رواية " ذاكرة الجسد " طقوس عشقية ، دوختنى.. أنا ونزار قبانى!!

"هذه الرواية لا تختصر ذاكرة الجسد فحسب،ولكنها تختصرتاريخ الوجع الجزائري، والحزن الجزائري، والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي".
نزار قباني

 وقعت رواية (ذاكرة الجسد)لأحلام مستغانمى- تحت يدي وقرأتها فى سيارة كانت تسيرمن القاهرة للغردقة على مقعد غير مريح، لم أقرأها على طريقة الشاعر-"نزار قباني-" الذي قرأها أمام بركة السباحة فى فندق "سامر لاند"فى بيروت،"ودوختنى"،كما دوخت "نزار قبانى" الذى كتب عنها ورقة واحدة، جعلت الرواية الأولى التى تكتبها مستغانمى ضمن أفضل 100 رواية عربية والحقيقة أنها دوختنا جميعا،وخضعت الرواية لقراءات متعددة فهل هي سيرة ذاتية للكاتبة؟! أم إنها رواية عادية مكتملة الخصائص السردية؟! واعتقد بأنها سيرة ذاتية وفيها نفحات من حياة أحلام مستغانمي أنثى ترقص على الحروف،حاملة أطراف ثوبها المطرز بالحروف العربية لتكون (حياة بطلة الرواية هى أحلام - وأحلام مستغانمى هى حياة) يحدث ذلك في الوقت نفسه وتتداخل شخصية الكاتبة مع شخصية البطلة وتتماهى معها لتجعل من قسطنطينة الجزائرية مدينة تحمل في تضاريسها الأنوثة وفي جسورها المعلقة الذاكرة المعتقة للجسد المعطوب، ووقعت فى هوى الكاتب والمكتوب،وتتبعت كل ورقة لمستغانمى وكانت صورتها وهيئتها الجميلة تجعل لها خصوصية عندى،دعونى أعترف أن احلام مستغانمي في(ذاكرة الجسد) ارادت أن تجرجرالقارىء لهموم الوطن فلعبت بالجنس والحب،  لفت السياسة فى سوليفان من الجنس الناعم (جنس الهوانم) تدغدغ به المشاعر فى رقة شاعرية فى السرد لشاعرة سابقة ولاتزال.ترصد الكاتبة الجنس فى طقوس عشقية من خلال إستخدام حيل كلامية مثلا :" ما أجمل الذي حدث بيننا..ما أجمل الذي لم يحدث..ما أجمل الذي لن يحدث"، "أن العاشق مثل المدمن لايمكن أن يقرر بمفرده الشفاء من دائه ،"ما أوجع الشهوة التى يواجهها أكثر من مستحيل وأكثر من مبدأ فلا يزيدها فى النهاية إلا إشتهاء"

 تقول مستغانمى:(أنا جريئة في الكتابة فقط وليس في الحياة ولكن أستطيع أن أقول أنني أدركت أننا أمة تخاف الكلمات فكلمة جسد أو سرير كلمات مخيفة وأنا عبرها أنصب شباك للقارئ عبر استدراجه بعناوين تجعله يتحفز للقراءة ولذلك فأنا قد لا تجد في عمل من أعمالي أكثر من قبلة، ولكني بهذه القبلة استطعت أن ألقي القبض على القارئ، أجعله يقرؤني،وهذا مافعله عنوان (ذاكرة الجسد) مثلاً،الذي كان مطابقاً في الأساس وفي الرواية لفكرة جسد الرجل المعطوب في الثورة الجزائرية، فالجزائرظلت همها على طول الرواية ولاأعتقد أن لكاتبة أخرى مثل هذا التكريس فتعاطفت مع القومية العربية،وتتداخل رواياتها في السياسة والتعلق بعبد الناصر وكفاح الفلسطينيين،وتبك على الجزائر همها وآملها (بن بيلا،ومحمد بوضياف،وسليمان عميرات،الذين ماتوا أول نوفمبر قهرا وقبلهم ابيها الذى تهديه الرواية) تريد أن تسيس رواياتها وتدعو لحزب عربي جديد، فنصوص مستغانمي ماهي إلا تعبير عن أزمة لكشاف معظم التصرفات الشاذة لرجال او نساء في مجتمعنا،فمستغانمي أرادت فضح فساد مجتمعات الرقي والسلطة والمال والديكتاتورية.

