إنها المرأة التي قابلتها سنة 1970بالشورت وأنا أركض أبحث عن الحب فكانت أول بوابة رئيسية في الطريق وكتب عليها دوما ً (أن تحويل المرأة إلى سلعة تباع وتشترى باسم الزواج نوع من البغاء المقنع بقناع الشرعية ويتناقض مع جوهر الشرف ومعناه السامي )..ولا زلت أسألها ولكن يبقى دوما ًالعشق سؤالا ًعلى الشفاه بلا إجابة مريحة ، ولكن تبقى لتلك البوابة الانثوية مكانتها في السؤال ؟؟
هى نوال السعداوي ..فهل هي فؤاده في رواية ( الغائب ) التي تخرجت في كلية العلوم واشتغلت في إحدى الوزارات بقسم الأبحاث الكيميائية لكنها لا تحس توافقا ًاو حبا ًمع هذا العمل بل مع كل من يحيط بها ويجعلها ذلك تفقد في كل لحظة أدميتها ورغبتها في العمل ..إن موتها كله وغيابها بلحمها ودمها عن العالم لن يحدث شيئا ً.فما قيمة غيابها يوما ًعن الوزارة ؟! أنه فراغ سطر واحد من دفتر الحضور والانصراف هى نوال السعداوي فهل هي النفس المتداخل مع فردوس في رواية"امرأة عند نقطة الصفر" والتي قالت: وأدركت إن فردوس كانت أشجع مني !! ..هل نوال السعداوي . هي بهية شاهين في " امرأتان في امرأة" أو دولت فى "الخيط " .
هل نوال السعداوي . هي بطلة همنجواي في روايته " وداعا ًللسلاح " إنها كاترين !!: " فحين يعرض الملازم هنري على حبيبته الزواج تقول له في ثقة : إننا متزوجان فعلا ً.. أن لا أستطيع أن أكون متزوجة أكثر مني الآن ؟ فإذا قاطعها استطردت : لا تتكلم وكأن عليك أن تجعل مني امرأة شريفة.أنا امرأة شريفة جدا ًألا تثق في حبك لي هذا الفهم العميق لحقائق الجنس والحب والشرف .. تفهم نوال السعداوي " فالشرف عند كاترين أن تقيم علاقاتها الاجتماعية – ومنها الجنس – في حرية تامة من الأغلال التقليدية أنها تحب هنري ،وهذا يكفيها لأن تمارس حياتها معه "
اضغط على جرس الشقة رقم 18في الدور الخامس .بالجيزة شارع مراد اضغط على جرس شقتها الجديدة فى الدور ال22 بابراج اغاخان على النيل عند شبرا.. وتتكرر الزيارات : موعد . ولقاء . وفنجان شاي . وسكارين . وأسئلة وتساؤلات . وتردد . وإجابات . وعطش . وسعال . واعتراف . وكوب ماء . ومغالطات . وذكاء . وتداكي . وكلام . ودخان . وقناع . وأقنعة وتليفون . وضحكات . وسيرة . ورأي . وصدق . وكذب . وريشة وهواجس . ورسام وظلال . وكاتب . وقلم . وروائي . وشهرة . وحوار . وإبحار .
تستقبلني كإيزيس المصرية – بكاب أخضر وحشمة بالغة .. اعتدت أن أراها تغلق آخر زرار في قميصها عند الرقبة .. وبابتسامه محسوبة تقودني إلى غرفة المعيشة – ألاحظ شعرها الأبيض الشهير الذي يسافر مثل أدبها إلى كل الدنيا ( على رأي عبد الحليم حافظ ونزار قباني ) أقابل زوجها الثالث د. شريف حتاتة نسمة هادئة تجمع بين الذوق والأخلاق في جسد .في غرفة المعيشة مكتبة بلاكار بيضاء بطول الحجرة – وبها أكبر عدد من الشلت وأن جلست تلقي نصائح كثيرة عن استخدامها للجلسة الصحيحة لأن أشد الآلام – ما كان في الظهر !!
كانت عائدة من السفر – وعرفت أنها على سفر آخر .. وأن شراع مركبها من سنتين على الأقل لم يستقر على ساحل النيل .
أستعد لمحاورة امرأة من برج العقرب ولدت في 27/10/؟؟؟؟ فهل فيها صفات جريس كلير وبابلو بيكاسو والمطربة صباح مواليد نفس برجها .. ورجوت المريخ أن يدخل الزهرة أقصد ألا تحول الكواكب دون حميمة الحوار !! فأنا رجل من برج الثور ..
قلت لها منذ سنة 1970 وحتى الآن وأنا ساقط في هوى ما تكتبين ولكن منذ " المرأة والجنس " وحتى رواية " الحب في زمن النفط " لا أشعر إنك وصلت لصيغة نرتاح لها أن ترتاحين لها في العلاقة بين الرجل والمرأة
- لقد تعجبت كثيرا ًمما كتبته في أحد أعداد مجلة " فصول " عن تجربتك في الكتابة وعلاقتها بتجربتك الحياتية .
