أودُّ أن أقفزَ فوق النهر
لأُمْسِكَ بالضفة الأخرى
وأستأنفَ طريقي
للقلعة الكبيرة...
النهر يعوقني
و الجميلةُ المأسورةُ
رسائلها تُشكشِكُ عظامي..
رسالتها الأخيرة كانت غيمةً تبتسمُ
ثم تبكي..
و التي قبْلَها
كانت وردةً بِطَلَّةٍ من حرير
تنتقلُ من حكايةٍ لأخرى
وتترك أريجاً خافتاً
وصفيراً حزيناً..
بالأمس كنتُ وحدي
وكنتُ خائفاً..
بحثتُ عن صورة أمي لأصير جريئاً
واصطدتُ خفاشيْن سَمينيْن..
فركتُ الجَنَاحاتِ
وألقيْتُ رمادهما في طبقي
...وهكذا امتلأ البيتُ بالعواء
و صرتُ وحشاً يطيرَ فوق النهرِ..
يطوي الضفة الأخرى في جيبهِ
و يصطحبُ الجميلة التي تراهُ جميلاً
والتي تتزينُ مدينتنا الصغيرةُ
بذكراها..
كلَ حصاد..