شجرة اللبخ
(0)
الناشر: الكتب خان
عام: 2014
تبدأ الرواية بما اسمته الكاتبة (مفتتح). يتحرك في عزبة درب السوالمة موكب تشييع رضوان بيه البلبيسي حيث يصرخ الولد عتمان بالناس "ان النعش طار" كما طارت نعوش الاولياء والاتقياء قبله. وتنتشر بعد ذلك الدعوة الى اقامة مزار لهذا الولي الجديد الذي يضمه الناس الى اولياء راحلين
مزيد من القراءة
مقالات ذات صلة
رؤية
بقلم: عزة رشاد
بقلم: عزة رشاد
المرأة التي تبتسم.. في حُلمي
بقلم: عزة رشاد
بقلم: عزة رشاد
الليل .. لمَّا خِلي
بقلم: عزة رشاد
بقلم: عزة رشاد
بُن للحجة
بقلم: عزة رشاد
بقلم: عزة رشاد
الرابحة
بقلم: عزة رشاد
بقلم: عزة رشاد
نضارة القصة القصيرة
بقلم: فاروق عبد القادر
بقلم: فاروق عبد القادر
قراءة نقدية في «شجرة اللبخ» لـعزة رشاد
بقلم: المحرر
بقلم: المحرر
عوالم عزة رشاد
بقلم: شرين أبو النجا
بقلم: شرين أبو النجا
فعاليات
مناقشة رواية النباتية لهان كانج الحاصلة على جائزة نوبل للأدب
نوفمبر 08, 2024
تمت منااقشة رواية النباتية يوم الجمعة 8 نوفمبر 202...
Art Auction: Support Palestinian Families in Gaza
أكتوبر 18 - 20, 2024
Join us on October 18th for Art for Aid, an online...
مناقشة نصف شمس صفراء لشيماماندا نجوزي أديتشي
سبتمبر 28, 2024
تمت مناقشة رواية نصف شمس صفراء للكاتبة النيجيرية ش...
إدوارد سعيد: الثقافة والإمبريالية
يوليو 27, 2024
تمت مناقشة كتاب الثقافة والإمبريالية لادوارد سعيد...
مدير الموقع - منذ 4 سنوات
من أرشيف تعليقات كتاب الشهر في 2016
Name: فاطيمة محمد زعزع
شجرة اللبخ" أحببتها كرواية إنسانية عميقة وهي أيضا رواية تاريخية تميل إلى مساءلة التاريخ وتفكيكه وهي أيضا رواية صراعية يواجه فيها الأفندية: ناتج حداثة "محمد علي" الأرستقراطية الزراعية كما كتب ناقد كبير ، كما اعتبر "شجرة اللبخ" رواية مكان إذ تبدو كدراسة لمنطقة "بلبيس" واعية بطبيعة المكان وبتطوره. كما أنها بالأساس وقبل كل ذلك: رواية أصوات وشخصيات تعلن اصطخاب الداخل البشري وتُعنى بتشريح الوعي الإنساني حيث تُمثِّل دراسة نفسية اجتماعية في بناء الشخصية كما أن نظرتها للنساء موضوعية دون تحيز ودون افتعال. وتتميز بلغة فصيحة دون تقعير مطعمة بعامية فصيحة، وبأغاني وأشعار وأذكار تراثية تعبر عن ذاكرة ووجدان مصر
Name: محمد يوسف
بأصابع طبيبة جراحة وعيون فنانة تشكيلية وفي العمل اﻷحدث للراوية والقاصة المصرية د.عزة رشاد، تقوم برسم شخصياتها وتفصل بينهم في فهرس المحتويات ( سعاد، شفاعة، فارس، سعاد٢، ابن مبارز، فارس٢، متولي، ليلى، حسنين، فارس٣، صافيناز، شفاعة٢، جميلة، مدكور ) بشكل يوحي بأن لكل شخصية وقتها للتعبير عن مكنون نفسها، كل سيقول ما نريد أن نعرف، فمن تبني موقفا على أنه شخصا سيئا في فصل سيغير رأيك الذي بنيت حينما يبدأ بعرض فلسفته ووجهة نظره، الشخص الذي يبني الناس عنه موقف الضد سيبهرك بأنه ليس هو نفس من كرهت، وهذه تيمة في الرواية الإنسانية التي تبحث عن مخرج للإنتصار، والتي تريد الخلود في كل النفوس سواء كانت جيدة أم سيئة هي تيمة هنا أيضا رضوان البليسي هنا ليس شيطانا أو ماردا لكنه وبمنتهى البساطة "البيه" صاحب العزبة والناس، لحم أكتافه من خيرهم أو بالأحرى من استيلاءه على أموالهم ورهن أراضيهم، من يتحكم في أرواح الفلاحين تعود أحداث الرواية إلى ما قبل ٥٢، حيث المكان والزمان، الظلم والبطش من قبل سلطة المحتل، السلطة المحلية، الإقطاع.. ثالوث الشيطان المعتاد، والناس أيضا!