 الرواية عبارة عن منولوج داخلي للبطل (الراوي – خالد بن طوبال) مناضلًا جزائريًّا شارك في الثورة الجزائرية على الاحتلال الفرنسي وكان مقرَّبًا من زعيم المقاومة المدعو "سي طاهر"ولكن فيما بعد يُصاب خالد في يده ما يؤدي لبترها.يطلب منه السي طاهر أن يهتم بابنته وزوجته فيهتم بهما ويرعاهما وبخاصة بعد استشهاد ابيها وحتى استقلال الجزائر وتروي القصة احداث حرب التحرير،وبعد التحريرمن خلال تسليط الضوء على بطل الرواية خالد،ليكرم بعد فتره وجيزة بإعطائه منصب اداره احدى دورالنشر في الجزائر ليصبح بعدها شرطي يتجسس مابين الاسطر حتى يلتقي بزياد خليل شاعر فلسطيني الذي يقلب حياه خالد رأسا على عقب خاصة بعد موقف زياد الرافض لحذف بعض الأبيات الشعرية من قصائده،والتي تنال من بعض الحكومات العربية،والذي يصبح بعد هذا الموقف صديقا حميما لخالد ليترك بعدها خالد دور النشر ويزج به بالسجن في الجزائر بتهمه الخيانة، فبعد الاستقلال يصل إلى السلطة الفاسدين فيختلف خالد معهم ويغادر الجزائر لأنّه لا يحتمل البقاء فيها في ظل الفساد.ويتوجه خالد نحو فرنسا (ينصحه طبيبه ان يتجاوز حالته المرضية- ويعطيه ورقة وقلما)،"وعندما سألنى،وهو يكتشف ثقافتى،هل أحب الكتابة،أوالرسم،تمسكت بسؤاله وكأننى أتمسك بقشة قد تنقذنى من الغرق،وأدركت فورا الوصفة الطبية التى كان يعدها لى" فأخذ يستعيض عن اليد التي فقدها بالرسم باليد اليمنى ليصبح من أفضل الرسامين الجزائريين،بشهادةالنقاد الفرنسيين.
وذات يوم في أحد المعارض التقى فتاة بالغة الجمال ووقع في حبها من المرة الأولى، كانت تلك الفتاة هي حياة الطفلة التي رعاها وهي صغيرة بعد استشهاد والدها سي طاهرولكنها قد كبرت وصارت فتاة ممتلئة أنوثة وجمالًا كانت هذه الفتاة تصغره بخمسة وعشرين عامًا،وعلى الرغم من فارق العمرالكبير بينهما إلَّا أنَّ الفتاة بادلته القليل من هذه المشاعر التى كانت تجتاح قلبه،والتى كانت لا تعرف إن هى أحبته بالفعل أم هى رأت فيه ملامح الأب الحنون والأمان الذى تريد،يسرد(خالد) الأحداث كذكريات له بتقنية الاسترجاع (الفلاش باك) فتبدو لنا كأنها وقعت فعلا.

