فى 15 أغسطس 1947 ، ألقى جواهر لال نهرو 14 نوفمبر 1889 - 27 مايو 1964 ، أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال ، فى القلعة الحمراء التاريخية ، خطبة تحرير الهند بعد قرابة مائة عام ، من احتلال الامبراطورية البريطانية .
ومنذ ذلك الحين ، أصبح هذا تقليدا هنديا شعبيا ، لا يضاهيه شئ ، الا الاحتفال بذكرى ميلاد المهاتما غاندى ، 2 أكتوبر 1869 ، وذكرى اغتياله 30 يناير1948.
الروح العظيم ، وأبو الأمة الهندية ، مشعل الحركة الوطنية الهندية ، وزعيمها وأحد نبلاء العالم ، المؤمن بالعصيان المدنى ، وسياسة اللاعنف للاصرار على الحقيقة ، واحداث التغييرات السياسية والاجتماعية ، المعروفة باسم " الساتيا جراها " ، وعيد ميلاده عطلة رسمية فى الهند ، وهو أيضا اليوم العالمى لنبذ العنف .
منحازة لكل ما ينبع من الهند ، الطعام الحار ، الشاى الهندى ، موسيقاها الثرية بالبهجة والشجن والانطلاق ، تاج محل ، الرقص الهندى لا تسعه رحابة الكون ، رائحة البخور والأعشاب الهندية خاصة الصندل ، أشعار " طاغور " ، رائحة المعاناة المرسومة على الوجوه ، وشكل الزى التقليدى للمرأة "السارى ".
وأعشق شكل نول الغزل الهندى التقليدى ، أحد اسباب استقلال الهند . فقد أدرك غاندى ، أن الاستقلال السياسى لن يتحقق ، طالما أن الهند تصدر انتاجها الزراعى كمادة خام ، ثم تشترى المنتجات الانجليزية الجاهزة . ولهذا دعا الهنود الى احياء الصناعات القديمة ، والحرف اليدوية التقليدية ، والعودة الى النول اليدوى ، والامتناع عن شراء الأقمشة الانجليزية . وأصبح النول اليدوى رمزا للتحرر ، الذى وضع فى منتصف العلم الهندى ، وكان هذا اقتراح " غاندى " .
" غاندى " ، الر جل البسيط ، نحيل الجسم ، الذى يعيش كأفقر الفقراء ، لا يملك الا ايمانه ، ب الهند ، ونبذ العنف ، هادئ الحركات والصوت ، كان الخطر الأكبر ، على امبراطورية ، تملك المال ، والنفوذ ، والأسلحة ، والجيوش ، وخبرات الاحتلال ، والحلفاء ، ووسائل القمع والتعذيب .
وكان " غاندى " أيضا ، ثائرا على الموروثات الدينية الهندوسية ، التى تقسم المجتمع الهندى إلى نظام صارم من الطوائف . على القمة طائفة " البراهما" إله الخلق والكون ، لذلك فهى طبقة عليا ، يمثلها القائمون على الدين والفكر. وفى القاع طائفة " التشودرا " ، أصحاب
أصحاب المهن والحرف اليدوية المختلفة . من هذه الطائفة نشأت فئة «المنبوذين» ،التى تعمل بأحط المهن فى نظر الهنود .
قام " غاندى " بأمر غير مسبوق ، وهو تزويج رجل وامرأة ، من طائفتين مختلفتين . بل
من أكثر الطوائف بعدا ، طائفة «البراهما» قمة المجتمع ، وطائفة " التشودرا " قاع المجتمع .
فى يوم 12 مارس 1930، خرج " غاندى " من مدينته أحمد أباد، فى ولاية غوجارت سائرًا على القدمين إلى قرية داندى فى مقاطعة سوارت وقد قطع عهدًا ألا يعود إلا بعد تحرير الهند، بدأ السير مع تسعة وسبعين من أتباعه ، لمدة 24 يوما متواصلا ، قاطعًا خمسمائة كيلو متر. وعلى طول الطريق ، تحول الجمع الصغير إلى الآلاف من الهنود.