، الذين كانوا يمارسون الظلم على بعضهم ما أن تختفي أداة من أدوات الظلم السالف ذكرها كالعادة في حارتنا من ذا الذي لا يعرف رضوان البليسي بصلفه وتجبره؟ لكنك هنا تجد "أمثال رضوان" يحزنون بسبب اقتراف جريمة كما حدث في مع قدرية وإن كان حزن تماسيح إلا أنه اعتراف من الشخصية أنها لحم ودم، تشعر وتحزن، فأبت الكاتبة على التسليم بسذاجة الفلاح التي يسوق لها العنصريون الجهلاء ( بقولهم: انت فلاح ياله ) من أبناء العصر، لكنهم بالطبع لا يعرفون أن الفلاح في كل الحضارات السابقة هو ( جدنا القديم الذي أسس الحضارة، وشيد المعابد، ونحت التماثيل، وصنع الآنية والزخارف، واكتشف الزراعة، وأقام السدود والمصارف ) فيشتركون في العنصرية مع المحتل القديم لكنك تجد سعاد التي ارتضت أن تباع كجاموسة ﻷن أمها تنجب البنين تصير في نهاية المطاف ست هانم بالمساواة مع صافيناز رأسا برأس، قدرية التي تمردت على ابن البيه "تمرد خفي سيكتشفه قبل حفل الشواء التي سيعزمها البيه هي وأسرتها عليها" ﻷنها مهانة، مجروحة الكرامة، بسبب العرض الأنثوي "المهين / الغير انساني" الذي نظمه أبوه لفتيات القرية، ليختار ابنه الفتاة التي سيتزوج، ومن لم ير تمرد جميلة على العادات والتقاليد لتعذب ابن الحسب والنسب لئلا يعذبها كما عذب أبوه كل من حولها وحوله، أم كان ضربة موجهة للعادات التي أسرت المرأة في سجن الرجل ؟ أم كانت بسبب ما فعله أبوها في نفسه وفيهم معه ؟ أظن كل ذلك لكن البيه صاحب السلطة المطلقة هل كانت سلطته مطلقة فعلا بعد وقوف مبارز في وجهه ؟ وبعد أن ساهم همام ابن مبارز في رعب قاتل أبيه حد الموت ؟ وهل كان مبارز الذي لفقت له التهمة ابن ليل ؟ وهل كان ابنه مجرد نشال؟ أم ضحية البهوات؟ الذين يخلدون كأولياء الله ويبنى لهم مقامات تحت أشجار كشجرتنا هذه لكن أهل درب السوالمة لن ينسوا ما حدث، لن يصبحوا بين يوما وليلة بذاكرة أسماك في النهاية براعة العزيزة، فائقة الإنسانية: عزة رشاد، في انتصار الإنسانية في روايتها اﻷحدث وأعمالها السابقة لجدير بالثناء والعظمة دمتي مبدعة
Name: راوية صادق
رواية ثرية بعوالمها الإنسانية من دونما ابتذال أو تسطيح. من فترة طويلة لم أقرأ رواية ترسم شخصيات عميقة من لحم ودم كهذه الرواية سواء في العربي أو المترجم حيث دراستي متخصصة في الأدب. هذه الرواية يمكن اعتبارها رواية أجيال: الجد نصرالدين ثم ابنه رضوان ثم الحفيد: فارس ابن رضوان. كما يمكن اعتبارها رواية أصوات، فكل شخصية من العشرة شخصيات تروي موقفها وتصورها عن ... "بؤرة الرواية"، كما عن موقفها من الثورة 1919 وهذا يجعلها تقترب من الرواية التاريخية . كما تروي موقف كل شخصية من المرأة