قالت: " في مرحلة ما من تجربتي الحياتية خلقت الأطفال . وتزوجت حتى الثمالة أكثر من مرة ومع ذلك لم أشعر أبدا بدخول الهواء إلى صدري بل العكس هو الصحيح " .
وقلت " يزداد اختناق المرأة بازدياد تفانيها في مؤسسة الزواج . هكذا ظهرت لي الحقيقة " .
فماذا نفهم ؟! .
وقالت : في شهادتي بمجلة فصول أدنت العلاقات الزوجية التي تمنع المرأة من الإبداع . وأنا ضد الصيغ النهائية للعلاقات الإنسانية وأنا اجتهد فقط لتحسين الحياة فأنا لم يفلح معي الزواج السلطاوي حيث تدمعت السلطات المترابطة على شكل الهرم الأكبر ووضعتني في فراش الزوجية لم ينجح ذلك – هل لأنه بلا معرفة مسبقة – أو بلا حب – أو لأن به ضغط سلطاوي من البيئة والعادات !! ولم ينجح زواج آخر رغم اختياري حينما وجدت أن المرأة المبدعة تحظى بزوج يكتئب إذا نجحت ويسألها عن أفكارها وأصابني الاختناق من سؤاله – لما ذا ام أطبخ وأنا مسروقة ومشدودة للقلم ؟ لماذا لم أغسل وأنا أهيم مع وحي الإبداع ؟! .. لم يعجبني هذا النمط وجاء زواجي من د/ شريف حتاتة وأنا مرتاحة فيه ولكن لا يعني ذلك توقفي عن تجويده أو عن الشكل الأجود فمثلا أنا سافرت وحدي وتركت د. شريف لمدة طويلة جدا بمفرده !! ودائما ًيقال لي هذه العبارة : مادمتي تنتقدي النظام الأبوي في الزواج أو زواج الورقة واعتراف الآخرين فما هو البديل ؟! وأقول هذه ليست وظيفتي ولكنه لا توجد صيغة نهائية – روشتة علاج – نظام كهنوتي للعلاقة الإنسانية أو لما بين الرجل والمرأة – وإن وجد أنا ضده – فكيف أضعه ؟! فعندي فردوس في امرأة عند نقطة الصفر عرفت الرجل .. " وأتمنى أن ترتاح لكل هذه الصيغ للعلاقة فهي في النهاية : الرجل والمرأة !!
قلت لها : " الأنا " عندك واضحة جدا ً.. حتى أنك – في كتبك البحثية منها بالذات – تذكري نفسك على عكس مل يقول البحث العلمي من حيادية الباحث .. فأنت تكثرين من عبارات : جاءت لي وشكت .. أو قابلتها وقالت .. بل إنك تجعلين نفسك محورا ًللبحث ذاته – لقد تأكد لي ذلك في شهادتك عن تجربة الكتابة حين قلت " التفاني – على قمة الأعمال التي يقوم بها العبيد التفاني في الآخرين : إفناء الذات – إنكار لكن الإبداع أو الكتابة هي عكس ذلك تماما ً- إنها إحياء للذات ؟!
قالت لي : الشجاعة في أن يضع الإنسان نفسه في البؤرة التي يبحثها – فأنا إذا كنت مقهورة في منزلي وأريد أن أضرب مثلا ًعن قهر النساء لماذا أبعد ؟! لأتحدث عن نفسي ؟؟ فكما تقف لتتحدث عن تجربة الكتابة وتستفيد الأديبة الناشئة – فلنتحدث عن تجربة الرجل ؟! وتجربة القهر وليستفيد الآخرون فالقارئ هنا يقتنع جدا ً- أكثر من إحصاءات وحكايات وأرقام .فأنا ككاتبة وامرأة أخلط دائما ًالخاص بالعام وهذه ليست مسألة متصلة بالأنا أن النرجسية ثم أنه من ميراث العبيد والفراعين أن تضمر نفسك وتعلى الآخرين وأنت قابع – لماذا نتحرج من تقدير نفوسنا أنا لست معقدة بعقدة ( ضمور الأنا ) ولكني أعرف أهمية التواضع أيضا – ولتعرف أن التواضع بعض الوقت لا لكل الوقت وإلا صعدت النباتات المتسلقة الضعيفة على الأكتاف .
يجب أن يعرف كل قدره . وفي نفس الوقت ليس عندي حساسية لذاتي – ولا أقول إن حياتي مثالية – أو بلا أخطاء – ولكن هي حياتي أعترف وأكشف عنها لنفسي وللآخرين وهذا اتجاه عالمي الآن في دراسة العلوم – وعلوم المرأة بالذات – وأنت وأنا والتاريخ والجغرافيا والعلم والفن – في بوتقة واحدة لتنتقل من عالم العلم المجزأ إلى ما يسمى " بالمعروفة " !!
