى، فى النحت وغيرهم،
كعادة أبناء الطبقة الوسطى فى أربعينات القرن العشرين دفعت العائلة ابن الأربعة عشر ربيعا الى مرسم الفنان الايطالى كارولو مينوتى (carlo minotti) فى عام 1946 للتدريب على الرسم، وظل مع استاذه الى انتقل فى عام 1950 الى المدرسة الإيطالية ليوناردو دافنشى، بالقرب من جامع أبو العلا، تلك المدرسة التى أصبحت بعد ذلك معهدا حتى التحاقه بكلية الفنون الجميلة عام 1952.
عندما وصل ناجى شاكر الى كلية الفنانين الجميلة، لم يكن يحتاج الكثير من التعاليم الاكاديمية، فقد صقل موهبته فى مرسم مينوتى، وفى مدرسة دافنشى، فاتجه الى عالم فن العرائس الذى تعرف عليه من فنان العرائس التشيكوسلوفاكى المعروف Jiry Trnka) )، لذلك ليس مستغربا أن يقدم مشروع تخرجه عن موضوع هو الأول من نوعه، عندما فاجئ الجميع بتقديمه شخصية عقلة الصباغ، تلك الشخصية المثيرة فى التراث الشعبى، ووسط دهشة الوسط الفنى والاكاديمى حصل شاكر على تقدير ممتاز، وصور مشروعه سينمائيا فى فيلم قصير 16 ملى.
وفى الوقت الذى كان المجتمع المصرى يبنى قواعد نهضة ثقافية، متحولا باتجاه مفاهيم اشتراكية، رأس د. على الراعى مصلحة الفنون، قدمت فرقة تسندريكا، الرومانية عروضها لفن العرائس، بالقاهرة التى كانت تبحث عن نفسها بين عواصم العالم، ونالت الفرقة إعجاب الجماهير، تبنت وزارة الثقافة إنشاء فرقة عرائس مصرية، بمساعدة خبراء من المسرح الرومانى، وقع الاختيار على ناجى شاكر صاحب عقلة الصباع، كأول مصمم مصرى للتدريب مع الخبيرة الرومانية، فيقول ناجى شاكر وهو يرجع برأسه الى الوراء متكأ على مقعد أربيسكى: بدأت أفهم منطق العروسة الماريونيت المعقد والميكانيزم الخاص بها وقواعد اللعبة والعرض وكيفية تصميم العروسة وخصائصها التشكيلية.
فى مساء ليلة 10 مارس عام 1959 شهدت القاهرة ميلاد أول ليلة عرض لفن العرائس، لذلك يقول راجى عنايت فى هذه المناسبة: لم يكن هناك مسرح كبير أو دار فخمة أو حتى جمهور معتاد على مشاهدة مثل هذا النوع من الفن وقدم العرض الأول محاطا بقلوب المخلصين من عشاق الفنون، وبآمال مجموعة من الرواد الذين تحملوا مسئولية تلك الليلة وسرعان ما تحققت الأمنيات واستولت العرائس الصغيرة على أبصار المتفرجين فأنستهم حقيقتها حتى لا يفكروا فى ان أيديها و أرجلها لا تتحرك إلا بالخيوط الرفيعة أو أن عضلاتها قد قدت من خشب ومن القاعة الصغيرة آنذاك خرجت الألحان والكلمات لتردد على أفواه الناس الذين تناقلوا أخبار العرائس الصغيرة فى كل مكان.
و يقول شاكر: عندما بدأنا فى تكوين أول فرقة مصرية للعرائس كان صلاح جاهين ضمن الفريق المتحمس لهذا الفن الجديد، بل كتب وألف مسرحية الشاطر حسن كأول إنتاج للفرقة المصرية الوليدة افتتح بها مسرح القاهرة للعرائس أول عروضه، وقمت بتصميم الديكور والعرائس للمسرحية والمنوعات المصاحبة لها.
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع هذا النجاح الذى لقيته فرقة العرائس من نجاح وحماس، وهو الأمر الذى دفع وزارة الثقافة الى تكوين فرقة ثانية للماريونيت، ودعت خبيرتين أخريتين من نفس المسرح الرومانى، خبيرة التحريك والإخراج Eugeni Popovi، وخبيرة التصميم والتنفيذ، Margareta Niculescu، وتكونت الفرقة من 12 ممثلا ومصمم الديكور مصطفى كامل، وقدمت أول أعمالها أوبريت بنت السلطان.
وبمجرد ان أتمت الخبيرات الرومانيات تدريب فرقتين لعرائس الماريونيت، تلقى مسرح العرائس دعوة من رومانيا للاشتراك فى مسابقة المهرجان الدولى للعرائس، قبل أن يتم المسرح عامه الثانى، ليواجه الفنانين والمسئولين اختبار وتحدى من الممكن ان يعصف بهما فى حالة عدم التوفيق، لذلك يتذكر ناجى شاكر هذه الموقعة ويقول: لقد كانت المسألة صعبة للغاية خاصة فيما يتعلق بالأسلوب الذى يميزنا بعيدا عن التأثر بالمدرسة الرومانية فى مرحلة التكوين أثناء تجاربنا الأولى.
