المصدر باب .لا
الموسيقى لغة عالمية واحدة تتكون من الحروف نفسها. لكنها تتعدد بتعدد الشعوب التي تستخدمها. ويتغير لونها ومذاقها من شعب لآخر؛ ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذا الاختلاف طبيعة الشعوب، والآلات التي تستخدمها في موسيقاها، والقوالب الفنية التي تصب فيها هذه الموسيقى.
و تاريخ الموسيقى العربية يبدأ في الجزيرة العربية في العصر الجاهلي حيث تجمع الموسيقيون والمغنون والشعراء في الأسواق و قد لعبت المرأة دورا أساسيا بانتشار الموسيقى العربية قبل الإسلام ، إذ كانت نساء القبائل يشتركن في موسيقى الأعياد العائلية أو القبلية بآلاتهن. و من ثم جاء العصر الإسلامي و لقد اختلفت الآراء حول موقف الدين الإسلامي من الموسيقى ولكن لا شك بأن الإسلام أحدث تغييرا جذريا في طبيعة الغناء الذي كان يمارس في العصر الجاهلي خصوصاً بعد اختلاط العرب وأسراهم من الفرس فتأثر هؤلاء بأولئك وبدأت صناعة الغناء تنتقل إلى الذكور من العرب. لذا فإن التأثير الفارسي في موسيقانا العربية بدأ في تلك المرحلة. ويظهر التأثير الفارسي في أسماء المصطلحات العلمية وأسماء المقامات والدساتين ( الدوسات ) الذي ما زال سائدا في الموسيقى العربية الحديثة.
و بعد توسع الدولة العربية وتطورها تطورت الموسيقى أيضاً ففى العصر الاموي وجد الموسيقيون مكانا رحبا في البلاط الملكي وعناية خاصة من الخلفاء الأمويين واستمرت تلك العناية إلى العصر العباسي وهو ما يسمى أيضاً بالعصر الذهبي حيث حدث تطور عظيم في جميع جوانب العلوم والفنون و في ذلك العصر أيضاً بدأ تدوين علم الموسيقى من قبل علماء العرب مثل الكندي و ابن سينا. و أخيراً في العصر الأندلسي عندما كان مقر دولة العرب الاساسي أسبانيا في القرن التاسع الميلادي أنشئت مدارس موسيقية مختلفة ومتعددة وأصبحت قرطبة بعد ذلك مركزا ثقافيا مميزا. ومن أعلام الموسيقى في ذلك العصر الفارابي لذي أّلف موسوعته الهامة في الموسيقى وهي "كتاب الموسيقى الكبير"، وزرياب الذي له الفضل الأكبر في تطوير الموسيقى فى تلك الفترة.
وبعد سقوط حضارة العرب في الأندلس ، انتقلت الآلات الموسيقية العربية كالعود والقيثارة إلى أوروبا، كما انتقلت أيضا ألحان هذه الآلات. و انتقل عدد كبير من سكان هذه البلاد إلى شمال إفريقيا. لذا، فإن الموسيقى الأندلسية تركت أثرا كبيرا في طابع موسيقى هذه البلاد. وقد ترجمت بحوث الفارابي إلى اللغة اللاتينية وأصبحت مراجع قيمة للباحثين والدارسين الأوروبيين فيما بعد.
والآلات الأساسية في الموسيقى العربية هي: العود، والكمان والقانون، والناي، والدف، والطبلة، والربابة و يطلق عليها اسم "التخت العربي". وفي التاريخ العربي الحديث و تحديداً في مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدء تطور الموسيقى العربية الحديثة و ظهر أعلام الطرب الشرقي مثل عبده الحامولي وسيد درويش. و لاحقاً تم إدخال آلات أوروبية فى التخت العربي، منها الكمان و والبيانو وغيرها. و أعلام تلك الفترة هم محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش و زكريا أحمد ورياض السنباطي.
و تطورت الاغنية العربية و قدم المطربين والمطربات الكثير من العطاء للموسيقى العربية، أمثال أم كلثوم الملقبة بكوكب الشرق ووديع الصافي وفيروز وسيد مكاوي وأسمهان و عبد الحليم حافظ.
و تختلف الموسيقى العربية عن الغربية في الأوزان و النغمات و الايقاع و أساس الموسيقى العربية هو المقام و أيضاً تتميز بوجود ربع النغمة وهي غير موجودة في الموسيقى الغربية.
و أما عن الموسيقى العربية المعاصرة، فهناك من لا يزال متمسكاً بالطرب العربي الاصيل و هناك من تأثر بالعولمة. و ما يستمع إليه الأن شباب العرب هو أقرب لموسيقى البوب الغربية منه إلى الموسيقى الشرقية ومن الأمثلة على المطربين الشباب المعاصرين عمرو دياب، أصالة نصري و حكيم.