وفي كتاب ( المرأة هي الأصل ) ( المرأة والجنس ) ولم أتكلم عن نفسي وإنما أردت أن أقول للمرأة كلنا في الهم سواء – ولذا قلت تعبت مثلك مرتين من الزواج – وليست مرتاحة حتى الآن لهذه الصيغة من العلاقة ولكن علينا أن نستمر ونحسن ونجود والحياة .
قلت لها : إذن فأنت لا تعتبرين نفسك مثلا ًأعلى لأحد – أو بيونير " رائدة " لتحرير المرأة أو شيء من هذا ؟!
قالت : أنا كاتبة تعبر بصدق عن قضية العدالة والحق في الكون – وتصادف أن المرأة مظلومة فأنصفها قلمي فلست ضد الرجل – ولكن ضد الظلم – فالرجل إذا ظلم لهذا فقط أكون ضده . ولا يوجد عندي أنا مثل أعلى – حتى ولا والدي – حتى أكون مثلا ًأعلى لأحد وأعترف لك أنني لم أمر في حياتي بمرحلة الإعجاب بأحد لا ممثل ولا ممثلة أو راقص أو – لا أحتفظ بصورة أو أحلم أحلام يقظة .
وعلى فكرة من سيكولوجية " العبيد " تقليد السيد – أو المثل الأعلى – تطلع ممثلة نقلد لبسها – يطلع إعلان تولد عندنا الحاجة معه للسلعة التي يروج لها – يعجبني أحد – ناس مثير عجبوني – ناس كثير ارتحت لهم – ولكن لا أحد نموذجي في الحب والحرب والحياة .
قلت لها : حدثينا عن نفسك كنموذج أنثوي خاص – فريد .. ؟
قالت : أشرف – إنك تجرني لأحاديث صالونات ودردشة .. وأنا أنأى بنفسي عنها – وأيه نموذج نسائي ؟! أنا امرأة تعرف المرأة من طريقة مشيتها ومن نظرة عيونها ومن لمحات سقطات كلامها القليل أنا صادقة وغير مجاملة ولم أعرف في حياتي ( البارفان ) - وإنما أنا برائحة الماء دوما ً- لا مكياج ولا ترهل ولا استسلام ضد أحد – أنا امرأة لا يعرف عنوانها السلطان – أقصد غير قابلة للإغراء أو الإغواء !!
سيدتي : لماذا انت ضد تعدد الزوجات – الرجل لن يسرق المرأة الأخرى وإنما بإرادتها سيدخلها داره – سيتزوجها بعقد ؟!
وقالت : ولماذا انتم ضد تعدد الأزواج وهو نظام عرفه التاريخ القديم حيث كان ينسب الولد لأمه – كما سيحدث " أمام الله " يوم القيامة وكان ذلك برضاء جماعي !! ولماذا نحن ضد ( البغاء ) والرجل يذهب ويدفع برضا ( والبغي ) راضية أمام الذهب – المسألة ليست ( رضا ) و ( عقد ) و ( دار ) .
وبالتالي يكون التعدد نظاما ًاقتصاديا ً- لا نظاما ًانسانيا ً- من يملك ذهب ؟! له أن يتزوج ويعدد نساء وإنما الفقير ولا زوجة واحدة " ده ما معهوش – يبقى ما يلزموش " .
لهذا أنا لا أحب الزواج بورقة .
وإنما الزواج " بكلمة الشرف " – إذا قال الرجل أحبك يتحملها ولا يتهرب من تكور بطن امرأته لأنه يبقى الزواج " بالحب " ولا يبقى " بالعقد " .
ولكن يكون الزواج – مجرد نظام اقتصادي لشراء النساء . وعلى العموم أنا قلت : إني ضد تعدد ( الزوجات ) وليس معنى ذلك إني مع تعدد ( الأزواج ) .
قلت لها : قلت علينا أن ننظر في تراثنا الديني – بنظرة عدل لوضع المرأة ونظرة حق بالنسبة للجنس والحب ما المعنى ؟!
قالت : نعم طالبت بأن يدخل الدين مناطق الخوف في حياتنا : الحب والجنس والمرأة .
لأن الفصل بين المعلومات مسألة جهالة حتى في الطب كان يحدث ذلك الفصل بين النفس والجسم أو الفصل بين المرض والفقر ، وقد فصلنا الدين عن هذه المناطق بل إنني طالبت بالربط بين القهر الجنسي والقهر السياسي والعالمي .