ثم استدار ناجى شاكر برأسه تجاه بوستر احتضن الجدار يعلن عن الليلة الكبيرة، وهو يقول: لقد كنت أعشق الصورة الغنائية الليلة الكبيرة التى جمعت صلاح جاهين مع سيد مكاوى، فى أحلى لقاء بينهما وتميزها بالروح الشعبية المصرية الخالصة، وأصبح حلمى أن يأتى يوم أستطيع أن أحول هذه الصورة الغنائية الإذاعية المثيرة الرائعة إلى مسرحية تؤديها العرائس بكل ما تحتويه هذه الاحتفالية شديدة الثراء من صور فلكلورية أصيلة وشخصيات مصرية معالجة بصدق وبساطة وعمق وطرافة، وعرضت الأمر على صلاح جاهين وسيد مكاوى، اللذين اندهشا فى أول الأمر للفكرة، ولكن سرعان ما تحمسا للأمر وبدأنا فى الإعداد وإضافة بعض المشاهد لاستكمال الصورة المسرحية وتسجيلها من جديد، وفى وقت قياسى تم الانتهاء من تجهيز الليلة الكبيرة للعرض والاشتراك بها فى المهرجان الدولى للعرائس ببوخارست.
ويكتب د.على الراعى فى جريدة الجمهورية باعتباره أحد المحكمين الدوليين فى مهرجان العرائس الدولى الثانى ببوخارست: "كان نظام التصويت يتم أولا بإعطاء درجات على مختلف النواحى ثم تجمع المتوسطات وتناقش النتائج فى جلسة يعقدها المحكمون مجتمعين وأغلب المتوسطات والنتائج لاقت نقاشا طويلا قبل أن تعتمد ولم يستثن من هذا سوى مسرح عرائس القاهرة فقد أجمع المحكمون على استحقاقه للجائزة الثانية بجدارة".
قصة حب ملتهبة بين حمار وبنت الحطاب، هو العمل الذى تصدى له ناجى شاكر مخرجا، ومصمما للعرائس، فقد كشف أوبريت حمار شهاب الدين عن امكاناته التشكيلية، على نحو دفع الكاتب فتحى غانم أن يقول فى مجلة صباح الخير:"أجمل موقف غرامى فى عالم الشعر والغناء والتمثيل والموقف الغرامى بين حمار شهاب الدين وريحانة بنت الحطاب. والفن الجيد لا يحتاج الى شاب وسيم من لحم ودم، يكفى حمار ودمية لعروس من خشب وتنتقل معهما، الحمار والعروس، الى عالم شاعرى جميل يملأ عقولنا بتأملات عن العدل والظلم والصدق والكذب، لقد خدم الإخراج هذه الأوبريت، فقدمها لنا بإقناع فنى، ونقلنا إلى جو الحدوتة، بسهولة ويسر، ونسينا تماما أننا نعيش فى القرن العشرين وأن خارج المسرح شوارع وسيارات وإشارات مرور، وعبرنا من خلال ظلام دامس تعمده المخرج الى حلم عشنا فيه"
وإذا كان أوبريت حمار شهاب الدين كشف عن جانب من شخصية ناجى شاكر التشكيلية، فقد جاء أوبريت مدينة الأحلام الذى عرض عام 1964 بلغة تشكيلية خالصة، تعتمد على اللون والخط والمساحة والحركة، على نحو تجريدى، يعكس جماليات اللغة البصرية، والرؤى الخيالية.
وكأن فؤاد حداد وصلاح جاهين وسيد مكاوى وسليمان جميل وناجى شاكر تنبؤا بما حدث فى يونيو 1967 فإذا بهم قبل هذا التاريخ المشئوم فى شهر ابريل يجتمعوا فى عمل دقى يا مزيكه، فى جرأة متناهية لنقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية، فى فترة حرجة جدا، اعتمادا على إشعار فؤاد حداد، التى تتفجر بالنقد اللاذع وكلماتها النافذة ذات الطابع الشعبى الساخر تصاحبها موسيقى(حسب الله) الشهيرة بآلاتها الصاخبة، فى قالب كاريكاتيرى ضاحك، ولكنه ضحك كالبكاء.
فى سنوات الضباب مع ولوج السبعينات، وفى الوقت الذى كان يبحث يوسف شاهين عن فرصة لعرض فيلمه العصفور، والذى كتبه لطفى الخولى، بعد منع عرضه فى مصر، طار ناجى شاكر الى بوخارست بدعوة من مسرح تسندريكا للعرائس ليقوم بتصميم تجربة مسرحية بالتعاون مع المسرح وفرقته، وكان ناجى قد بدا الإعداد لتجربته الجديدة مع المسرح فى رومانيا بعد الانتهاء من بعثته الدراسية للمسرح والسينما فى روما. وتعد تجربة الولد والعصفور مغامرة لتجاوز العلاقة بين المتفرج الطفل وعلاقته بالعمل المسرحى، واستبدال دوره من متفرج سلبى الى مشارك إيجابي فى الحدث الدرامى.
