حالة مشي
(0)
مزيد من القراءة
مقالات ذات صلة
تفاصيل ابراهيم داود
بقلم: المحرر
بقلم: المحرر
الأخرى
بقلم: ابراهيم داوود
بقلم: ابراهيم داوود
إبراهيم داود : الشعر لن يغير العالم
بقلم: المحرر
بقلم: المحرر
"حالة مشي" لإبراهيم داود
بقلم: محمد العشري
بقلم: محمد العشري
فعاليات
مناقشة رواية النباتية لهان كانج الحاصلة على جائزة نوبل للأدب
نوفمبر 08, 2024
تمت منااقشة رواية النباتية يوم الجمعة 8 نوفمبر 202...
Art Auction: Support Palestinian Families in Gaza
أكتوبر 18 - 20, 2024
Join us on October 18th for Art for Aid, an online...
مناقشة نصف شمس صفراء لشيماماندا نجوزي أديتشي
سبتمبر 28, 2024
تمت مناقشة رواية نصف شمس صفراء للكاتبة النيجيرية ش...
إدوارد سعيد: الثقافة والإمبريالية
يوليو 27, 2024
تمت مناقشة كتاب الثقافة والإمبريالية لادوارد سعيد...
Admin - منذ 4 سنوات
من ارشيف تعليقات القراء 2009
name: Borhan Riad
Some of the poems in this book are quite good but unfortunately not all. I refer eg to the poem that is a collection of the poet’s memories from different movies he saw.although it contains a good idea, it lacks the central theme that turns words into a poem.
name: Khaled Mohamed
الشاعر ابراهيم داوود أسلوبه سهل وأفكاره واضحة فتقرأ ديوانه كأنك تحادث صديقا في المقهى ثمم تتذكر فجأة أن الكلام له سحره.
name: بنت النيل
قصيدة "ثرثرة " حلوة خالص، أنا صحيح لا أعرف شخص بهذا الشكل لكن تعاطفت معه وهو المطلوب مش كده؟
name: Rita
This is a small book laden with big poetry. It is pure magic to be able to say so much yet with such simplicity.
name:الباشا باشا
اسمعوا هذه المقطوعة من الديوان:
(عندما ينزل الشتاء على الساقين\ويتسلل الليل من تحت الأظار)
هذا شعر جميل فعلا ويناسب الأجواء هذه الأيام. شكرا للشاعر وللمنتدى على هذا الاختيار.
name: د.فاطمة فوزي
قراءة في العنوان
من قراءة عنوان الكتاب المعنون ب " حالة مشي " لكاتبه " إبراهيم داود" والموصوف بأنه شعر؛ وضعت خطة للقراءة وفق العنوان وتتلخص الخطة في الإجابة عن عدة أسئلة متتالية ..هي :
تلك كانت الخطة التي أسعى في هذا العرض أن أحققها :
عن السؤال الأول جاءت الإجابة في الصفحة الأخيرة من الكتاب لتشير إلى وجود سبعة أعمال سابقة للكاتب ؛ وأن دار مريت للنشر قد أضافت كتاباً ثامناً عن الكاتب حول مختارات من أعماله التي لم نتفق بعد على أنها شعر !
عن السؤال الثاني : تجيء الإجابة من داخل العمل حيث كتب الكاتب عن حالة المشي قائلاً :
أريد أن تشاركني حالة المشي
التي تنتابني كلما تقدمت في العمر
الحالة التي أتذكر خلالها أشياء
غائمة ..
وأقرر ألا أتذكرها بعد ذلك
وأتذكرها بعد ذلك .. ( ص 48)
تلك حالة المشي التي يريد الكاتب أن يبلغها للقاريء ؛ وربما هي حالة من وهن ؟أو تداعي ذكريات ، ولكنه يفاجئنا في موضع آخر بأن الذي يمشي هو العمر نفسه ؛ حيث تسرع السنوات ، ويقول في ذلك يمشي في الشوارع غير مشغول بالسنوات التي تعبر مسرعة ويتذكر أغنية صادفها وهو يمشي واكتشف فيها أخطاء خالدة ( ص 52) وفي نفس النص يكتب لا يسأله الناس عن أحواله لأنهم يعرفون أنه لا يسمع أصواتاً وهو يمشي (ص 53) فها هي حالة المشي التي يصحبها الذهول والوحدة وتجاهل الأصوات الأخرى عدا صوت الموسيقى والأغاني، ومع هذا الذهول يدرك أن السنوات تمضي !
وعن إجابة السؤال الثالث :
طالما أن المشي حالة ؛ فهو مؤقت ، ولا بد أن تكون هناك حالات أخرى؛ وبقراءة الكتاب .. خلصت إلى أن هناك بالفعل حالات أخرى منها : حالة الحزن ، وحالة الركض، وحالة الكلام ، وحالة النوم وحالة وصف الأصدقاء المقربين ، واستشهد لبعض الحالات بشواهدها من العمل:
أ-حالة الحزن :
تناول الكاتب حالة الحزن أكثر من مرة في العمل من ذلك :
عندما أكون حزيناً
أأكل كثيراً
وأسرف في كل شيء
وأبدو مسالماً
وألتقي كوابيس في الطريق (ص8)
وفي نص " مساءات ثقيلة" يقول :
أنا لا أدخن وأنا أركض
ولا أنام وأنا سعيد
أنا حزين منذ سنوات (ص13)
وفي نص بعنوان " الأخرى " كتب :
عليه أن ينصت إلى ملامحه
وهي تحبو في اتجاه البساطة
ليكتب شيئاً جديداً عن الحزن ( 16)
كما كتب في نص بعنوان " السلام " قائلاً عن الحزن :
عليك أن تربط الأيام في سريرك
وأن تداوي جراحك بالطين
والأحزان التي أشعلت الجامعات (36)
وعلى ذلك فالحزن لدى الكاتب في هذا العمل حزن يصاحبه حتى النوم ، وينبع من داخله حتى يطفو على ملامحه ، كما أنه حزن عام يسري في أوصال المجتمع حتى وصل الجامعات ؛ أعلى السلم التعليمي.. قد يفهم من ذلك أنه حزن ممنهج وممدرس !