فمثلا ًفي " تونس " جعلوا هناك تحديدا ًلتعدد الزوجات لأن هناك نص قرآني يربط التعدد بالعدل ويقرر أن العدل أن العدل مستحيل " ولن تعدلوا " أو أن يحدث اختزال كامل لتدين المرأة في ملابس معينة الحجاب والنقاب وباقي الأخلاق يا ناس؟! أنا مع التحشم طبعا ًولكني سافرة فهل أنا كافرة إذن ؟! وهل من يلبس الحجاب أو الجلباب ويقتل الناس هو النموذج المتدين . نظرة تاريخية تجعلنا نؤكد الحجاب والنقاب في أحط قرون التاريخ أخلاقيا ًعند اليهود والإغريق وفي الجاهلية ( فلماذا ربطه بالإسلام وحده ؟ ) وإنه دليل الأخلاق – المحجبات على عيني وراسي هذه حريتهن – ولكن نحن السافرات لماذا لا نعامل بنفس المساواة على العين والرأس والعبرة هي " محك السقوط نفسه " !!
ثم إن الجنس له أهمية في حياة الرجل فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول : " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه ، إلا كان الذي في السماء ساخطا ًعليها حتى يرضى عنها " فلماذا لا يكن له نفس الأهمية عند المرأة وكيف نطالب المرأة أن تكون قبل الزواج " كائنا ًلا جنسيا ً"وبعد الزواج كائنا ًجنسيا ًمن الدرجة الأولى – ومش عايزة الناس تقول ( نوال ) عايزاها (ميغة ) – أنا بأضع أفكار تحتاج لدراسة !! خاصة وأن المرأة في الإسلام يجوز لها طلب الطلاق لعدم الإشباع الجنسي وهناك قضايا معروفة في التاريخ تقدم فيها نساء يطلبن الطلاق بسبب ذلك " كزوجة رفاعة القرظي " التي قالت : إنه يعاشرها ولكنها لا تتأجج معه فحكم لها!!
قلت لها : قلت في كتابك ( الأنثى هي الأصل ) في الإهداء إلى شريف حتاتة أحد الرجال العظماء القلائل الذين قابلتهم في حياتي فمن باقي هؤلاء الرجال .
قالت : المطلوب أن نحكي تجاربنا وندرسها لا أن نقول الأسماء والتواريخ ، أنا لا أفشي الأسرار ولا أقول ما يحزن الآخرين ولهذا فأنا لست مع ما فعلته ( غادة السمان ) مع ( غسان كنفاني ) واستغربت جدا ًمن الكتاب الذي وضعني أنا وغادة في خانة واحدة من الأدب النسائي والذي ألفته ( مارجو بدران ) !!
( كانت الكاتبة الأمريكية مارجو بدران ) قد قدمت كتابا ًسنة 92 عنوانه " مائة عام من أدب المرأة العربية " وقسمته لثلاثة أقسام :
الأول : يضم الكتابات التي توضح إدراك المرأة العربية لمعاناتها لفقدانها حقوقها .
الثاني : محوره رفض الأفكار والسلوكيات التي تسلب المرأة حريتها ككائن انساني وهو الجزء الذي جعلت فيه نوال السعداوي (*)مع غادة السمان وحنان الشيخ .
الثالث : ويمثل أشكال الكتابة التي تمثل التحرك الإيجابي لتغيير أوضاع المرأة وجعلت فيه من مصر باحثة البادية ومي زيادة وأمينة السعيد ) .
أسألها :سيدتي هل سفرك المتكرر لأمريكا هو بسبب روايتك " سقوط الإمام " الذي تحدثت فيه عن الإمام ؟! وجلعت بطلتها فتاة اسمها بنت الله ؟! وما حدث بعد ذلك من ردود أفعال ؟! فقد قيل إنك مهددة بالقتل بسبب ذلك وعين عليك حرس من جانب الدولة ؟!
وقالت : أنا ضد الدولة الدينية – لأن المرأة في الدولة الدينية مضطهدة – ولا يمكن لها أن تقف بالمساواة مع الرجل في المساوة الحقوق والواجبات بالطبع الإسلام أكثر عدلا ًمع المرأة من باقي الأديان ولكن إذا قلنا بالدولة الدينية فهذا يعني إلغاء حركة تحرير المرأة وإلغاء عمل المرأة لأن الدولة الدينية تسلمنا للكهنوت الذي سيدعى علمه بكل شيء ليس الدين وحده ولكن حتى الذرة – فحيث يسود النص ولا يملك إلا البعض حق تفسيره – وبالطبع لا تملك المرأة ذلك . فالنساء وحدهن الذين سيتحملن كل الوزر . وابنة الله في روايتي " سقوط الإمام " تقول هذا " المرأة وحدها التي تتحمل وزر السفاح والحرام والمجون " – ويجب ألا يفهم كرهي للدولة الدينية على أنه ضد الإسلام فأنا لي دراسات في نقاط كثيرة حول الأديان الثلاثة ولكن حدث أن فسرت الرواية خطأ من جانب بعض المتطرفين وفعلا ًوضعت تحت حراسة الدولة لفترة .ولكني لم أعرف إني مهددة بالقتل إلا حينما نشرت مجلة الكاتب نشرة بأسماء الكتاب الصحفيين المهددين بالقتل ووجدت أسمي بينهم – فبالطبع انزعجت .ولكن سفري لأمريكا كان له قصة أخرى – فأنا هناك لإدريس مادة اسمها الإبداع الأدبي عند المرأة ويسافر معي د. شريف لتدريس نفس المادة ولكن في مصر – بلدي وابنتي وابني وتاريخي أيضا ً.