عند شاطئ محيط العرب ، توقف "غاندى" ، معه الزحف الضخم، توجه إلى تلال الملح القريبة، رفع بعض الملح إلى أعلى وتركه يتساقط مصاحبًا بالهتافات الرعدية . فقد فهم آلاف الهنود الرسالة . إنه احتجاج ضد احتكار الإدارة الإنجليزية للملح وفرضها ضرائب باهظة عليه .
لكن لماذا الملح؟
أدرك " غاندى " ، أنه أفضل طريقة توحيد للخمسمائة وخمسين مليونا من الهنود، فأفقر الفقراء الذى لا يتناول إلا قطعة من الخبز، يحتاج إلى بعض من الملح . هذا هو الزحف التاريخى الشهير ب " نمك ساتياجراها " ، نمك تعنى الملح .
عرفت هذا وأكثر عن " غاندى " والهند ، من كتاب " مسيرة الملح والحب " ، من مؤلفات
أبى ، الطبيب والكاتب الروائى والمناضل السياسى ، شريف حتاتة 13 سبتمبر 1923 - 22 مايو 2017 . تعرفت على " الأوبانيشاد " ، أقدم تحف التفلسف والأدب الدينى الهندوسى 800 ق . م ، القائلة : " لا تنكر ذاتك فهى الأجنحة بها ستطير ".
فى ١٤ مارس ٢٠١٥، فى لندن، فى ميدان البرلمان، أزيح الستار عن تمثال «غاندى»، يوافق مائة عام، حينما عاد «غاندى» إلى الهند من جنوب إفريقيا، حيث كان يعمل بالمحاماة لكى يتفرغ للنضال لتحرير بلاده، وكان يبلغ من العمر ٤٦ عامًا.
تمثال «غاندى» يرتفع شامخًا، فى عقر دار الإمبراطورية العتيدة . رحل أصحاب الامتيازات، والمراكز المرموقة، وترسانة الأسلحة، والتحالفات الاستعمارية الدولية، الذين كانوا يركبون الخيل ، ويضربون الهنود ، بالرصاص والعصا والكرابيج . ولم يبق إلا «غاندى» والهند .
قال " غاندى " :
- " يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يساومونك ثم تنتصر ".
- " رمونى بالحجارة فجمعتها وبنيت بيتا " .
- " الفقر أسوأ أشكال العنف وهو موجود لأننا نأخذ أكثر مما نحتاج اليه "
- " لا أسمح لأحد أن يدخل عقلى بأقدام متسخة ".
- " لم أتعلم الشطرنج لأنى لا أحب أن يموت جنودى وجيشى ليحيا الملك ".
- " يذبحون بقرة فى الشارع لتقوم الفتنة بين الهندوس والمسلمين ".
- " الحقيقة هى الحقيقة ولو لم يرها أحد ".
- " كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن ".
15 أغسطس ... عيد استقلال وطن لا أحمل جنسيته
بقلم: منى حلمي - في: الأربعاء 17 أغسطس 2022 - التصنيف: مقالات رأي
فعاليات
مناقشة رواية النباتية لهان كانج الحاصلة على جائزة نوبل للأدب
نوفمبر 08, 2024
تمت منااقشة رواية النباتية يوم الجمعة 8 نوفمبر 202...
Art Auction: Support Palestinian Families in Gaza
أكتوبر 18 - 20, 2024
Join us on October 18th for Art for Aid, an online...
مناقشة نصف شمس صفراء لشيماماندا نجوزي أديتشي
سبتمبر 28, 2024
تمت مناقشة رواية نصف شمس صفراء للكاتبة النيجيرية ش...
إدوارد سعيد: الثقافة والإمبريالية
يوليو 27, 2024
تمت مناقشة كتاب الثقافة والإمبريالية لادوارد سعيد...