وجوههم في اتجاه الحائط
شعر نجاة علي
يا لها من شهوانية خائبة! تلك البنت التي خرجت لتوها من المقهي تجر وراءها ذيول خيبتها لا تعرف كيف تخفي ثقوبا واسعة بجسدها الشاحب ومع هذا، بثقة المناضلين تؤكد ان الحافلة ـ تلك التي كادت أن تدهسها يوما ـ لم يكن بها خلل كبير وأن نذالة ركابها معها لم تكن تكفي لان تقاطعهم. يا لها من شهوانية طيبة! أطفأت نصف سجائرها بين شرايينها الميتة كيف لم يفجعها لون الاضاءة وتلك الروائح العفنة التي تخنق أنفاسها، وهي تضع علي حافة الفراش صورة حبيبها في أول الليل، لن تأخذ وقتا طويلا في العثور علي اسماء عظيمة تليق بخياناته قبل أن تدفن وجهها في الحائط ثم انها في آخر الليل كانت تضحك وترقص ـ كالمخمورين ـ وتجد راحة في التندر علي الميتين بغرفتها وأن تخلط بين دمائها والماء البارد لكنها هذه الأيام ـ بصدق ـ لا تدهشها أعضاؤها المتساقطة ولم تعدْ تخافُ سطوة الشتاء ـ الذي لا ينتهي ـ وصارت لا تكلم احدا إلا الله.