سألت نوال السعداوي :
· أنت طبيبة نفسية وروائية وقصاصة ، ترى بأي صفة تفضلين مخاطبتك ؟
- أنا روائية وقصاصة في المقام الأول . وبعد ذلك يأتي الطب النفسي .
· ولماذا ؟!
- أجمل لحظات حياتي ، حين أجلس لأكتب قصة أو رواية ، أنا أحب الفن وأحب الإبداع . مع أن الطب النفسي يحتاج أيضا إلى إبداع كبير ، ولكن تبقى مساحة الإبداع في الفن والفكر والكتابة ، أكبر من مساحة الإبداع في العمل الاجتماعي أو ممارسة الطب النفسي .
القوانين والقيود على التفكير المبدع في العمل الاجتماعي ، أكثر منها في الفنون ، في الكتابة الفنية والادبية ، تتجاوز الأديبة أو الكاتبة كل القوانين ، وتكون أكبر من كل قيد ، وهذا سر من أسرار المتعة التي تشعر بها كل فنانة خلال عملية الإبداع .
· كم كتابا ًقدمت إلى المكتبة العربية ؟
- لي ثمانية وعشرون كتابا ً. من بينها ست دراسات علمية عن المرأة والرجل . والباقي أعمال أدبية تتنوع ما بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والمذكرات .
· ما تصورك للعلاقة بين الفن والطفولة ؟
- الفنان أو الفنانة إنسانة احتفظت بطفولتها . ولم تبتر ذاكرتها الطفولية . الفنانة حياتها سلسلة متصلة من الماضر والحاضر والمستقبل في منغومة واحدة جميلة . هذه المنغومة تصنع الإبداع . وبسبب التربية الخاطئة القائمة على التخصص الضيق ، فإن كثيرين يفقدون بذرة الإبداع ، فالإبداع عملية تذكر مستمرة للماضي ، في ضوء الحاضر واستشراف رؤى المستقبل ، الفنان طفل ، والفنانة طفلة تلعب وتتخيل وتكتشف دون حدود أو أجراس .
· وما تصورك للعلاقة بين الفن والجنون ؟
- للفنان أو الفنانة نوع خاص من الجنون . وهو الجنون المنتهي بالعقل ، المجنون إنسان يكسر الأشياء ويدمرها ويتجاوز الحدود ثم يقف ، أما الفنان فهو بعد التكسير ونجاوز الحدود قادر على إعادة ترتيب الأشياء بشكل أكثر حرية وجمالا ً، ولهذا فإن الفنان او الفنانة تصل إلى حافة الجنون ولا تجن ، بل تظل عاقلة وأكثر عقلانية من الآخرين . والفنان أكثر الناس عرضه للجنون ، إذا توقف إبداعه . أو فرضت القيود على أعماله .
· هل لك عادات معينة تصاحب عملية الإبداع ؟
- أحب أن أكتب وأنا أتطلع إلى السماء ، أو إلى الأشجار ، أو أرى منظرا ًمن الطبيعة الخارجية ، لا أستطيع الكتابة وأنا أواجه رفا ًاو كتبا ًاو جدار ، أكتب على ورق غير مسطر، ومن النوع الرخيص ، القلم الجاف مريح وأفضله أسود ، وأثناء الكتابة لا أشرب شايا ًأو قهوة . وعندي كرسي خاص يجعل ضغط الجسم على الساقين وليس على الظهر. بإمكاني الجلوس لمدة طويلة دون أن أشعر بالزمن او التعب .
· ما هو أسلوبك في الكتابة ؟
- لكل كاتب أو كاتبة روحها الخاصة التي يمكن استشفافها عبر السطور . لكن داخل هذه الروح ، هناك عدة أساليب . فالموضوع يفرض لغته وأسلوبه .
يقال : إن الأديب يكتب في حياته كلها عملا ًواحدا ًهو العمل الأول ، وتأتي الأعمال الأخرى نسخا ًمعدلة . ما رأيك ؟
- هذا صحيح إلى حد كبير فالكاتب أو الكاتبة تضع في عملها الأول أساسيات اهتمامها ، وما يشكل همومها وأحلامها . وتضع كذلك بذور اللغة التي تستخدمها . ومع كل عمل لاحق ، تختلف الشخصيات ، تتنوع الموضوعات وطرق صياغتها بحكم النضج والخبرة . كل هذا في إطار الاهتمام الأساسي الذي ظهر في العمل الأول . فالكاتب أو الكاتبة تحدد في عملها الأول " أرضها " الخاصة ، والأرض تثمر في كل مرة ثمارا ًمختلفة .
