شمس حمئةold

(9)
التصنيف: روايات
عام: 2020

شمس حمئة دراما اجتماعية، رومانسية، تلامس جزء من واقعنا لتقدم لنا رحلة قصيرة للبحث عن الحرية فتنغمس بطلتها في بركة الوحل، غير مدركة الفاصل بين الحرية والتحرر فتحولت لعصى هشة بيد الحب وعندما اتكأت عليها سقطت ودفعت الثمن.

صراع مبادئ، وقيم وعادات كان لها الدور الأكبر لصنع الفجوة الاخلاقية والفكرية التي سقطت فيها. 

بدأت الحكاية منذ استمعتُ إلى عازف الهارمونيكا تلك الآلة الغريبة التي شعرت فيها بأنفاس عازفها لأول مرة، وكأن سحر الموسيقى اندمج بين أنفاسه، جعلني أشعر برجفة غريبة، انتفض عليها قلبي كلما استمعت لها، ذلك الدفء الذي يشعرك وكأنك ما زلت تغفو داخل رحمك.

كنتُ أفيق من غفلة الواقع لأسكن حلمه العازف وظللتُ هكذا حتى صعقتني الحياة بالحقيقة.

        دهورا عديدة مرت، هكذا بدأت أشعر؛ فكل يوم يمر على حياتي أصبح بمائة عام. مائة عام رسمت فيهم الحياة أبشع صورها، وألصقتها على جدران حياتي، كنحات أبدع في صناعة لوحة من الطين وعندما هبت العاصفة عصفت به فيضانات الحياة، وحولت حياتي إلى سراب ينسل من بين الفجوات المظلمة.

لم يكن سهلا أن تعود الروح إلى جسدي، وتجعلني أرتدي جلباب الماضي مرة أخرى، لأقف أمام مرآة ذكرياتي وأبدأ في تهشيمها حتى أستطيع خلعه، والبداية من جديد. يعود جلبابي هذا إلى يوم صرخت أولى صرخاتي في هذا العالم حينها كان عمر حزني يوما واحدا ولم يكن قد تمزقت روحي بعد.