وكذلك من الثروة والمال: هل هي غاية أم وسيلة، وكذلك عن الثروة والسلطة والعلاقة بينهم وأيهم يخدم الآخر ويساعده أكثر، وكذلك عن مفهوم السلطة نفسه: عشقها والشغف بها سواء سلطة الحكم: سواء سلطة المحتل البريطاني أو المحلي: الخديوي، أو سلطة صاحب الأرض: الإقطاعي، أو الشرطي.. إلخ، من زاوية أخرى أعتبرها رواية البحث عن الحب وعن معنى الحياة، وقبل كل ذلك الصدق الضائع في عالم الأكاذيب الذي نعيشه وفي التاريخ المغلوط والثورة الضالة. جمال الكتابة يجعلني أتسامح مع العيب المُتعب في كسرة الفواصل . شكرا جدا أستاذة عزة رشاد
Name: نادين عربي
شجرة الثورة أم شجرة الحب التي تتداخل فروعها، أصوات عديدة وقصص عديدة متشابكة تحكم الكاتبة الإمساك بكل الخيوط بتفوق مذهل، مشاعر عديدة أيضا مركبة ومتناقضة، حب وكراهية وطنية وظلم، ثأر وتسامح. رواية كتب عنها أحد النقاد مقالا باعتبارها : خطاب تخييلي عن السلطة ومقاومتها . رواية فيهاكثير من الحب وكثير من الصراع والمتناقضات، كثير من الحبكات الصغيرة التي تتجمع في حبكات أخرى كبيرة، رواية فيها أيضا كثير من المرح والطرافة والنزق والظزاجة. عالم متسع ورواية لن تنسى
Name: ولاء دياب احمد
المبدعة الجميلة عزة رشاد اول معرفتي بيها كانت ذات مساء عندما وقع في يدي رواية (ذاكرة التيه) اعحبني العنوان وامسكت الرواية لا عرف ماذا تقصد بهذا العنوان ولا ابالغ اني لم ارفع عيني من الكتاب طوال اربع ساعات متواصلة اتممت فيها القراءة للرواية كاملة وفقدت احساسي بالزمان والمكان ومن حولي حتي اني كنت اجلس مع العائلة وقتها ومن تلك اللحظة اخذت ابحث كالمجنونة عن هذة المبدعة التي استطاعت ان تسلبني روحي وجعلت قلبي ينزف دما في لحظات آلم بطلة الرواية وجعلتني اضحك في لحظات انتصارها ومن يجعل المتلقي يعيش مع الابطال بهذا الشكل لابد ان يكون مبدع ومن طراز خاص ولكن وقتها لم تكن المعلومات كافيه علي الشبكة العنكبوتية فكنت اقرأ مقتطفات او اجزاء صغيرة من الابداع الذي تخطة وفي كل كلمة اتاكد ان احساسي لم يخطئ بعبقرية هذه السيدة الي ان ساعدتني الظروف واتيحت لي معلومات اكثر وحصلت علي اخر رواية كتبتها هذه المبدعة شجرة اللبخ وكالعادة ايضا انكفئت عليها الي ان انتهيت منها ولا يكفي الكلام لوصف ما في هذة الرواية مابين القرية ووصف الشخصيات والسلاسه في تناول الاحداث ومفاجأت النهاية وكم المشاعر والغوص داخل النفس البشرية للابطال وشجرة اللبخ المبروكة ..تحتاج الي وقفة اخري هذة الرواية لاستخراج ما فيها من ابداع هذه السيدة التي ما زالت تدهشني كل مرة وكأنه المرة الاولي ..اتمني المزيد من ابداع هذه المبدعه الراقية التي تعلم وتعرف وتستطيع دائما ملامسة الروح
Name: شيماء عيسى