· وماذا عن وصف أفكارك بالتطرف ؟
- لست متطرفة في أفكاري أنا طبيعية تماما ًوحماسي للتقدم وللعدل طبيعي وإن رآني البعض متطرفة فهذا ليس عيبا ًلأن تطرفي هو لحركة الحياة وتجددها وازدهارها ، والإنسان الطبيعي قد يبدو متطرفا ً، لأن الآخرين خاملون زيادة عن اللزوم .
· ما رأيك في نفسك كأم وزوجة ؟
- اعتقد أنني نجحت في إيجاد أسرة جديدة مبدعة مزجت بين العلم والفن لقد ضمنت لابني ولابنتي حرية وأمان النقد فأنا تربيت على هذه الحرية في التفكير ، كنت اسأل أبي عن كل شيء كنت أنقده وأناقشه وفي حواره معي كان يخاطب عقلي . وعلاقتي بزوجي شريف حتاتة وهو طبيب وروائي أيضا ًقوامها الاحترام والتعاون في حمل المسئولية .
· ماذا تقدرين في الرجل ؟
- أقدر في الرجل إبداعه ، فكره المتفتح ، احترامه للمرأة ، ثقته بنفسه التي تمنعه من استعراض شواربه أو عضلاته وأقدر الرجل الرقيق الذي لا يخجل من دموعه ومن لحظات ضعفه .
· ما هي الرواية التي قرأتها حديثا وأعجبتك ؟ والرواية التي قرأتها في سن مبكر وما زلت تذكرينها؟
- رواية ( ضوء في اغسطس ) للكاتب الأمريكي الشهير وليم فوكنر في هذه الرواية ، استطاع فوكنر أن يشدني منذ البداية رغم صعوبة القصة كما أنها مكتوبة بشكل فني بديع ، فهي على شكل طبقات ، وتدريجيا ًتكتشف طبقة وراء طبقة من الرواية ومن شخصية البطل ، وفي النهاية تكتمل الصورة بشكل مدهش .
وفي سني المبكر ، اتذكر الأيام لـ " طه حسين " .
· هل تحبين الموسيقى والغناء ؟
- بالنسبة للموسيقى العربية ، أحب الأغنيات القديمة لـ " عبد الوهاب " و" أم كلثوم " و " ليلى مراد " و " أسمهان " وأحب " سيد درويش " خاصة لحن " زوروني كل سنة مرة " .
أحب الاستماع إلى مؤلفات تشايكوفيسكي ، موتسارت وباخ وفيفالدي .. وأحب فالساتيوهان شتراوس ، وتطربني الموسيقى الاسبانية الأندلسية ، وأي توزيع جديد للموسيقى يمزج بين الروح الغربية والشرقية يستهويني ويطربني .
· هل بدايتك السياسية بقرار التحفظ عليك ودخولك السجن في سبتمبر 1981؟!
- اعتقد أني ليس لي علاقة بالسياسة ولكن السلطة شعرت بي وحاولت أن تجعلني متلبسة بشيء ضدها وهو غير صحيح بالمرة فلا أعرف لماذا دخلت سجن النساء في 1981 ولا لماذا حقق معي عام 72 بمعرفة أمن الدولة ، والحقيقة أن دخول السجن لم أتوقعه حتى في أيام عبد الناصر وبخاصة أني كنت على خلاف واضح مع وزير الداخلية وقتها ( شعراوي جمعة ) ..
فهذا هو السؤال الذي بلا جواب .. ولكن جوابه واضح جدا ًإنه في ظل حكم الرئيس السادات .. تم الإعلان عن تكوين المنابر والأحزاب كبداية قوية كان يراها لاستعادة المجتمع المصري للديمقراطية المفقودة .. والحقيقة إنني صدفت مثل هذه الشعارات .. وقلت في نفسي ربما تكون رغبة صحيحة ، وعلى ذلك بدأت في حياتي أمارس النقد والكتابة وحرية الرأي استنادا ًإلى هذا الإعلان .. فإذا بي أدخل السجن .. ودائما ًكنت أقولها نكته ، لأنني صدقت الرئيس السادات فدخلت السجن .. وأحب أن أؤكد لك أنه رغم هذه الصحوة التي صاحبت اعتقادي بعودة الديمقراطية .. فإنني لم أنضم أبدا ًإلى أي حزب أو أي تجمع سياسي سواء قبل الثورة أو بعدها .. فلا اتحاد قومي ولا اتحاد اشتراكي .. ولا حزب مصر .. ولا أي حزب مؤيد أو معارض .. أو وطني أو يسار ..
