الكثير من نقاط التَشابُه بل ومنها التطابق؛ الدين اللغة التاريخ والحضارة، لكن نقاط ما تبرز خلافًا عميقًا يقلب موازين أبناء البلد الواحد ؛ مصر، إذا كنت “قاهري “فأنت (لأ )، “صعيدي” وبشكل خاص الأرياف ، وغير صعيدي ممن يقولون (لع ) بأشكالها حسب المكان.
بالطبع الموضوع ليس في لهجة هذا وذاك بل في ثقافة الشخص الناطق .
الصعيدي والقاهري :
“الصعيدي” صاحب الإنتاج للقاهري، و”القاهري” هو المستهلك في الأغلب .. فتأمل الفكرة أن الصعيدي يعمل فيما يستطيع أن يحصل به على مصدر كسب جيد أو حتى بلوغه بعض مميزات الدرجات العلمية والإبداع الثقافي المكتوب عليه خارج نطاق معيشته ، فعلى القاهري عدم التهاون في نظرته لصاحب الإنتاج لديه والمساهم معه بمنابر الفكر والتأثير .
وفي سياق الحديث يجب أن نذكر أن ثقافة القاهري، بل الطفل هناك، أفضل من ثقافة رجال في مناطق أخرى .
نعم، ندعو الله أن ييسر لنا الأحوال ، فعندما نقارن الخدمات والترفيهات والتسهيلات وحتى منابر الثقافة والإبداع ؛ نجد ما نجد ، وإليك صورة متحركة تصف لنا جزء من المشهد بفيلم قصير :
تركب القطار من القاهرة لتصل إلى المنيا مثلاً وباقى مناطق الصعيد ؛ تجد التزاحم، ليس هذا فحسب، بل السوق المتحرك الذي في القطار من أشخاص انعدمت لديهم طرق الكسب إلا في رحلات ليست للدَّلاَل والرفاهية .
الدور الحقيقي للإعلام، توعية الشعوب والنهوض بهم مع تقديم أدوات الترفيه، والتجاوز الإعلامي «الشر» قد ينتج عنه دور «الخير» بإعادة المفاهيم ومعالجة الواقع للمتضرر .. هل تصدقني عندما أقول لك أن الصعيدي ممن هم الأكثر مرونة على وجه الكرة الأرضية ؟!
قد يطرأ في ذهنك ويأتي أمامك الصعيدي الذي تعرفه عن طريق الأفلام والمسلسلات المصرية ولا ننكر وجوده ولا ننكر عليه طريقته، بل هو جزء بعاداته وتقاليده، ولكن الأمر عميق ويمكنك التفكير ومتابعة شخصيته التي يتماشى بها مع أبناء بلده أصحاب اللهجات والثقافة المختلفة، ومع أبناء البلاد الأخرى وإن اختلفت اللغة يتعايش بوضعهم .. يستطيع قبول الأوضاع ومن الصعب على غيره أن يتحمل معيشته وطريقته.
وهناك شخصيات بارزة من الصعيد يعرفها المصري ، منهم الأكثر تأثيرا بمجالات متعددة بالدولة المصرية ومنهم من تخطى تأثيره خارجيا :
( الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، السياسي والمفكر مكرم عبيد باشا ، الأديب والمفكر محمود عباس العقاد ،الأديب والناقد الكبير طه حسين ، شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي والحالي : أحمد الطيب ، الروائى و الصحفى جمال الغيطانى ، الممثل عماد حمدى ، المؤرخ والفيلسوف والمترجم رفاعة الطهطاوي ، أمل دنقل شاعر مصرى كبير ، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، الممثل علاء ولى الدين ، شاعر النيل حافظ إبراهيم ، الجراح المصري بروفيسير مجدى حبيب يعقوب ، بابا الإسكندرية شنودة الثالث ،وأشعر شعراء العامية بمصر : عبد الرحمن الأبنودي ،والأديب والشاعر مصطفى لطفي المنفلوطي ، والناشطة النسوية هدى شعراوي ، والفريق : صفي الدين أبو شناف رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقاً ) .
* *
الحمد لله على ( لع ، ولأ ) وغيرها من اللهجات ، ومهم أن نأمل من أهل الاختصاص بانتشار لغتنا الفصحى بمرونة على ألسنة الأجيال تلو الأجيال ، وكما نأمل من أهل المسئولية الاهتمام المستمر لمحافظات مصر .. والأهم لدينا هو وجود جيل واعي بتنوع الثقافات، وربط العلاقات، ونظل بعقيدة النسيج الواحد .
ثقافة الناطق " لع ولأ " .. وشخصيات بارزة من صعيد مصر
بقلم: حاتم عبد الحكيم عبد الحميد - في: الاثنين 27 فبراير 2023 - التصنيف: مقالات رأي
فعاليات
مناقشة رواية النباتية لهان كانج الحاصلة على جائزة نوبل للأدب
نوفمبر 08, 2024
تمت منااقشة رواية النباتية يوم الجمعة 8 نوفمبر 202...
Art Auction: Support Palestinian Families in Gaza
أكتوبر 18 - 20, 2024
Join us on October 18th for Art for Aid, an online...
مناقشة نصف شمس صفراء لشيماماندا نجوزي أديتشي
سبتمبر 28, 2024
تمت مناقشة رواية نصف شمس صفراء للكاتبة النيجيرية ش...
إدوارد سعيد: الثقافة والإمبريالية
يوليو 27, 2024
تمت مناقشة كتاب الثقافة والإمبريالية لادوارد سعيد...