مر على هذا الحادث سنوات كثيرة.. كنت لم أفك ضفيرتى القصيرة بعد، حين قال أبوه لأبى سوف نزوج هند لعاكف.. لم يتوقف أبى طويلا أمام الطلب ولم تنتبه أمى لتناقشه فيما بعد.. واستمرت سهرة من الضحك وتبادل الذكريات إلى اللحظة التي قادتهم إلى هذه الصداقة والتي استمرت حتى بعد نهاية قصتى.. لكنى تعلقت بالكلمة وامتنعت عن مصاحبة الآخرين وراقبته عن بعد...
اليوم حضرت زفافه، شاهدته في الكوشة، ببدلة سوداء، بجانبه هي بفستان أبيض كنت أرى نفسى فيه دائما في حلمى الذى يتكرر.. هنّأ أبى وباركت أمى.. لكنى التصقت بحائط الحزن وسألت نفسى لما خان العهد رغم وفائى.