مع سامية الإتربى، د. منى أبو النصر رجع ناجى شاكر الى الألوان الزاهية فى المسلسل التلفزيونى كانى ومانى، الذى أذيع فى شهر رمضان عام 1995
مع مطلع عام 1960 حصل شاكر على منحة دراسية من ألمانيا الغربية، درس خلالها الإخراج فى كلية الفنون الجميلة ببرلين، وان كان لم يكتف بذلك فدرس فنون العرائس والإخراج فى كلية الفنون فى براونشفايج. لذلك تنفرد المسرحيات التى قدمه ناجى شاكر للمسرح المصرى بنزعة تشكيلية غلب عليها العناصر البصرية فى مواجهة الدراما.
 أما علاقته بالسينما فجاءت أشبه بعلاقة شادى بالسلام بالسينما، أعمال قليلة وقيمة كبيرة، فقد شهدت سينما فارنيزى بوسط روما فى 30 ديسمبر 1972 العرض الأول لفيلم صيف 70 حيث يقول ناجى شاكر: بعد دراستى للمسرح ثم السينما أثناء البعثة الدراسية بإيطاليا (1968ـ1971) أردت أن أخوض مغامرة فى مجال السينما بإنتاج فيلم تجريبى، وعندما اخترت ان يشاركنى مخرج ايطالى فى فيلم صيف 70، حيث يتناول كل مخرج الحياة والمجتمع بالنقد والتحليل، ويتولى كل منا مسئولية التعبير عن وجهة نظره الخاصة فى جزء من أجزاء الفيلم، ليصبح فى النهاية رأيا له من خلال رؤيته الفنية النابعة من تكوينه الخاص وتراثه وخبرته وثقافته.
ويروى شاكر فصول هذه المغامرة ويقول تعثر الفيلم لكن دعم المخرج رينزو روسيللينى، وشركة سان دييجو بروما، أعاد له الحياة، ويضيف يعتبر كل جزء من أجزاء الفيلم وكل مشهد من مشاهده وحدة مستقلة لكنها تنطق وتلتقى عند نقطة واحدة اختير لها شكلا وموضوعا موحدا فى صورته، فالفيلم يصور شابه أوربية، يلتفون حولها متأملين حياتها والمجتمع الذى يحيط بها، فيراها كل منها من زاوية مختلفة، مثل الموديل أمام اثنين من الفنانين، فيترجم كل منهما انطباعه ورؤيته عن طريق الكاميرا معبرا أيضا عن فكره وإحساسه ومعاناته، فيم امتزجت الرؤيتان امتزاجا عضويا بحيث أصبحنا وحدة واحدة صلبة متماسكة لا يمكن الفصل احديهما عن الأخرى.
وفى وقت كانت مصر تتخلى عن ارتباطها بخطوط ثورة يوليو، مع منتصف السبعينات، يشارك ناجى شاكر فى تجربة سينمائية استثنائية، فقد حلم المخرج سيد عيسى بإخراج فيلم بطلته سعاد حسنى، يجسد أسطورة شفيقة ومتولى، بالفعل قام بعمل استديو ضخم فى ريف الشرقية، وصور مشاهد المولد(20 دقيقة) لسيناريو شوقى عبد الحكيم، وصلاح جاهين، لكن سعاد حسنى تترك مكان التصوير بعد خلاف مع المخرج، ليتوقف الفيلم الى ان ينقذه يوسف شاهين، ويتولى إخراجه، لكن ليوم واحد فقط، حيث يروى ناجى شاكر ويقول: بعد توقف طويل قام جو بتصوير يوم واحد وفى نهايته، أشار يوسف وهو يغادر الأستوديو  إلى على بدرخان مساعده وقال كمل أنت يا على، وان كان جو قد أجرى تعديلات جذرية فى السيناريو، ويقول سامى السلامونى بمجلة الإذاعة والتليفزيون: "كان عنصر الصورة ممتازا فى كل تفاصيله ولا أعنى بالصورة التصوير الجيد جدا لعبد الحليم نصر ومحسن نصر الذين كانا فى أحسن مستوياتهما وإنما أعنى الصورة بالمعنى المتكامل وكما هى معروفة فى السينما العالمية كلها حيث هناك وظيفة سينمائية تظهر فى هذا الفيلم لأول مرة فيما أظن هى وظيفة المشرف الفنى الذى يقف الى جوار المخرج ومدير التصوير، مسئولا عن كل عناصر الصورة من اختيار مواقع وديكورات وإكسسوار وزوايا تصوير وألوان وتصميم ملابس، وهنا يظهر دور الفنان ناجى شاكر واضحا فى خلق عناصر صورة متناسقة ومتكاملة شديدة الجمال والتعبير عن الموضوع فى الوقت نفسه.
صحيح ان ناجى شاكر جمع بين تقنيات فنون كبرى كالرسم والمسرح والدراما والسينما لكن العرائس حبه الأثير ومجال تميزه وحبه الأول والأخير