 ويبدو صدام الشرق والغرب ذلك الموضوع القديم الجديد في الأدب العربي وهو صدام تضعه المؤلفة في علاقة جسدية تكاد تكون خالية من الروح بين خالد وكاترين الموديل الفرنسية التي يقول عنها "أوشكت أن تكون حبيبتي،كان بيننا تواطؤ جسدي ما،.."ص75 فكاترين فرنسية شقراءوهى طالبة فى مدرسة الفنون الجميلة،حيث كانت تسمح بأن تكون موديل عاري ليرسمها باقى الطلبة،ولكن خالد حين رسمها وهى عارية ترك الجسد العارى بتضاريسه الفاتنة ورسم بروفيل فقط لوجهها "ريشتى التى تحمل رواسب عقد رجل من الجزائر رفضت أن ترسم ذلك الجسد خجلا أو كبرياء" ولكن كاترين أبت إلا إن يفتن خالد بجسدها لتأتى علاقة جسدية معقدة، وصفها خالد "بألانانية"،فهى امرأة لايهمها إلاشهوتها وإشباع رغباتها ولذا فهى تأتيه مرسمة فى اوقات،ويصل لبيتها فى أوقات ولكنها لاتطيق أن يراها أحد بشوارع فرنسا صحبة هذا الجزائرى الأسمر مبتور الذراع فهو يراها "تشبه فرنسا الإستعمار" التى لم يكن يهمها إلا إستغلال الجزائر ولو قتل مليون شهيد. لقد ركب جسدها خالد إنتقاما من فرنسا ذاتها التى بتر رصاصها ذراعه الأيسر،ولذا لم يستطع خالد أن يجعلها حبيبة فلم يحس معها بالراحة والطمأنينة أنها مجرد نزوة ومهما طالت فهى طارئة حتى أنه بعد علاقة طويلة معها،فهو ما أن يرى أحلام إلا ويقع في حبها بطريقة جنونية لاتخلو من مراهقة "كنت أتدحرج يوما بعد يوم نحو هاوية حبك اصطدم بالحجارة والصخور وكل مافي طريقي من مستحيلات"
فهل الكاتبة أرادت أن توضح الفروق ما بين المرأة العربية والغربية؟ فتم تقديم"حياة"على طول صفحات الرواية ابتداء من يوم ولادتها إلى حين زواجها،بالنسبة للراوي "خالد" برمزية متعددة،فهي المرأة الحبيبة :"كنا نفهم بعضنا بصمت متواطئ كان حضورك يوقظ رجولتي،كان عطرك يستفزني ويستدرجني إلى الجنون وعيناك كانت تجرداني من سلاحي حتى عندما تمطران حزنا" ص120 وهي المرأة الأم:"وكنت تعرضين علي أمومتك أنت الفتاة التي كان يمكن أن تكون ابنتي والتي أصبحت دون أن تدري أمي" (ص18).وهي أيضا المرأة الوطن:"أنت أكثرمن امرأة،أنت وطن بأكمله" (ص381) يقول خالد" لم تكوني امرأه كنتِ مدينه، مدينه بنساء متناقضات,مختلفات في أعمارهن،وفي ملامحهن ،وفي ثيابهن وفي عطرهن ,في خجلهن وفي جرأتهن,نساء من قبل جيل أمي الى أيامك أنتِ.نساء كلهن أنتِ"..

 ونستطيع القول إن"حياة" لوكانت-كما"كاترين" لأصبحت هناك علاقة واضحة الملامح بين خالد وحياة،ولكنها حياة إبنه سى الطاهر،قائده فى الكفاح أنها بدت له مقدسة بجلال ابيها،" ظل لأسم "سي طاهر" هيبته عندى،لم تقتله العادة ولا المعاشرة،ولم تحوله تجربة السجن المشترك معه،ولا سنوات النضال،إلى اسم عادى لصديق أوجار فالرموز تعرف دائما كيف تحيط نفسها بذلك الحاجزالامرئى،الذى يفصل بين العادى والإستثنائى،والممكن والمستحيل فى كل شيىء" يقول عنهاخالد(كان جرحى واضحا وجرحك خفى،لقد بتروا ذراعى،وبتروا طفولتك اقتلعوا ذراعى وأخذوا من احضانك أبًا،كنا أشلاء حرب داخل أثواب أنيقة.
يغرق خالد في حب حياة شيئًا فشيئًا،ولكنّه لايستطيع الإفصاح عمّا يشعر به نحوها،وكان يتمنى لو أنّها تبادله نفس المشاعر،ولكن في النهاية يجبر عم حياة - وهو مسؤول فاسد في حكومة الجزائر بعد الاستقلال- حياة على الزواج من رجل فاسد كذلك من رجالات الدولة الجديدة وعندما يعلم خالد بذلك فإنّه يصاب بإحباط شديد،ولكنها وهى متزوجة تتصل به بالتليفون لتعترف له بحبها الذى اخفته عنه

: خالد..أحبك أتدرى هذا؟!