”قد يكون درب السوالمة مسرحا لصراع دار بين الحب والتسامح والجشع والأنانية والولع بالسلطة أو قد يكون أي شيء آخر عدا أنه سيظل مثيرا للدهشة أن تطلق صفة “جنة” على مكان تندم فيه بعد عشر دقائق من وصولك إليه لكونك لم تحضر معك كمامة طبية.” و”شجرة اللبخ” اسم منحته الأديبة عزة رشاد لأحدث رواياتها الصادرة عن “الكتب خان”، لتسرد من خلالها شخصية مصر الحقيقية في زمن الثورات، مصر المنسية في القرى والنجوع، ومصر الحاضرة في العاصمة، وتتعمق بصراع طبقاتها ومظالم أهل مصر مع الاحتلال والسلطات المتواطئة معه والجلادين من الإقطاعيين الذين لا ينتهون عن مص دماء الغلابة. و أكدت الروائية أنها كتبت عن عالم يفتقد للحب تحت سطوة الظلم، عن واقع التهميش والقهر، وقد قرأت كثيرا عن الحياة الاجتماعية للمصريين في النصف الأول من القرن العشرين، لتعرف جذور ثورتهم ضد الاحتلال، ووثقت أحداثا كثيرة واختزنتها بذاكرتها ولم تكن تعلم أنها ستخرج في نتاج روائي، شاهدت الأبطال حولها من لحم ودم ولهذا قررت أن ترسم عالمهم . وهي تؤكد كذلك أن التاريخ يعيد نفسه، فالصحافة حرة على الورق لتعطي صورة كاذبة عن ديمقراطية وحرية البلاد، ولكن ما إن يتحرك المتظاهرون حتى تسيل الدماء . شخصيات كثيرة تعد رموزا للأفاقين بالحياة السياسية المعاصرة، فالبطل رضوان البلبيسي جلد الفلاحين المشاركين بالمظاهرات ضد الإنجليز والمطالبين بالاستقلال، ولكنه ما إن وجد مكاسبه تتحقق بإلصاق صفات الوطنية عليه، حتى ترك الصحف تتداول اسمه بين مؤيدي الثورة، فقط كي “يركب الموجة” ويجد طريقه لقصور الوطنيين بالقرية، في الوقت الذي يحكم قبضته على عناصر الاحتجاج كي لا تتحرك بشكل يغضب عليه سادته من الإنجليز، وهي صور انتهازية متكررة. أجواء العمل تدور الرواية التي تتألف من 370 صفحة بين قرية درب السوالمة وشارع محمد علي بالقاهرة إبان ثورة 1919، و هي مكتوبة بنكهة شعبية سياسية ساخرة. تظهر شخصية رضوان بيه البلبيسي، والذي أسس ملكا واسعا بدرب السوالمة بالشرقية، وظل صاحب السطوة والجبروت على رقاب الجميع، حتى أنه لما مات تفاجأ الناس بنعشه يطير، وصار من أصحاب الكرامات، وبني له ضريح! لكن مهلا ، هل طار النعش أم هي الخرافة التي تسكن عقول البسطاء؟ لقد مات رضوان عاريا ، وكان مشهورا بكونه “زير نساء” ، مات بعد أن فاجأه أحد الفلاحين الذين قتل أباهم جورا، ولأن ابنه “فارس” كان محبوسا بالخطأ بتهمة قتله، فلم يشيع جثمانه إلا متأخرا، كانت رائحته عفنة تزكم الأنوف، واضطر نفران للإسراع عن موكب تشييعه الحزين حتى لا يكتشف الامر، ولم يقويا على التحرك بعد شجرة لبخ عملاقة واجهتهم، فدفنوه أسفلها ، كانت الشجرة قد أحضرها الجد الكبير من الخارج لتفوح بعطرها النفاذ وتظل المارة بعد رحيل ابنه بضربة شمس، ولكنها تفشل هذه المرة في مداراة رائحة فساد رضوان بك، والذي ما إن يهم الخوجة الانتهازي حسنين ببناء ضريح وهمي له ليتكسب من ورائه، حتى تطارده الثعابين وغزوات النحل التي قتلت عامل البناء! ظل “رضوان” مؤمنا بأن الفلاحين لو أحسنت إليهم تمردوا وخربت البلاد، ولم تشهد سرايته دخول واحد من أبناء “درب السوالمة” من قبل، فهم رعاع، كما كانت زوجته صافيناز تنتمي لنفس النظرة الاستعلائية وهي ذات الأصول التركية والثروة التي منحتها مضطرة لرضوان، وظلت مع ذلك تقاسي نزواته الطائشة للحاق بالعاهرات! سيتزوج البيه من فلاحة فقيرة لتجلب له “الولد”، ولم تكن “سعاد” تعلم