ب – حالة الكلام :
من الحالات الإنسانية التي عبر عنها الكاتب أكثر من مرة في العمل ؛سواء مع الأصدقاء أو الأعداء أو في مجالس الثرثرة وغيرها من ذلك قوله :
نلتقي
لنحرر الكلام من العتمة (ص 13)
ففي هذا الجزء يرد الكلام إلى أصله باعتباره لغة للتواصل تسري مع اللقاء ؛ كما يعبر عن حالة أخرى من حالات الضجر، وفيها يقول:
أصدقائي الرومانتيكيون
أصبحوا لا يطاقون
يعيدون ويزيدون في الكلام ( 41)
إنه في هذا الجزء يعبر عن حالة من الثرثرة المستهلكة للوقت والجهد، كما أنه يعبر عن وجه آخر للكلام حين يسرق من المرء حيث يقول :
سآخذ البشرية من يدها
هذا المساء لأحكي لها عن رحلتنا الأخيرة
عن الفراغ الذي سرق الكلام وهرب ( ص 47)
وفي قطعة طويلة نسبياً بعنوان ثرثرة جاءت كلها مبتدأ عن الرجل الذي يتصف بكذا وكذا ، وجاء خبره أنه :
يبحث كل عام
عندما ينزل الشتاء على لسانه
عن كلام جديد ( ص 58)
والذات التي تبحث عن كلام جديد هي ذات الكاتب ! وفي إحدى نصوصه يصف الكاتب حالة من حالات يسر الكلام حين يزال أثاث الليل ! فما المرموز الذي يشير إليه الرمز .. لا أدري ! وربما من هذا المنطلق منطلق الرموز الغير متعارف عليها يأتي حكم البعض بغموض الشعر الحر ! والتوصيف الأخير لم نتفق عليه بعد !
تلك حالتين من الحالات التي تناولها الكتاب بشكل مسهب نسبياً ؛ وهناك حالات أخرى تناولها بشكل مس خفيف منها حالة الغناء ؛ حيث يشير للغناء والموسيقى في أكثر من موضع ، كما يشير إل حالة الركض ، وهو شبيه المشي وإن اختلفت السرعة .
هناك حالة وصف الصدقاء ؛ وهب أبرز الحالات في الكتاب ، وأكثرها فنية ؛ من ذلك :
أ- يذكر " محمد الماغوط " الشاعر السوري ( 1934-2006)حيث يقول :
سألعن محمد الماغوط كلما أبتعدت في العمر الرجل الماجن الحنون الذي أكتشف للغضب مزايا إضافية (ص 26) ونستطيع أن نفهم أن الكاتب يلعن شاعر كبير لأنه يريد أن يكونه ولا يستطيعيريد أن يكون في ثورته وفي حنوه .. بل وربما في مجونه الذي وصفه؛ حيث التوحد مع المحبوب ومع المحسود ومع المعتدي !
كما تناول المؤلف في كتابه من الأسماء المعروفة " رضوان الكاشف " ؛ ويقول في أحد سطور الكتاب:
ابتسامة رضوان الكاشف
أطول منه ( ص 23)
والكاشف هو مؤلف مسرحي تخرج في كلية الآداب قسم فلسفة ثم اتجه إلى معهد التمثيل ، وكان مشروعه للتخرج موضع إشادة ، وهو يتبع اسلوب يوسف شاهين في الإخراج ، وتوفي قبل بلوغه الخمسين من عمره !
وأجمل ما كتبه المؤلف ـ من وجهة نظري في هذه الحالة حالة وصف الأصدقاء صفحة بعنوزان " إبراهيم منصور " يقول في جزء منها :
ترك الأوراق الصغيرة في الصالة
والسجائر والجبن والماضي في الثلاجة
وترك ضحكته على النار
والهزائم على الرف
وترك أيامنا الحلوة معه
وذهب بمفرده
ليشرف على تنظيم العصافير (ص 24/25)
والشخصية التي يتناولها هي رئيس تحرير الدستور ، وجودة هذا النص تنبع من أن الكاتب استطاع من خلال المتناقضات المدهشة أن ينقل للقاريء حالة الفوضى الإبداعية التي تحياها الشخصية التي يتناولها .
وبعد فقد كانت هذه قراءة تحليلية ـ وفق وحدة الكلمة ـ في الكتاب ؛ الذي لا أصفه بأنه ديوان شعر فلم أجد فيه الموسيقى الداخلية أو الخارجية المفترض أن يتصف بها الشعر ؛ ولذا أدعو الكاتب إما إلى تجويد أدواته الشعرية أو الانتقال لحقل أدبي آخر يمتلك أدواته ، ويبدو لي ليس أنه أقرب للقصة القصيرة .
د. فاطمة فوزي
الخميس 19 فبراير 2009