يقابلها بصمت طويل على سماعة الهاتف وتمر لحظات قبل أن تضيف: :خالد قل شيئا..لماذا لا تجيب؟

يستمر صمت خالد..فتقول له بعبارة: هل تعنى أنك لم تعد تحبنى؟

تقع الكاتبة في مأزق التساؤل: هل الأنثى عليها أن تكون ذكراً لتحقق ذاتها؟ تتمرد على أدبيات الزواج العربي والإسلامي والتراثي (فى بدء الزواج لاندرى من تزوجنا، ثم كلما تقدم بنا الزواج،لا نعود ندري مع من نعيش)فلا تعرف أن كانت تتبنى النسوية،أوتنقد نظام الزواج؟!

"وهى ماكانت تفعل ذلك لولا أن بطلة روايتها ضمن مجتمع متحكم وذات سلطة وإمكانيات مادية" فكونها زوجة لضابط كبير، ولديها خادم وخادمة ثم سيارة مع سائقها تحت تصرفها،سيارتها تقلها لأي مكان عام اوخاص للتنفيس عما تعانيه من إهمال الزوج وعدم اعتبار لمشاعرها مما يسبب لها كبتا وميولا غير طبيعية،وتنوة عن معرفتها أن زوجها الضابط متزوج من امرأة اخرى،ولم يؤثرذلك عليها ولا على نفسيتها ولم تحقق أو تطلب الطلاق،ثم إنها لم تهتم إن كان لزوجها عشيقات اوصديقات أو زوجات أخريات في مدن أخرى فهو دائم الغياب بحجة العمل على أمن النظام، تنتاب حياة اعراض من عقد حياتيه (فالزوج ضابط برتبة عالية والحكم في البلد حكم عسكر ولديهم صلاحيات واسعة، وإمكانيات لتحقيق كل ما يخطر ببال الفرد عالي المنصب منهم وبرغم عدم التقارب الروحي بينها وزوجها،لكنها تظل خاضعة لسلطانه!
 

تعجب حياة بزياد المجاهد الفلسطينى، وهو شاعر همام،وصديق حميم لخالد وقد جاء لزيارته والإقامة لمدة طويلة معه، تتعلق به حياة بحكم حبها للشعر- لاحظ التماهى بين البطلة والكاتبة – يكتب عن ذلك خالد "كان واضحا أن زياد كان يشعر أننى أحبك بطريقة أو بأخرى ولكنه لم يكن يعى جذور ذلك الحب ومداه،ولذا كان ينساق إلى حبك دون تفكير ودون شعور بالذنب" يقول عنه خالد "وأفهم مرة أخرى أن تكوني أحببته. لقد أحببته قبلك بطريقة أخرى. كما نحب شخصاً نعجب به ونريد أن نشبهه، لسبب أو لآخر.وكأننا نعتقد في أعماقنا أن الجمال والجنون والموهبة والصفات التي تبهرنا فيه قد تكون قابلة للعدوى والانتقال إلينا عن طريق المعاشرة". وينتهى الأمر لوضع مشين.."لم يكن لأحدنا وعى كامل ليتنبه إلى أن العشق أسم ثنائى لامكان فيه لطرف ثالث،ولذا عندما حولناه إلى مثلث،ابتلعنا كما يبتلع مثلث "برمودا" كل البواخر،والطائرات التى تعبره خطأ".