أنها تدخل للجحيم وليس جنة رضوان، فالصراعات بداخله لا تنتهي، كما عانت من ذل رضوان لها ومعاملتها كرحم وليس زوجة. وتعايش الرواية الحراك الثوري الذي ساد مصر في تلك الفترة، حتى “فارس” ابن رضوان ، والذي يجسد الطبقة الارستقراطية الجديدة في زمن الثورة، فسوف ينضم لصفوف الثوار ويحلم ببناء مصنع منسوجات لقريته ومدارس بعد موت أبيه الذي أسره بجبروته، وتركه “على الحديدة” بعد أن ضاعت أمواله في القمار! فما جاء من جباية الضرائب والربا تكون تلك نهايته. كما تفشل محاولات الابن في الزواج ممن أحب، لأن الحب لا يشترى، بين المثقفة الفرنسية التي شاهدت رجعيته، وقدرية التي أعطاها له أبوه كجارية عارية فأبت نفسها أن تسعده، كما فشلت محاولاته مع “جميلة” الترزية المتطلعة لأنها كرهت ظلم أبيه. أما “ليلي” أخته غير الشقيقة من أبيه، أو ابنة الغزية الأرمنية كما لقبوها، فهي تشبه مصر بقلادتها التي تحمل صورة العذراء والماشاء الله، وقد وقعت ضحية خداع همام وإيهامها بحبها، ثم زوجها أبوها لضابط سياسي قاسي القلب يدعى “مدكور” وهو الزواج المكرس بين الحكومة والإقطاعيين، ولكنه يبوء بالفشل لاكتشافه مراسلاتها العاطفية القديمة، ثم حرمها من وليدها لتتجرع المرار وتنتهي بمأساة جديدة حيث تتزوج “متولي” الأراجوز الساخر من الإنجليز والملك والذي سخر من مدكور الضابط القاسي وأسماه “عسعس”، فيسعى مدكور لقتله وينجو بأعجوبة حين يفديه همام ابن بلدته . الرواية مسرح مهول للمهمشين، وهم أبطال العمل الحقيقيين، فهناك همام بن مبارز، والذي قتل رضوان أبيه النشال، وظل يبحث عنه ليثأر منه، وكانت لديه الفرصة لقتل ابنه أيضا، ولكنه ظل وفيا للطبقة الوطنية الثائرة التي يهدر الإنجليز دماءها لأنها فقط تطالب بالاستقلال ووفاء بريطانيا بتعهداتها للمصريين. وسيرى همام كيف لفقت التهم للثوريين وكيف كان الضباط يصطادونهم كعصافير دون أن يجفل لهم رمش ومنهم بالرواية نعيم العامل القائد للإضرابات وسيد النجار ومنصور العربجي وكل منهم له جذور ممتدة بالرواية ومتشعبة. أما “شفاعة” فهي نموذج لسيدة قضت السلطة على حياتها بعد أن أفقدتها ابنها الوحيد “يونس” والذي مات بالوحل الذي خلفه الفيضان،وأبيه الذي راح ضمن المقاومين للجراد بدون أي حماية له من السلطة، فذهبت لتخدم بقصر البيه، وحرمت من الزواج وكأنها صارت قطعة مملوكة لرضوان، كانت تتأمل الأنتيكات الباهظة بالقصر والتي انحنى ظهرها بتنظيفها، وأولئك الذين يناطحون الأرض الصماء ثم لا يجدون ليلا ما يشبه بطونهم. عزة رشاد قاصة قبل أن تكون روائية، وهذا يظهر في لوحات ترسمها ببراعة رسام تمكن من خلق عالمه بضربة ريشة واحدة، فتجد فقرات كثيرة بروايتها تصلح كقصص مستقلة بذاتها، وهي مسكونة بحب المكان، تصف همس المشربيات ورائحة الطبخ الأليفة وسلالم الحارة الحجرية، بنفس براعة رسمها لعالم الريف وهي ابنة الشرقية العارفة بتفاصيلها. وتظهر براعتها باستلهام التراث الشعبي، والذي أكدته من خلال فرقة العميان الثورية التي انطلقت بشارع محمد علي، فيغرد الكردي “يا عزيز عيني وأنا نفسي أروح بلدي .. بلدي يا بلدي العسكر خدوا ولدي” أو رائعة درويش “تلوم عليا ازاي يا سيدنا وخير بلدنا ماهوش بايدنا” فنتذكر كل من أخذوا قسرا من أرضهم لمعسكرات الإنجليز، ويصاحبه الأراجوز متولي والذي يمثل حلم جيل مهزوم، فقد أرسله أهله ليدرس بالأزهر فلم يجد ما يعينه على المعيشة وتحول لساخر ثائر . والرواية لا يمكن قصرها على البيئة المصرية، فقد استطاعت الكاتبة أن تصور معاناة كل المضطهدين تحت نير الاحتلال، من بولندا لفرنسا لمصر، فقد كان النازي هتلر يفعل ما يفعله الإنجليز بالفلاحين في مصر، واضطرت أم ليلي للهجرة من بولندا قسرا، كما كان السادة الإقطاعيون ومنهم رضوان يرسلون من يشتمون منهم رائحة الاحتجاج لقوائم الجهادية ومكافحة الأوبئة، وغالبا لا يعودون، بل وحرقوا الكثير من الديار إمعانا بالذل
Name: إبراهيم عادل
علامات الرواية الجيدة، أولها أنها تأخذك إلى عالمها، فلا تريد منه فكاكًا، وثانيها أنك لا تريد أن تنتهي منها أبدًا ، والثالثة والرابعة أنك تريد أن تستعيدها مرة أخرى وبسرعة، ..... أخييييرًا خرجت لنـا عزة رشـــاد بروايتها الثانية، بعد أن فتنَّا بـ ذاكرة التيه، تلك الرواية الفارقة ، ... هذه المرة عالم مختلف، وشخصيات أكثر اختلافًا وتعقيدًا، بل وزمنًا غير الزمان، ولكنها استطاعت ببراعة أن تتمثَّل كل شخصياتها، وتعبِّر عنهم، حتى نعيش بين رضوان البلبيسي في جنته وجحيمه، مع زوجاته وابنائه، ذلك العالم الفريد، المليء بالتفاصيل المشحون بالعواطف والأحاسيس بل وبالدسائس والمكائد، والقتل .. ... من خلال تصوير الشخصيات وتقسيم الرواية إلى فقرات يحكي الرواي في كل جزءٍ طرفًا من الحكاية، حتى نلم بخطوط الحكاية كلها، ونقف مراقبين لذلك العالم الذي يتشكل شيئًا فشيئًا والذي بدا أن عقده انفرط وأسرار قد اتضحت بمجرد موت/ مقتل رضوان، ودفنه تحت شجرة اللبخ، بل وتحول قبره، وهوا صاحب النزوات والصولات والجولات إلى ضريح وتحوله بمفارقة شديدة الدلالة إلى ولي!! .. أكثر ما أعجبني في الرواية القدرة البالغة على التعبير عن شخصياتها، لدرجة أنك تتعاطف مع كل واحدٍ فيهم جانيًا كان أو مجنيًا عليه، فتدور بين سعاد، وترى أحلامها البسيطة وآمالها وهي تذوي حتى تتزوج كـ زوجة ثانية من رضوان، وترى ـ بعينها ـ زوجته الأولى صافيناز، وهي تكيد لها، وتحقد على ابنها فارس، ولكن ما إن ترى صافيناز الحكاية، حتى تتعاطف مع حكايتها، وتلتمش لكل ما فعلته الأعذار، كذلك الحال مع قصة الحب الجميلة التي تنشأ مع ابن البيه، ابن الحسب والنسب فارس، والبنت الفقيرة "بنت العجانة" جميلة، التي تبدأ بسيطة، وتتعقد برفض أبويه لزواجهما، ثم تنتهي برفضها هي، خوفًا منه أن يكون متسلطًا متجبرًا كأبيه، وحكايات أخرى على الأطراف، تتوزَّع بالتساوي، للحد الذي تنسى فيه أيهم "البطل" الحقيقي للحكاية، فتخرج جنازة الرجل الذي عاش طوال حياته مشردًا والذي حاول الجميع قتله، ليموت في النهاية برصاصة طائشة! .... مع كل ما احتوته الرواية من آلام وصراعات ومكائد ، إلا أن عزة رشاد بدا أنها تحأول أن تضع للرواية نهايتان أحدهما ينتصر فيها الحب .