طول عمري أرفض تماما ًالانضمام إلى الأحزاب السياسية وحتى الآن .. وهذا نابع من إيماني بعدم الرضا عن أي حزب سياسي .. إنني من يوم أن وعيت للحياة السياسية وأنا من مواليد 1931 .. لم أدخل هذا الميدان .. ومنذ طفولتي المبكرة وأنا أكتب .. فقد كتبت في هذا السن المبكرة رواية بعنوان "مذكرات طفلة اسمها سعاد " .. ولكنني بدأت النشر بعد تخرجي في كلية الطب مباشرة ابتداء من أعوام 1956 و 1957 و 1958 .. وعلى أية حال إنني أعتبر نفسي روائية ولست كاتبة سياسية .
وكتاباتي في ميادين المرأة وميدان العلم والكتابة السياسية أعتبرها نوعا ًمن الفن .. لذلك تجدني لم أكتب حتى هذه اللحظة كتبا ًسياسية بالمعنى المتعارف عليه .
· كيف استقبلتي قرار التحفظ في سجن النساء ؟
- لقد كانت أصعب لحظة في حياتي هي التي سبقت دخولي الزنزانة .. كان المشهد مهيبا ً.. مخيفا ًوالظلام مساعد على هذه الرهبة وعندما دار الفتاح في باب الزنزانة ثلاث دورات دب الصمت في أذني .. ومن بعدها دخلت إلى هذا الفراغ السحيق .. أغمضت عيني ثم فتحتها عيديا من المرات .. كانت هناك أشياء تتحرك بالقرب مني .. تعرفت على أحد الوجوه تحت الضوء الأصفر .. هتفت بسرور : صافيناز .. وتعانقنا .. صحفية وأديبة .. لم أكن قد رأيتها منذ سنين طويلة .. تغيرت كثيرا ًولم تكن ترتدي الحجاب ..
رمقتني عينان من خلال ثقبين في النقاب الأسود وسألت : من زميلتنا الجديدة ؟ ردت صافيناز : الدكتورة نوال السعداوي صاحبة الكتب الخطيرة .. الكتب المليئة بالكفر ..
رأيت جسما ًيتحرك فوق الدور العلوي لأحد الأسرة ونهضت من نومها فجأة تهتف : أهلا ًنوال .. لقد كانت الدكتورة أمينة رشيد الأستاذة بجامعة القاهرة .. وقد التقيت بها عدة مرات في بيتي وفي بيوت بعض الصديقات ..
وفي لحظات دار بيننا حوار حول كتبي التي صدرت خاصة وأن بعض الموجودات بالعنبر اتهموني بالكفر والإلحاد .. وفي وسط هذه المناقشات الحامية .. فجأة سمعنا المفتاح يدور في الباب .. انفتح باب العنبر ودخلت امرأة ثم انغلق الباب .. رأيت وجهها في الضوء الأصفر وهي تقبل نحونا وهتفت بسرور : لطيفة .. إنها الدكتورة لطيفة الزيات ..
.. وتتوالى النقلات .. فلقد أدهشتنى بمذكراتها عن نفسها .. إنها ليست صريحة فقط .. إنها تتعرى تنفض المستور والمخبوء .. تتوضأ من الماضي وتتطهر للمستقبل . إن عملها يقف على قدم المساواة إن لم يسابق ( أوراق شخصية ) للطيفة الزيات .
نوال السعداوي .. لغم موقوت بين ضفتي كتاب اسمه " أوراقي .. حياتي " أوراق تعرى فيها المخبوء في أعماق النفس ، تعرى فيها المستور والممنوع بالخوف من الله أو الأب أو الزوج أو الحب أو الوطن ، أوراق كتبتها بعيدا ً، في بيت صغير يطل على غابة " ديوك " بولاية نورث كارولينا الأمريكية .. اختارت السفر بعد أن اقتلعتها قوى عاتية مثل الأعاصير ، تقتلع الناس وتنتزعهم من بيوتهم ، لكنه الوطن الذي سافر معها ، والقاهرة التي حملتها فوق صدرها على البعد مثلما حملت أمها في سنواتها الأخيرة . تقول في أوراقها :
إنسان .. أنثى .. شاء حظها ألا تكون بين الموءودات ، لأن ولادتها جاءت بعد نزول الآية القرآنية الكريمة " وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت " بزمان ، وشاء حظها أيضا أن تأتي بعد أن استجاب الله لدعوة ستها الحاجة أن يرزق ابنها السيد أفندي بولد ، يرفع رأسه في الدنيا والآخرة ، وجاء الطفل الأول ولداً .