 يتذكر خالد أنه قال لحياة أنه سيهديها شيئاً،ليقرر أن يهديها كتابا (فأننا حين نحب امرأة نهبها طفلا،وحين نحب أديبة نهديها كتابا) ويقرر أن  يهدى و ينسى "حياة" فى رواية أو لعله يقتلها بها فعند حياة " كل رواية ناجحة هي جريمة ما نرتكبها تجاه ذاكرة ما.وربما تجاه شخص ما،نقتله على مرأى من الجميع بكاتم صوت.ووحده يدري أن تلك الكلمة الرصاصة كانت موجهة إليه"..يقول خالد:"شعرت أننى قادر على الكتابة عنك فأشعلت سيجارة عصبية،ورحت أطارد دخان الكلمات التى أحرقتنى منذ سنوات،دون أن أطفىء حرائقها مرة فوق صفحة"

"هل الورق مطفأة للذاكرة؟"

"الكتابة مابعد الخمسين لأول مرة..شيىء شهوانى وجنونى شبيه بعودة المراهقة،شيىء مثير وأحمق، شبيه بعلاقة حب بين رجل فى سن اليأس وريشة حبر بكر"،"لا أصعب من أن تبدأ،فى العمر الذى يكون فيه الآخرون قد أنتهوا من كل شيىء"

 كانت الرواية كحقيبة كثيرة الجيوب السردية مرتبة بنية تضليلية فمنذ الصفحة الاولى تبدو الكاتبة مشغولة بترتيب حقيبة ذاكرتها فى غرفة خاصة وكأنها لاتشعر بوجود القارىء..ولكن القارىء لايقاوم شهوة التلصص على ذاكرة مبعثرة  لأمرأة على سرير؟! فيسعل القارىء كى ينبهها إلى وجوده حتى لا تخلع ذاكرتها أو منامتها.فإذا ذلك مقصود فتدعوك للجلوس على ناحية السرير.وتروح تقص عليك أسرارا ليست سوى أسرارك! فإذا بك تكتشف أنها لم تبعثر سوى ثيابك أنت،منامتك أدوات حلاقتك،عطرك.! فالحقيبة كثيرة الجيوب السرية لم تفرغ منها على مخدعها الا -"جيبا واحدا-" ذاكرتك أنت؟! فاذا بها تتلصص عليك،فى الوقت الذى كنت تتوقع أن تتلصص عليها؟ تراك عاريا ؟!

بعد أن اعتقدت ان الفرصة لاحت لتراها بدون منامتها! كانت ترى أنه خطأ غير مقصود،أثناء الانشغال بتنظيف سلاح الكلمات، فلا داع لتوهم جريمة محبرة مدبرة؟! كل مافى الامر أن القلم شد جرار -"سوستة-" الجيب - الذى كنت اريد أنا سترة مع أن الرواية لاتعرف الستر؟ وفى قاع الجيب كانت رسائلى. ذاكرتى ،فلم تعرف ان كانت ايامى ام ايامها!

واستغربت وأنا سهران مع اوراق الرواية،لقد كنت أعتقد أن الكتابة طريق الكاتب فى أن يعيش مرة أخرى قصة أحبها وطريقته فى منح الخلود لمن أحب..وكأن كلامى يفاجىء- أحلام مستغانمى- كأنى قلت شيئاً لم تحسب له حساباً اعتقدت ذلك وأنا أدقق فى صورتها الجميلة على غلاف رواية ذاكرة الجسد ولكنها فى صـ 21جاء الرد:"ربما كان هذا صحيحاً أيضاً،فنحن فى النهاية لانقتل سوى من أحببنا..ونمنحهم تعويضاً عن ذلك خلوداً أدبيا..أنها صفقة" ..

وتنتهي القصة عندما تتشابك العلاقات بين (حياة وخالد وزياد) وتدخل دائرة الشك فيقرر "زياد" العودة الى لبنان ومواصلة نضاله هناك فينتهي به المطاف باستشهاده فيأخذ خالد مسودات قصائده التي تركها لديه ويعيد ترتيبها،وبقوم بنشرها، تخليدا له!