Name: شرين يونس
في حركة دائرية تدور أحداث وكذلك أسلوب السرد في رواية "شجرة اللبخ" للكاتبة عزة رشاد، والصادرة عن دار الكتب خان 2014، دائرة مركزها الحدث الذي منه تبدأ وتنتهي الرواية وهو موت رضوان بيه البلبيسي، هذا المركز مرتبط بمركز آخر، هو شجرة اللبخ، تلك الشجرة التي وضع بذرتها جد رضوان، وعلى ظلالها نشأ درب السوالمة، ثم كانت شاهداً أخيراً على سر مقتل البيه وتحولت معه إلى مقام له. ربما المركزية هنا تشبه أيضاً مجتمعاتنا، حيث السلطة واحدة، تتمركز فيها الجاه والسلطان، كقرية درب السوالمة التي يعيش فيها أبطال روايتنا، فرغم أن صاحبة "ذاكرة التيه" قسمت روايتها لفصول، كل فصل ترويه شخصية من شخصياتها الرئيسية، ولكل شخصية حكاية، إلا أنها ترتبط أيضاً بالبيه، تكشف جانباً من شخصيته، أوسراً من أسراره، إضافة لعوالم الشخصية ذاتها النفسية والاجتماعية، ثم تتسع الدائرة بعض الشئ لتكشف جزءاً من واقعها وواقع القرية ثم الوطن في دائرة أكبر. لن يمر حدث مهما كان صغيراً، مرور الكرام، بل تعدك الكاتبة بكثير من المفاجآت والأسرار التي تكشفها عبر فصولها، عبر لغة تبدو أحياناً أقرب للشاعرية، خاصة ما يتعلق بالحوار الداخلي للشخصيات. واستطاعت الكاتبة أن تلضم حكاياتها بحال القرية في مطلع القرن العشرين، وما عاشته المنطقة والعالم من فوران، بدءأ من الحرب العالمية الأولى، وما رافقها من مذابح للأرمن في تركيا، إضافة لما تبعها من حراك ثوري ودعوة للاستقلال وثورة 1919، وبدء التحول للتصنيع في العالم،والذي عارضه أصحاب الأراضي خشية من تمرد الفلاحين، وخوفاً على عوائدهم من ريع الأراضي المضمون. فيمكن أن تلمح سطوة أصحاب الأراضي في نظرة البيه للفلاحين: "طيبين،لكن أخطر حاجة لو تطاوعك قلبك وتحسن إليهم،لأنهم لو شبعوا يركبهم الكسل،والنمردة ويحرنوا على الشغل، ويحل الخراب عليهم وعلينا،دول ما يشتغلوش إلا لو خافوا من الجوع أو من دي مشيراً لأوراق الكمبيالات". بينما عكست بعض الشخصيات الكثير من الأحداث العالمية، مثل هروب ليلة الأرمنية وأمها من مذابح الأرمن، ثم زواجها القصير من البيه،وإنجابها لابنته "ليلي" أو بداية "التطرف المذهبي" الذي تظهره حكاية "عدنان الكردي" الذي ترفض عائلته زواجه من فتاة تنتمي لمذهب مختلف، ثم تحول ديار العائلتين لأنقاض نتيجة للمشاحنات المذهبية. وكذلك من خلال حكايات "أصدقاء البيه" التي أدمنت "سعاد" التلصص عليها حول البورصة، وتعنت سلطة الاحتلال، وتظاهرات الثورة والإضرابات،أوحينما قام البيه بتعذيب الفتيان الذين تجرأوا وجروا جذع الشجرة للمشاركة في تمردات 1919. المرأة ..أيقونة التمرد لم تكن المرأة عند عزة رشاد فقط أيقونة إغواء أو مظلومية،رغم أن المرأة في ذلك المجتمع الريفي معروف عنها الدوران في فلك الرجل،خاصة لو كان هذا الرجل ثرياً وقوياً كشخصية البيه، بل يمكن القول أنها نالت نصيب الأسد من التمرد على وضعها. تمرداً قد يكون ناعماً، كتمرد شفاعة على ظروف فقرها وحاجتها، فتزوجت منصور العربجي سرأ، وبقيت في بيت رضوان على أمل الوفاء بعهده بكتابة فدان باسمها يقيها الحاجة، وقد يكون في علاقتها بزينة العالمة،التي لا تعيب عليها عملها: "وايه يعني عالمة!! كل مخلوق يسعى على رزقه،هي لقت