ورغم هذا كانت ستي الحاجة ، ترمقني في صمت وتمصمص شفتيها وتقول : ياريتها كانت ولد، وترفع عمتها يدها إلى السماء وتقول : ربنا قادر على كل شيء والصغيرة تنزعج ، وتتمنى ألا يستجيب الله ويقلبها ذكرا ًمثل شقيقها الأول . من كفر طحلة في القليوبية إلى الاسكندرية إلى منوف والقاهرة .. وسجن النساء في القناطر .. ليلة أن جاءوها مسبحين مؤدبين , إلى العالم الواسع ، لا تستسلم للقضاء والقدر ، ولا ترضى بالقسمة والمكتوب في معركة دائمة مع الحياة ، من أجل تحقيق شيء آخر ، هربت من الأب والأم والعريس ، هربت إلى القلم ليكون الملاذ الوحيد ، ليكون وسيلتها للتصالح مع الماضي والحاضر ، تقول : منذ امسكت بالقلم ، وأنا أقاوم التاريخ ، أقاوم هذا التزييف في السجلات الرسمية ، أود لو أشطب اسم جدي السعداوي من اسمي وأضع مكانه اسم أمي" زينب " هي التي علمتني الحروف .. أمسكت يدي تحت يدها وجعلتني أكتب : أ ، ب ، ت
وقررت ألا أكتب تساؤلاتي وأتركها تفيض بحيوية إجاباتها وتمردها حول سيرتها الذاتية وكتابها " اوراقي .. حياتي .. " .
قالت: الغضب بدأ ينمو في أحشائي منذ أن قالوا لي عن أخي ، هو ولد وأنت بنت وفرقوا بيننا في كل شيء في العيدية كان يأخذ 2 مليم وأنا مليما ًواحدا ً.وإذا غضبت تقول ستي الحاجة : ربنا قال البنت نص الولد يا عين أمك ويرمقني أخي الأكبر بعين تلمع بالزهو ، هو يسقط في الامتحانات وانا أنجح وأشتغل في البيت ، ولا يخفف من إحباطه إلا أن يرد وبصوت عال ٍ: " وللذكر مثل حظ الأنثيين " .
· .................................. ؟
- سافرت للقاهرة وعمري 11 سنة جئت إلى هنا احمل شنطة دامور وأرتدي بلوفر رخيصا ً، لأقيم واضطهد في بيت خالتي ، وعرفت كيف أحافظ على عذريتي وحولي رجال كثيرون وعرفت أن خالتي طردت الخادمة ، لأن خالي اعتدى عليها ، ولم أنس أبدا ًالثقة التي وضعتها أمي في وهي تقول : ارم نوال في النار ترجع سليمة ، وقلت عن ابنتي نفس الكلمة ، ووضعت في منى وعاطف كل الثقة التي زرعتها أمي في داخلي .
· ................................ ؟
- كنت أستدير أحيانا وأنا مصلوبة في الترام أو القطار وأصفع واحدا ًعلى وجهه ، لأنه حاول أن يلتصق بي أكثر من اللازم .لا أعرف من أين واتتني هذه الشجاعة وأنا طفلة عمرها 13 سنة ، لكنه غضب الطفولة أقوى وأصدق وأنقى غضب كيف عاشت هذه الطفلة في أعماقي حتى اليوم ؟ .. لا أعرف .
................................ ؟
- لست ساقطة ولا طاهرة ، المرأة في نظر الرجل عذراء ، طاهرة زوجة مطيعة خائفة أو ساقطة ولا وسط بين الاثنين ، أنا إنسان ، والمرأة الإنسان أرفع شأنا ًمن الزوجة المطيعة أو العذراء أو الأم أو الساقطة ، ولكنه النظام الأبوي الطبقي الذي يضعنا في أي من الطريقين .
· ................................ ؟
- ما زال الأدباء ينظرون للمرأة على أنها زوجة مخلصة او عشيقة فاتنة ، مغرمون بالمرأة المتحررة .. حتى القدمين ، المرأة تطلب عقولهم ، وهم يطلبون شيئا ًآخر ، ويصفون النساء اللاتي أستطعن أن يرفضن انفسهم بالجنس الثالث !! .
· ................................ ؟
- عليها أن تسعى للوصول للسلطة حتى تشارك في صنع القرار السياسي .
· ................................ ؟
- الحركة النسائية ليست عدوة للدين ، ولكن عدوة للسياسة .
· ................................ ؟
- لست شيوعية ولا يمكن تصنيفي سياسيا ًوإلا لوجدت حزب أنتمي إليه أنا نوال السعداوي .
(*)نوال السعداوي . اسمها الحقيقي نوال السيد حبش السعداوي ، من مواليد القليوبية قرية ( كفر طلحة ) .
- مواليد 1931 .
- تخرجت من كلية الطب في ديسمبر 1954 في تخصص أمراض الصدر .
- حصلت على الدكتوراه الفخرية مرتين آخرها 1966 من جامعة " إلينوي " .
- كانت أول مجموعة قصصية لها هي ( تعلمت الحب ) وصدرت بتقديم للأستاذ ( يحي حقي ) .