أنا الأشْواكُ..
لي قلْبٌ يُعذِّبُنى
ويخشى النَّهرُ إغْراقي
لماذا الآنَ يا ربِّى
أحلَّ العصْفُ أوراقى ؟
فلمْ أقصدْ أسىً يومًا،
ولا طلْحًا على ساقي
ولكنْ عثَّرتي وَخْزي
وصمْتي متنُ إخْفاقي
فكم آلمتُ روَّادِى
وأتْرابي
فجفَّ الزَّهْرُ من حولى
وناحتْ فىَّ أشواقي
ولا زال النَّوى يجثو
على الأغصانِ يصعقُني
فلا تنْمو رياحيني،
ولا تنفكُّ أطواقي
فكم داست على الأعْوادِ .. أصحابٌ
وأجلافٌ
كم انسابَتْ دمائُهمُ
وماجتْ بين أنْفاقى
وكم أشعلتُ أجْرانًا،
وأحْراشًا
وباقاتٍ لمُشْتاقِ
فما ذنْبي ؟
أهذا العارُ من أفياءِ خُذْلاني
وميثاقي ؟
لِمنْ أتلو ترانيمي
وأحكي طبْع أحداقى ؟
فكمْ فاضتْ أساريرى
ورغْمَ الغَيْمِ كم أدعو مداراتٍ
لإشراقِى
ولكنِّى .. إذا فاءَتْ أزاهِيرى
أشاعَ الجدْبُ هَرطَقَتى
ودبَّر فخَّ إحْراقى
فكمْ أسعى بأوجاعى
وكم أصبو عشيَّاتٍ
تُسْربلني بأحلامٍ
وتُنبتُ عُشْبَ تِرْياقى
وكم حاكوا ليَ الأفخاخَ .. فى دغْلي
فحطَّابون باديتى
أَمَاتوا فىَّ ألحانى،
وأنساقي
وكم تلْتاعُ أفئدتى
وساقاىَ المُعلَّقتانِ .. في شَرَكٍ لحطَّاب الرُّؤى
لم يُفْلح الحطَّابُ في نزْع أعماقي
فما الأقْمارُ قد عادتْ إلى غوري
تُداعبني؛
ولا سرْبُ الفراشاتِ ارتقى
يومًا لآفاقي
أنا شبحٌ
ولي دوْحٌ مُدبَّبةٌ
إذا ما الليلُ فاجأني بإعتاقي
وألْهثُ من خُطَى تعبي
وما أغفو بإرهارقي
فما ذنْبي؟
أحاط الشَّكُّ مَمْلَكَتي
أيَخْشى الطَّيرُ ناصيتي،
وأعْناقى ؟
فلى عَهْدٌ
إذا ما اجْتثَّ أفنانى
هُنا أحدٌ
وقرَّر قطْعَ أرزاقي
عزائي أنَّني سَمْحٌ
لمنْ يشْتاقُ إزْهاقي.