وظيفة تعيش منها وقالت لأ! أهو أحسن من الشحاتة"،في تمرد آخر على النظرة التقليدية للراقصة. وصافيناز زوجة البيه الأولى، التي أجبرتها الظروف على الزواج من رجل أقل بكثير مما تستحق، فسعت بكل قوتها لتغييره وتطويره. وقد يكون تمرداً قاسياً، ظهر جلياً مع زوجتي فارس، "سوزان" البولندية، التي هجرته اعتراضاً على أن تتحول بعد حين لصورة أخرى من مأساة أمه، و"قدرية" التي رفضت طريقة تزويجها، فظهرت له بشخصية نكدة وحزينة مغايرة لما هي عليه، وحينما واجهها أخبرته:"اسأل الحكيم اللي كان بيعرضنا عليك زي بضاعة بايرة بيدللوا علليها في السوق،إحنا مهما كان بني آدميين ياا..ياابن رضوان بيه". وأيضاً في حبيبته "جميلة"التي اشترطت على خطيبها "سيد" الاستمرار في عملها، وأن تكون العصمة في يدها حماية لها،في تمرد على ظروف الفتاة الريفية، كما في رفضها لفارس، مراراً خشية تحوله لصورة أخرى من أبيه. وكذلك أخته "ليلى" التي هجرتهم بعد حادث ظنوا أنها ماتت فيه، ورفضها للرجوع إلى بيت لم تشعر يوماً أنه بيتها،وفضلت العيش والعمل في الشوارع على العودة لظروفها الماضية. ليست الأمور دائماً كما هو ظاهرها، فيظهر التناقض كسمة رئيسية في شخصيات الرواية، فشفاعة تحكي عن البيه بأن "الانضباط والقسوة المشهور بهما أتاحا بجوارهما مكاناً في نفس القلب لهذه الشفقة التي اختصها بها"،إضافة إلى تأثره حينما علم بضعف نظر ابنته ليلى، ثم موتها، وأيضاً موت قدرية زوجة ابنه. وهمام الذي يعلم الجميع أنه لص، نكتشف جانباً آخر له، من الوطنية، والمساهمة في تأديب الضباط المجرمين، وكرهه للظلم، كما أن فارس الذي يبدو منصاعاً لوالده يظهر تمرده حينما طلب من سوزان الزواج "أحس بوجهه يتقشر مع نطق الكلمتين،وقعت عنه بقايا سطوة أبيه التي اكتشف زيفها وفقدت هيبتها في السجالات والقفشات الساخرة التي ابتدعها لتزجية الوقت شباب يختبئ من عسكر الانجليز.وكذلك "متولي" صديق فارس الأزهري، الذي يبرر السرقة والغناء. وتستمر مركزية البيه حتى بعد موته، الذي آثار ارتباك الجميع، فهمام ابن مبارز الذي كان يعيش على أمل الثأر لأبيه من البيه أصبح "يربكه إحساس عارم بالخواء،بأن مبرر اختبائه وربما مبرر وجوده أيضاً قد انتهى بموت رضوان البلبيسي". وسعاد هانم التي لطالما عانت مع البيه، تطلب من ابنها ارتداء بدلة أبيه، في رمزية لأن يكونه هو "مع بعض التعديلات ولا يهمها ما يريد هو". وكما فشل الواقع في الخروج من قوقعة مركزية المال والسلطة، حيث فشل الحراك الثوري، واندثرت سريعاً بذور التمرد، وندرت التظاهرات، وكثر العراك بين الأحزاب، وزاد التشهير وترويج الشائعات على صفحات الجرانين، وحتى بدروم "مسك الليل" الذي كان مسرحاً لأعتى المعارك الفكرية تحول لوكر لمتعاطي الحشيش والخارجين على القانون. فإن موت البيه لم ينجح هو أيضاً في إخراج الجميع من سطوته، فرغم اعتراض "فارس" علي بدء هذا الميلاد الجديد له وللقرية بكذبة تتمثل في تصديق صلاح والده، إلا أن الواقع أجبره على الاستسلام مع ارتفاع الأصوات المؤيدة للبناء "فذات ظهيرة حارة أطلقت الأعيرة النارية في الهواء احتفالاً بانتهاء البناء"، ومع ذلك فشل شذى شجرة ذقن الباشا في التغطية على فواح الرائحة الكريهة المنبعثة من الجثة